خارج السرب: درونز حبنا
لا أخفي عليكم وحتى أعرف حقيقة خبر الدرونز من المصادر الرسمية لن أصدق أن طائرة مسيرة تترك استكشاف منشآتنا النفطية والعسكرية لتصور دوار البدع الذي أستطيع معرفة عدد أحجار رصيفه ونوع الأشجار على جوانبه من غوغل ماب وبكبسة زر، ولن أصدق قصة الكشافات حتى أعرف «نوع الدرونز» التي «تكبس *» و«تترك» لدقيقة في السماء كتاكسي جوال.
نشرت جريدة محلية خبراً حول بلاغ قدم للجهات الأمنية، بأن طائرة مسيرة من دون طيار اخترقت أجواءنا فجر السبت ووصلت إلى محيط دار سلوى- حفظ الله ساكنها ورعاه وأرجعه لنا سالما معافى- ثم هبطت إلى ارتفاع منخفض، وذكر كذلك أن طولها نحو 3 أمتار، وأنها قدمت من جهة البحر مقتربة من شاطئ البدع، حيث فتحت هناك الكشاف الأمامي لمدة دقيقة واحدة، وبعد ذلك حامت فوق القصر وعادت إلى دوار البدع، ثم اتجهت إلى داخل مدينة الكويت.بعد نشر الخبر وكالعادة نسينا هنا كلمة "بلاغ" ورميناها وراء ظهورنا، رغم أنها مهمة جداً فالبلاغ يختلف عن التحقيقات الرسمية، فهو يحتاج لتدقيق ومتابعة قبل الجزم بصحته، بدليل أن كلاً منا يستطيع أن يقدم اليوم بلاغا عن طبق طائر يحوم فوق سوق الحمام، أو ديناصور يسرح مع الإبل في بر السالمي، فهل أصبحت بلاغاتنا حقيقة ومن المسلمات ولا تقبل الجدال؟! طبعا هذه من البدهيات ولكن سيناريو مسرحية "بلاغة الشف" الكويتية يحتاج أيضا إلى أداء تهويلي حتى الثمالة، ربما لأن المصالح المتضاربة على مذهب ميكافيلي، وكل غاية مصلحية عندها تبررها وسائل الهوالات وبلاغة الشف وربما إطار كلمة "بلاغ" وغيرها من الكلمات المحددة للنص الإخباري، تشبه الحكم المساعد في كرة القدم الذي يصطاد بصنارة رايته حالات التسلل، والبعض هنا لا يريد عوائق تحت السطور أو فوقها، بل يريد الانفراد لوحده أمام مرمى التحليل والتهويل ليتفنن وعلى راحته في إمتاع المتابعين والمتابعات الأحياء منهم والأموات!!
آنساتي من قدم البلاغ؟ سيداتي هل شهد معه أحد آخر من قاطني البلاد الـ٥ ملايين أم انفرد بهذا الحديث الدرونزي لوحده؟! سادتي هل كان لديه تصوير واضح أم كانت مشاهداته شفوية؟ يا عالم يا هوه ما نتيجة التحقيق في بلاغه؟ وهل قدمت رسميا؟ كل هذا أعلم أنه لا يهم ولن يصمد ساعة رغم أهميته أمام "تسونامي يقولون"، فالخبر العاجل عند المتابعين الساذج منهم والسامج "كذبته صج" كحال مولانا الزعفراني، وما دام المانشيت دخل من شباك تذاكر السوشيال ميديا فلتخرج الحقائق من الباب ومع ألف سلامة. لا أخفي عليكم وحتى أعرف حقيقة خبر الدرونز من المصادر الرسمية فلن أصدق أن طائرة مسيرة تترك استكشاف منشآتنا النفطية والعسكرية لتصور دوار البدع الذي أستطيع معرفة عدد أحجار رصيفه ونوع الأشجار على جوانبه من غوغل ماب وبكبسة زر، ولن أصدق قصة الكشافات حتى أعرف "نوع الدوزنز" التي "تكبس*" و"تترك" لدقيقة في السماء كتاكسي جوال في زحمة الغزالي وعلى عينك يا رادار، ولا أحد يسألني لماذا تعنت الدرونز للعاصمة المزدحمة رغم أنها متسللة وبمهمة سرية؟! ربما ذهبت مثلا لتعدل رأسها الدرونزي المنكوش بشاي سنجيل من المباركية يا ولد الحجية... ربما!! أخيرا لن أصدق شيئا عن درونز حبنا لبلاغة الشف أو درونز حبكتنا الإعلامية، ولن أقع في فخ سذاجة الميديا وسماجة التحليلات فيه حتى إن كانت شعار الميديا الأوحد اليوم هو المانشيتات تبيحها... الرتويتات. *تضيء أنوراها الأمامية.