نظمت جمعية الثقافة والفنون بجدة، برئاسة محمد آل صبيح، أمسية ثقافية للشاعر والإعلامي د. نجم عبدالكريم بعنوان "سيرة ومسيرة" للتحدث عن مشوار كفاحه، وما حققه من إنجازات إعلامية وأدبية طوال مشواره وحياته التي تقدر بثمانين عاماً من الجهد والعطاء.وفي افتتاح الجلسة، أعطى مقدم الأمسية الإعلامي ماجد الكناني نبذة عن الضيف، مشيراً إلى أن مشوار طفولته وشبابه كان شاقا جداً، إذ امتهن عشرات المهن البسيطة للحصول على المال وتوفير حياة كريمة، وواجه خلال تلك المرحلة الكثير من المصاعب والتحديات، مما صنع منه كيانا إعلاميا وثقافيا فريدا ليصبح من أهم وأبرز الأقطاب الأدبية في المنطقة.
من جانبه، عبر د. نجم عبدالكريم عن سعادته بالأمسية، موجها الشكر للدعوة والقائمين على التنظيم ومنهم نوف العتيبي، مشيرا إلى أنه دائما ما يسعد باللقاءات التي تضم وجهات نظر مختلفة وتبادلاً للآراء بشكل حضاري، بعيدا عن الشخصنة وتضييق الأمور، قبل أن يعلن ترحيبه بالأسئلة والتفاعل الخلاق مع الحضور الذي عشقه وألفه على مدى خمسين عاما من العمل الإعلامي والفني والسينمائي والمسرحي والصحفي، متفاعلا معه بكل أساليب التفاعل البناء.وفي مستهل كلامه، أجاب د. نجم عبدالكريم عن استفسار أحد الحضور: "كيف أكتب؟"، بقوله إن الكتابة تقتضي أن يعتاد الفرد المعايشة بين الورقة والقلم من خلال 3 مراحل، مدة كل منها 30 يوما، وفي نهاية المراحل الثلاث يمكن أن يصنع الإنسان من نفسه كاتبا بشرط أساسي أن يكون قارئا في البداية، فإذا استطاع الفرد أن يقرأ 5 ساعات ليكتب 5 دقائق فقد نجح وحقق إنجازا كبيرا.وأوضح أن المرحلة الأولى، هي أن يعكف الفرد يوميا على كتابة يومياته بشكل واقعي دون أي تدخل أو وصف أو إضافة مدة شهر كامل، وفي المرحلة الثانية يبدأ كتابة يومياته بتدخل بسيط من خلال إضافة بعض الوصف والمشاعر، إلى أن تأتي المرحلة الأخيرة ليبدأ بوضع خبراته وقراءاته ومقولات بعض الكتاب أو المفكرين التي تؤيد وجهة نظره ليقدم بعد انتهاء المراحل الثلاث في 90 يوما، وجبة أدبية متكاملة العناصر الفنية.
محاولة اغتيال
وأكد عبدالكريم أنه تبين له أنه كان على قائمة اغتيالات نظام صدام حسين في فترة الثمانينيات وذلك بسبب موقفه المعلن لكراهية النظام آنذاك، حتى أنه كتب بيتاً من الشعر في تلك الفترة قال فيه: "يا بعث يا سرطان يا ورم... سموك بعثا وأنت الموت والعدم"، مما جعله مستهدفاً من النظام الذي أحبه الناس كثيراً في تلك الفترة ولم يتبينوا مساوئه إلا في مراحل لاحقة من الحرب والدمار.وكشف أنه هرب في تلك الأثناء إلى الولايات المتحدة لتحضير دكتوراه ثانية بعد انتهائه من دراسته فعليا هناك، حيث كان أستاذا جامعيا بالكويت في تلك الفترة، ولكنه اضطر للسفر والدراسة مجددا للابتعاد عن أيدي فرق الاغتيال العراقية التي كانت تستهدف كل مناهضي النظام العراقي بالاغتيال والتصفية الجسدية.وفي رده على طلب أحد الحضور بإنشاء معهد تدريب ليستفيد الطلاب من خبراته، قال عبدالكريم إنه بالفعل عمل أستاذا جامعيا عشرات السنين وله من اللقاءات التلفزيونية والصحافية والكتابات الكثير ما يستطيع أن يستفيد منه الباحثون عن العلم والمعرفة، ولكنه لا يمتلك مهارة إنشاء مؤسسة متكاملة، موضحا أنه فرد فاعل في الجامعة كأستاذ ومعلم ولكن الجامعة مؤسسة ويوجد فرق كبير بين الفرد والمؤسسة، مؤكدا أنه لا يشعر أن لديه من الإمكانات والقدرات ما يؤهله لإنشاء معهد تدريب.وأضاف أنه سيكثف نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي كـ "تويتر" و"فيسبوك"، ويطلق الكثير من الآراء الأدبية والسياسية والميتافيزيقية والعلمية والفكرية والثقافية، حتى ان صفحته الخاصة على "تويتر" تتضمن 200 ألف تغريدة وهي طريقة عظيمة ومهمة جدا للتواصل وطرح الأفكار والآراء والتعلم والتناقش بما لا يقل عن قاعة المحاضرات التي يمكن أن يلتقي فيها بالطلاب، فالباحثون عن العلم والمعرفة بالآلاف والملايين وساحات الفضاء الإلكتروني الواسعة أصبحت مجالا خصبا لتبادل الآراء والمعارف والنقاش البناء.