الأهلي والزمالك... والعرب!
يتغنى العرب، ويرددون دائماً على المستوى الشعبي أنهم يريدون الوحدة والتكامل، بعضهم مع بعض، والعمل المشترك، ولكن الأنظمة العربية لا تريد ذلك، وتمنع التواصل بينهم وتصعّب اللقاءات بين شباب العرب، وذلك ربما يكون صحيحاً بشكل جزئي، ولكن غالباً ما يكون تعصبنا كشعوب عربية لانتماءاتنا المختلفة هو ما يمنع ذلك. بعد بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم في روسيا والأداء المخيب للمنتخبات العربية رغم السنوات الطويلة التي شاركت فيها في تلك البطولة، قُدمت مقترحات لإنشاء بطولة عربية كبيرة لزيادة الاحتكاك وتطوير مستويات لعبة كرة القدم العربية، وربما إنشاء دوري عربي على مستوى الوطن العربي يطور اللعبة، وأخيراً تم التوافق على بطولة الأندية العربية التي انطلقت العام الماضي بشكل جديد وجوائز أكبر. ناديا الأهلي والزمالك المصريان شاركا العام الماضي في بطولة الأندية العربية (بطولة الشيخ زايد) ولم يحصلا على أي مركز متقدم في هذه البطولة، وقررا بعد ذلك عدم المشاركة في تلك البطولة، والمشاركة في البطولات الإفريقية رغم أنها ربما تكون أضعف البطولات على مستوى العالم، إذ تشارك فيها نوادٍ إفريقية ذات إمكانيات مادية ضعيفة جداً ولاعبين من الصف الرابع، فجميع اللاعبين الأفارقة الجيدين ينتقلون فوراً إلى دوريات أوروبا وآسيا وحتى أستراليا وأميركا اللاتينية.
الناديان المصريان المذكوران يحصلان على بطولات إفريقية بعد فوزهما على أندية ضعيفة من مجاهل إفريقيا السوداء، وبعد منافسات متوسطة مع أندية دول المغرب العربي، وإذا قورنت تلك الأندية مع أندية اليابان وكوريا الجنوبية والإمارات العربية والمملكة السعودية وحتى الصين من ناحية الإمكانيات واللاعبين، فلن نجد وجهاً للمقارنة، وحتى على مستوى بطولة كأس أمم إفريقيا فإنها أيضاً بطولة متواضعة، إذ يكون اللاعب الإفريقي غالباً ذا عقلية احترافية، فيقدم أفضل ما لديه إلى ناديه الذي يقدم له المردود المادي لا إلى منتخب بلاده، ولذلك فهي بطولة متذبذبة الأداء ومناسبة لمكتشفي المواهب الإفريقية لنقلهم إلى أوروبا.ورغم حصول الأندية المصرية على كم هائل من البطولات الإفريقية، فإن ظهورها والمنتخب المصري في البطولات العالمية ضعيف جداً، وهذا ما حدث للمصريين في روسيا 2018، ووصول بعض الأندية العربية إلى بطولة أندية العالم التي تعتبر بمثابة بطولة ودية لم يغير شيئاً في مستوى اللعبة بالدول العربية، فيما عدا منتخبات الجزائر والمغرب، التي تستفيد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية.ولذلك فإن ترفُّع الأهلي والزمالك عن المشاركة في البطولات العربية لن يغير في مستوى اللعبة شيئاً لديهما، ولن يطورها، وسيبقيها على نفس المستوى، وبدون تزاوج الاستثمارات الرياضية العربية مع البطولات العربية لن تتطور الكرة المصرية والعربية، وستظل فرحتكم بالفوز على أندية مثل "اطلع بره" و"القطن الناميبي" هي أقصى أمانيكم، وستتكرر خيباتنا على المستوى الدولي، ولذلك علينا جميعاً أن نتواضع ونعمل مع أشقائنا العرب، ولكم مثال في تجربة الاستثمار الرياضي الصغيرة في نادي بيراميدز، وكيف كان أثرها كبيراً في تطوير بطولة الدوري العام المصري المحتكرة بين ناديين فقط.