أولاً وأخيراً: «الشدادية» رأت النور
أخيراً وبعد طول انتظار رأت جامعة الشدادية النور، وتغلبت على الكثير من المشاكل والعقبات التي واجهتها على مدار أكثر من ١٠ سنوات، ومنها الحرائق التي كانت تحدث بين الحين والآخر في مواقع الجامعة، وظلت مجهولة الأسباب إلى يومنا هذا، ولم يحاسب أحد عليها، وكذلك الصراع الذي دار حول قانون فصل "الشدادية" عن جامعة الكويت، والذي أشعل نار الفتنة بين الأكاديميين، ثم الحملة التي شنها البعض ضد الانتقال إلى مباني الجامعة الجديدة بحجة أنها غير جاهزة، محذرين من كارثة تعليمية إذا تم المضي قدماً في نقل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس إلى "الشدادية"، ناهيك عن مشكلة قديمة جديدة ارتبطت بهذا المشروع، وهي التلوث الذي كان يعانيه سكان المناطق المجاورة خصوصاً ضاحيتي عبدالله المبارك وصباح الناصر المكتظتين بالسكان، حيث اشتكى عدد كبير منهم من تعرضهم للأمراض بسبب التلوث الناجم عن أعمال الحفر والإنشاء ومصنع الخرسانة الذي كان مقاماً داخل المشروع.إذاً ذهبت الآن كل مشاكل جامعة الشدادية، وأصبحت من الماضي بعد الافتتاح الجزئي لهذا المشروع التنموي الكبير منذ أيام بالتحاق ٢٢ ألف طالب وطالبة في ٦ كليات من أصل ٩ في الحرم الرئيسي، مع تأكيد المسؤولين على المضي قدماً في استكمال مباني الكليات الأخرى لضمان افتتاحها تدريجياً وفق المواعيد المحددة في الخطة، ورغم وجود بعض الملاحظات التي سجلتها إدارة جامعة الكويت والبرنامج الإنشائي لتنفيذ مشروع مدينة صباح السالم الجامعية، إضافة إلى ملاحظات أعضاء هيئة التدريس والطلبة والطالبات فإن مجلس الوزراء تعهد في اجتماعه يوم الاثنين الماضي باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها مباشرة، وفي مقدمتها الازدحامات المرورية الخانقة التي ظهرت في الأسبوع الأول لانطلاق الدراسة بجامعة الشدادية.
والمدينة الجامعية الجديدة في الشدادية تعد اللبنة الأساسية للارتقاء بالتعليم الجامعي وبلوغه المؤشرات المطلوبة وتحسين تصنيفنا عالمياً، وتأهيل جيل مميز من الجامعيين من خلال خلق بيئة تعليمية مميزة بوجود قاعات دراسية مزودة بأحدث التقنيات والإمكانات لتكون حاضنة للإبداع والابتكار وزيادة الطاقة الاستيعابية للتعليم العالي والتوسع في برامج البكالوريوس والدراسات العليا، كما أن تزامن انتقال حرم جامعة الكويت إلى الشدادية مع صدور قانون الجامعات الحكومية بما يحققه من نقلة في التعليم الجامعي يعد فرصة واجبة الاستغلال نحو تطوير المستوى التعليمي من خلال الإمكانات التشريعية والإنشائية التي ضمنها كل من الافتتاح والقانون، لتفسح المجال بتعدد الجامعات الحكومية، حيث إن الفرصة سانحة لإنشاء جامعة حكومية أخرى في مباني جامعة الكويت الحالية فور انتقالها إلى مبانيها الجديدة دون تكلفة مالية تذكر.وعلى الرغم من التأخير في إنجاز مشروع جامعة الشدادية فإنه لا يمكن إنكار الجهود الكبيرة التي بذلها أشخاص مخلصون عملوا على مدار سنوات طويلة، وسلموا الراية لبعضهم سواء في الإدارة الجامعية أو البرنامج الإنشائي لمدينة صباح السالم الجامعية، ومن بين هؤلاء الدكتورة رنا عبدالله الفارس نائب رئيس لجنة المناقصات حالياً، والتي كانت تتولى منصب مدير البرنامج الإنشائي في جامعة الكويت، وكانت متحمسة جداً لإنجاز مشروع الشدادية، وبذلت في سبيل ذلك جهوداً جبارة، كما لا يمكن أن ننسى الدور الذي قامت به وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري، والدور المهم الذي قامت به ولاتزال وزارة الداخلية، فتحية تقدير وشكر لكل من بذل جهداً في إظهار هذا الصرح التربوي والتعليمي إلى النور، وتهنئة خاصة للأسرة الأكاديمية والإدارية وطلبة جامعة الكويت بالانتقال إلى مباني جامعة الشدادية، وبالتوفيق دائماً للجميع.