خاص

استهداف «أرامكو» يدعم صعود أسعار النفط لمستويات عالية

خبراء لـ الجريدة.: التخلي عن خيار خفض الإنتاج وارد لتحقيق التوازن في السوق

نشر في 17-09-2019
آخر تحديث 17-09-2019 | 00:04
No Image Caption
أكد عدد من خبراء النفط أن الهجوم الأخير على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة «أرامكو» السعودية باستخدام طائرات مسيرة، من شأنه أن يؤثر على الإنتاج العالمي، حيث تسبب في انخفاض صادرات المملكة التي تستحوذ على 30% من إنتاج «أوبك»، إلى نحو النصف، متوقعين أن ترتفع أسعار النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى مستويات غير مسبوقة.

ورأى الخبراء أنه قد يتم السماح لإيران بإنتاج النفط الخام، كما كانت عليه الحال قبل العقوبات، كما أنه من المفترض عقد اجتماع عاجل لـ«أوبك» لبحث تغطية الخفض المفاجئ في إنتاج المنظمة، مشيرين إلى ضرورة التعاون بين الكويت والسعودية لبدء الإنتاج بالمنطقة المقسومة بشكل سريع لتعويض جزء من الحصة المفقودة. ودعوا إلى ضرورة ضمان عدم تكرار ذلك العمل الإرهابي، عبر قيام تحالف دولي يضمن تأمين إمدادات النفط العالمية، وإلى التفاصيل:

أكد الخبير المتخصص في تكرير وتسويق النفط م. عبدالحميد العوضي أن مصنع «بقيق» المستهدف بعمل ارهابي منذ ايام قلائل يعتبر أكبر مصنع في العالم يقوم بفصل الغاز عن النفط الخام، وهو الأكبر في العالم، وتبلغ طاقته الانتاجية 7 ملايين برميل نفط يوميا من النفط الخفيف والخفيف جدا ؛ لافتاً الى ان ذلك يعد مؤثرا للغاية على الانتاج العالمي كون السعودية تستحوذ على %30 من انتاج اوبك، بما يعادل %10من الانتاج العالمي.

وأشار العوضي إلى أن اسعار الغاز الطبيعي سوف تشهد ارتفاعات أيضا، موضحا أن الخسائر اليومية نتيجة هذا الحادث الارهابي تقدر بنحو 400 مليون دولار يوميا، وبخسائر شهرية تبلغ نحو 12 مليار دولار. ورأى أنه اذا لم يتم تدارك الامر واصلاح المصنع بشكل سريع فإن اسعار النفط سوف تشهد ارتفاعات يوما تلو الآخر؛ مع العلم بان انتاج السعودية من الغاز الطبيعي يقدر بحوالي 10 مليارات قدم مكعبة يوميا، وبفقدان %50 من هذه الطاقة فإن ذلك سيؤدي الى انخفاض القدرة التكريرية للمصافي ومصانع البتروكيميكال.

غياب مفاجئ

وأوضح أن مصنع بقيق يعمل على النفط الخفيف، وما حدث سيؤدي إلى أن يكون هناك طلب عالمي على النفط الخفيف، للغياب المفاجئ لهذه النوعية التي تنتجها المملكة، والتي تحتاجها الاسواق العالمية.

ولفت إلى أن المصافي التي تعتمد على النفط الخفيف ستعاني نقصا من هذا النوع من النفط؛ الامر الذي سيؤدي الى صعود أسعار المنتجات البترولية مثل البنزين والديزل، وزيت الوقود، وكذلك المنتجات البتروكيماوية، مبينا ان السعودية لديها مخزون يمكن أن يغطي الأزمة لمدة تبلغ نحو اسبوعين فقط.

وكشف العوضي أن ذلك العمل الارهابي ستكون له تداعيات على الاقتصاد السعودي، حيث ستضطر السعودية للعمل على تخفيض طاقة التكرير في المصافي المحلية، الى نسبة 75 في المئة، من نسبة 90 % الحالية، فضلا عن ان نسبة عمل المصافي السعودية الخارجية سوف تنخفض في كل من كوريا واليابان والصين وأميركا وهذه الدول ستضطر الى السحب من مخزوناتها الاستراتيجية والتي تقدر بنحو مليار ونصف المليار برميل بسبب توقف السعودية عن ارسال نفطها الى تلك المصافي علما بان اغلب الصادرات النفط السعودية تذهب الى آسيا بنسبة %75.

إنتاج إيران

وقال انه «من الوارد ان يتم السماح لإيران بإنتاج النفط الخام، كما كان قبل العقوبات»، ومن المفترض أن يكون هناك اجتماع عاجل لأوبك لبحث كيفية تغطية الخفض المفاجئ في انتاج المنظمة من حجم الانتاج الحالي البالغ 29 مليون برميل يوميا، مما قد يتوجب معه الغاء اتفاق خفض انتاج أوبك وأوبك بلس المعمول به حاليا أو تجميده؛ خاصة إذا كان العامل الزمني متعلقاً بإصلاح ما حدث جراء العمل الإرهابي، أو إطالة أمد التشغيل.

ولفت إلى أن ذلك الأمر سوف ينعكس على أسعار العقود الآجلة صعودا مما سيؤثر على اسعار النفط الفورية، مبيناً أنه يتوجب ان يكون هناك تعاون بين الكويت والسعودية لبدء الانتاج في المنطقة المقسومة بشكل سريع لتعويض جزء من الحصة المفقودة بشكل مفاجئ، إذ يبلغ انتاج تلك المنطقة 550 الف برميل يوميا.

وقف الاتفاق

من جانبه، أكد الخبير النفطي كامل الحرمي ضرورة ايقاف العمل بشكل فوري لاتفاق خفض الانتاج المبرم بين دول منظمة اوبك وحلفائها من دول اوبك بلس كون الطاقات الانتاجية بعد الحادث الارهابي الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية أخيرا لا تكفى لسد احتياجات الاسواق العالمية بعد الفقدان المفاجئ لحصة كبيرة من إنتاج المملكة تقدر بنحو 6 ملايين برميل نفط يوميا، لافتاً إلى أن كمية الغاز المفقودة في ذلك العمل الإرهابي كبيرة، والتي تحتاجها المصافي لممارسة عملها، الأمر الذي قد يتطلب معه ان تقوم الدول المستهلكة للنفط بالسحب من مخزوناتها لسد العجز؛ لاسيما أن مدة صيانة تلك المنشآت غير معلومة حتى الآن.

اكتتاب «أرامكو»

وشدد الحرمي على ضرورة إيقاف اكتتاب أرامكو السعودية في الوقت الحالي حتى لا تفقد أهميتها، بوصفها من أكبر الشركات العاملة في المملكة، وحتى تعود العملية الإنتاجية إلى سابق عهدها من الانتاج الطبيعي؛ مبينا ان السعودية لديها مخزون نفطي يبلغ نحو 180 مليون برميل يكفي شهراً واحداً، وفي هذا السياق ستتجاوز اسعار النفط مستوى 70 دولارا للبرميل خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى انه من الضروري الوضع في الاعتبار ضمان عدم تكرار ذلك العمل الارهابي، متسائلا في الوقت نفسه: من يضمن عدم تكراره، وذلك بعد عمل الصيانة اللازمة للمنشآت التي تم تخريبها.

عدم الاستقرار

من ناحيته، قال نائب مدير البرامج الأكاديمية في الكلية الأميركية الدولية د. عواد النصافي إن النفط يعد سلعة إستراتيجية تتأثر بالأحداث السياسية والاقتصادية ومما لاشك فيه فإن حالة عدم الاستقرار والتأرجح بين الاختلافات في منطقة الخليج يجعل أسعار النفط ترتفع، وهاهو حادث بقيق بالسعودية مثال حي على استراتيجية النفط كسلعة وتأثر اسعاره بحالة عدم الاستقرار.

وأضاف النصافي ان ذلك الحادث الارهابي الذي استهدف منشآت النفط السعودية قد أثر بشكل كبير على امدادات النفط خاصة ان السعودية من اكبر منتجي ومصدري النفط في العالم حيث ان الحادث ادى الى انخفاض صادرات المملكة الى ما يقارب النصف، بنحو 6 ملايين برميل نفط يوميا ؛ وهذا بطبيعة الحال أدى فعليا إلى شح الإمدادات «وقد رأينا ارتفاعاً في أسعار الخام بشكل سريع، وقد ترتفع الاسعار تباعا مع مرور الأيام ما لم تتم معالجة الموقف بشكل اسرع وإعادة الإنتاج الى سابق عهده.

مكافحة الإرهاب

واختتم بالقول ان «هذا الحادث يعزز ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، لأنه اصبح يشكل خطراً، لا على السعودية فحسب بل على العالم كله، وإن تكررت مثل هذه الحوادث فسوف تهدد الإمدادات النفطية اذا ما اخذنا بالاعتبار ان اغلب هذه الإمدادات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهذه المنطقة تعاني عدم استقرار امني منذ زمن بعيد، مما يتطلب وجود تحالف دولي يضمن امدادات النفط للعالم.

ورأى أن أسعار النفط ستشهد في الأشهر المقبلة ارتفاعات قوية طالما ان هناك عدم مبالاة دولية في ما يحدث في منطقة الخليج، الامر الذي يعمق الازمة الاقتصادية المتوقعة ويطيل امدها.

باركيندو وبيرول

في موازاة ذلك، قالت مصادر في منظمة أوبك إن الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو بحث تطورات سوق النفط مع رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بعد هجمات على منشآت نفط سعودية، مضيفة أن الطرفين أبديا رضاهما بشأن احتواء السلطات السعودية للوضع، واتفقا على مواصلة مراقبة السوق والإبقاء على اتصال دوري خلال الأيام المقبلة.

وأضافت المصادر أنه في ظل وفرة مخزونات النفط العالمية وغياب دلائل على أي نقص في السوق حتى الآن، لا توجد حاجة لأن تبحث أوبك بشكل رسمي تحركا في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن نطاق أي تحرك لأوبك لدعم الإمدادات بدون السعودية سيكون محدوداً.

back to top