بعد نحو أسبوعين من اتهامات رجل الأعمال والممثل المغمور محمد علي لقيادات في الجيش والدولة المصرية بالفساد، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس أن ما جرى هو "محاولة لتشكيك المصريين في الرئيس والجيش المصري، عبر تحطيم إرادة الشعب"، مؤكدا أن جميع اتهامات رجل الأعمال الهارب إلى إسبانيا "كذب وافتراء".وإذ أشار إلى أن الأجهزة الأمنية نصحته بعد الكلام عن هذا الأمر، لكنه فضّل مصارحة المصريين، قال السيسي، في تصريحات على هامش المؤتمر الوطني الثامن للشباب الذي عقد في مركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة أمس، "كل حاجة قيلت خلال الأسبوعين الماضيين الهدف منها تحطيم إرادتكم وفقدانكم الأمل والثقة، ويبقى خطر كبير جدا على بلدنا... كل أم كبيرة بتدعي وكل أب بيدعي (أقول لكم) ابنكم شريف وأمين ومخلص".
وفي تعليق على ما أثير عن عمليات بناء لقصور رئاسية ضخمة، قال السيسي: "أيوه بعمل قصور رئاسة وهاعمل"، متسائلاً :"هي ليا؟! أنا بعمل دولة جديدة. لا أنا أعمل وأعمل وأعمل مش ليا ومش باسمي ده باسم مصر".ومازح الحضور بالقول: "هو المطلوب تبقى القصور الموجودة في مصر لمحمد علي بس؟!" في إشارة إلى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة.وتطرق السيسي لادعاءات محمد علي باحتفاظ الرئيس بجثمان والدته لحين الانتهاء من احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة 2015، فضلا عن تكاليف مدفن والدته، وقال: "هل فيه حد ممكن يعمل كده في أهل بيته؟ والله هذا كذب وافتراء".
مركز الثقل
وقال السيسي إن جيش مصر هو مركز الثقل ليس في مصر وحدها، بل في المنطقة كلها، وأن محاولة الإساءة إلى المؤسسة العسكرية هدفها إسقاط مصر كلها، وأن تمويل الإرهاب والإساءة للجيش نقطة واحدة لا تتجزأ، وشدد على أن "مش هتُقع مصر إلا لما جيشها يقع".وحذّر السيسي من اندلاع ثورة مجدداً، وقال:"هقول لكم على غلطة واحدة أو تمن واحد دفعنا تمنه 2011... لم تكن تبنى السدود على نهر النيل إلا بسبب (ثورة 25 يناير) 2011، أنا بقول كلام في منتهى الخطورة... واللي أخطر منه إنكم تكرروه تاني"، واستطرد: "بتقولوا: حل يا سيسي وهات لنا ميّه (مياه)، طيب ما انتوا اللي عملتوا كده".حديث السيسي يتعلق بسد النهضة الإثيوبي الذي بدأت فيه حكومة أديس أبابا في العام ذاته، وهو السد الذي يخصم من حصة مصر التاريخية في مياه النهر.تطوير الخطاب
وبعد استعراض إنجازات الدولة في مكافحة الإرهاب، شدد السيسي في تصريحات على هامش جلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليمياً"، إلى أن الإرهاب استخدم في تدمير سورية وليبيا ووسط إفريقيا، فضلا عن محاولة تدمير مصر.ووجّه السيسي حديثه إلى المسؤولين عن تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي، قائلا: "الإرهاب جاء لكي تظل الـ 55 دولة إسلامية دون تقدّم ويكونوا في ذيل الأمم في خراب ودمار... يا ترى الناس بتاعت الدين شايفة تأثير عدم المواجهة الفكرية وتصويب الخطاب الديني إزاي... أنت مش مصدق إن أنت متأخر 700 أو 800 سنة"، نافيا أن يكون مطلبه متعلقا بالثوابت الدينية، لكنه انتقد ما يقدمه بعض رجال الدين من فتاوى تصطدم مع الحياة والمجتمع والتطور.ميدانيا، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن قوات الأمن المصرية قتلت عددا من الإرهابيين خلال هجوم مسلح على كمين منطقة المحاجر بمدينة العريش شمال سيناء، وأن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 3 من قوات تأمين الكمين، إذ تعرّض الكمين لهجوم بقذيفة آر بي جي أعقبها هجوم الإرهابيين بالأسلحة النارية.