النبيل... مشاري العصيمي
تشرفت بالعمل في المكتب مع المرحوم أكثر من اثني عشر عاماً، أستطيع أن أقول إن سبب تفرد وتميز مواقف المرحوم ليس تبنيه معايير شرعية أو وطنية.فالراحل كان يبني تعاملاته وعلاقاته على أساس قاعدة أخلاقية أُطلق عليها في القرن السابع عشر الميلادي بالقاعدة الذهبية، وأُلّفت بشأنها عشرات الكتب، وهي موجودة في كل الأديان، قاعدة (فطرية) خارج التداول الفقهي والأدبيات الشرعية والإلزامات الإسلامية، القاعدة تقول "أحبِبْ لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها".
تحت ظل هذه القاعدة كان يعمل مشاري، لم يكن يتعامل مع الآخر على أساس لونه أو جنسه أو جنسيته أو مذهبه، وإنما على أساس إنسانيته، ومواقفه خير دليل على ذلك.فعلى الصعيد الإنساني الشخصي يشهد له الأباعد قبل الأقارب، وعلى مستوى الأداء البرلماني أشاد به النواب بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، وفي العمل لا يزال الحزن مخيماً على العاملين، وكأنهم غير مصدقين ما ألمّ بهم من كثرة ما رأوا من نبل هذا الرجل في التعامل.رسالتي إلى أهله وذويه وأصدقائه ومن عمل معه ومحبيه أن نمنح الراحل حياةً بعد الممات من خلال السير على مبادئه حتى تُحسب له صدقة جارية.