شوشرة: تجريم «الواسطة»
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
البعض يتضرع بحجة الحاجة لهذا النائب، والظروف هي من أجبرته على ذلك، لأن هناك من يريد الناخب دائما تحت سطوة النائب والمعاملات لا تنجز إلا عبر الواسطة، ورغم صحة هذا الأمر فإن من المفروض إلزام النواب ومحاسبتهم على عدم إقرار تشريع صريح بعدم قبول معاملات النواب، وتطبيق القانون على الجميع، مع تجريم الواسطة ومحاسبة كل من يسعى لها حتى يتم القضاء عليها تدريجيا، لأن لكل مواطن حقوقا وواجبات كفلها الدستور والقانون دون أي ابتزاز حكومي أو نيابي، وهو مقترح يجب أن يتحرك عليه مجلس الأمة لإقراره خاصة أن المنافسة أصبحت أيضا بين بعض أعضاء السلطة التشريعية بسبب عدم فتح الأبواب بأوسعها على بعضهم، في حين هناك من تمرر معاملاته بإشارة منه واعتماد طلباته كافة دون تردد، الأمر الذي يحرج منافسيه لا سيما إذا كانوا من الدائرة نفسها.الحكومة التي تسعى جاهدة إلى إخضاع بعض النواب ووضعهم في جيبها الصغير بات أمرها واضحا تماما، وخصوصا عندما تكون المصلحة مشتركة مع بعض المتنفذين من أصحاب القرار الذين همهم الأول والأخير لفت الأنظار وإظهار البطولات الزائفة.إن الجميع شركاء في صنع القرار وإعادة الروح للبرلمان وتفعيل دوره الرقابي والتشريعي، ولن يتم ذلك إلا بطرد النواب المتخاذلين من الدواوين ومحاسبتهم أمام الجميع ومنع المجاملات وسياسة الضحك على الذقون وإيجاد كيانات من الجنسين يكون لها تحرك بارز في المناطق لتوجيه الناس وإزالة الأقنعة عن عيونهم، لكي يروا الصورة واضحة.