قبل ساعات على محادثات مقررة اليوم، في لوكسمبورغ مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ومفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف ملف "بريكست"، ميشال بارنييه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي تعرّض لانتكاسة جديدة هي السادسة، تمثّلت باستقالة نائب آخر من حزبه، أنه يحمل رسالة جديدة للاتحاد الأوروبي مفادها: "لن تعجبكم بريطانيا عندما تغضب".وفي إشارة للشخصية الخيالية الخارقة "هالك" في سلسلة كتب وأفلام "مارفل"، قارن جونسون خروج بلاده المقرر من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل بقدرة الشخصية الخارقة على تحطيم القيود.
وقال جونسون لصحيفة "ميل أون صنداي"، أمس، "كلما ازداد غضب هالك، أصبح أقوى".وأضاف: "ربما يكون بانر مكبلا بالقيود، لكن عندما يتم استفزازه يفجر هذه القيود ليخرج منها".وبروس بانر، هو العالم الخيالي الذي يتحول إلى الرجل الخارق الأخضر، "هالك"، في سلسلة الكتب والأفلام.وتابع جونسون: "كان هالك يتمكن دائما من الهروب، مهما كانت القيود المفروضة عليه، وهذه هي الحال لهذا البلد، سنخرج في 31 أكتوبر المقبل، وسنحقق ذلك".ومع ذلك، بدا جونسون في حديثه واثقا بالتوصل إلى اتفاق في آخر لحظة مع بريكست، قائلا: "سيكون هناك الكثير من العمل حتى 17 أكتوبر"، موعد آخر قمّة للاتّحاد الأوروبي قبل تنفيذ "بريكست" المقرّر في 31 أكتوبر.وأضاف: "لكنني ذاهب إلى هذه القمّة، وسأحصل على اتفاق، وأنا متفائل جداً"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "في حال لم نتوصل الى اتفاق، فسنخرج في 31 أكتوبر وسننجز بريكست، صدقوني".لكن حجم المعارضة في البرلمان لنهج جونسون اتضح، أمس الأول، عندما انشق أحد النواب من حزبه المحافظ للانضمام إلى "الحزب الليبرالي الديمقراطي" المؤيد للاتحاد الأوروبي.وكان وزير الجامعات السابق سام جيماه قد انتقد بشدة تهديدات جونسون بالانسحاب من التكتل من دون اتفاق، ودعا إلى إجراء استفتاء جديد على "بريكست"، بعد التصويت الذي جرى في 2016.وتحدى 21 نائبًا محافظًا جونسون، ودعموا تشريعا يمنع "بريكست" من دون اتفاق، فأقالهم من الحزب الحاكم.وكان جيماه بينهم، ليصبح اليوم 18 عدد النواب "الليبراليين الديمقراطيين" في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعداً.وقال جيماه أمس الأول، إن "جونسون ترك النواب المعتدلين في الحزب المحافظ أمام خيار صعب، إما الموافقة على بريكست من دون اتفاق أو مغادرة الحياة السياسية".وهو الانشقاق السادس عن حزب جونسون للالتحاق بصفوف "الليبرالي الديمقراطي" هذا العام، ويأتي بعد أيام من تحرّك مشابه قام به النائب المحافظ فيليب لي.من جهته، هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون في مقتطفات من مذكراته، جونسون واتهمه بـ "الشعبوية وتأييد بريكست من أجل دعم مسيرته السياسية ليس إلا".وقال إن جونسون الذي تولّى منصبه في يوليو، اعتقد أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016 سيزيد شعبيته في الحزب المحافظ.وذكر كاميرون (52 عاماً) الذي ينتمي إلى حزب المحافظين كذلك، أنه حاول منع جونسون من الانضمام إلى معسكر "بريكست" من خلال عرض منصب وزير الدفاع عليه.وقال في مذكراته التي تنشر كاملة الخميس المقبل، إن "جونسون واصل مع ذلك حملته المؤيدة لبريكست، وخاطر بنتيجة لم يكن يؤمن بها لمجرد أنه اعتقد أن ذلك سيدعم مسيرته السياسية".
دوليات
جونسون: بريطانيا كـ «Hulk» عندما تغضب تصبح أقوى
16-09-2019