يشهد المناخ السياسي العام، لا سيما على المستوى القيادي، هدوءا قلّ نظيره، افتقدته الساحة السياسية طوال الفترة الماضية، على رغم أن بعض الملفات المطروحة والمثارة يتسم بدرجة عالية من الحساسية التي كانت تشغل السياسيين وأهل السلطة ومعهم البلاد برمتها في ظروف مختلفة.وقالت مصادر متابعة: "نزل جميع المعنيين عن شجر حساباتهم الخاصة والمصلحية على تنوعها، وخضعوا للأمر الواقع، فتحول الجو من سياسي مشحون الى تقني عملي يغوص في أرقام موازنة عام 2020 لإقرارها بأسرع ما يمكن، وتقديمها وما تيسّر من إصلاحات مطلوبة، الى المجتمع الدولي لإثبات تجاوب وجدية في التعاطي مع الأزمة".
الى ذلك، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، الذي زار بيروت أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في العاصمة اللبنانية إن "السلوك العدواني من حزب الله يهدد أمن الشعب اللبناني، وننادي بالالتزام بالقرار 1701".ورد باسيل بالقول إن "لبنان ملتزم بالقرار 1701، وهو لم يعتد على إسرائيل، بل هي دائما المعتدية تماما، كما حصل أخيرا وفي كل مرة".وأشار الى أننا "لمسنا رغبة متوافرة لدى أكثر من 80 بالمئة من النازحين السوريين بالعودة، والظروف باتت مواتية في سورية، لذلك نطلب من ألمانيا مساعدتنا بالضغط بهذا الاتجاه وتحويل أموال المساعدات لتشجيع هذه العودة"، لافتا الى أن "الإجراء الذي اتخذه الجيش أخيرا، والذي اتى بقرار من المجلس الأعلى للدفاع بلبنان هو نتيجة قيام تجمعات غير شرعية للنازحين ببناء مساكن غير شرعية".في السياق، يصل رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم الى باريس في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل. ورفع الحريري سقف الرهان والآمال المعقودة على الزيارة الى حدوده القصوى، بإعلانه منذ أيام، أن الزيارة ستعطي إشارة "انطلاق عملية تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر 1". الحريري - الذي سيلتقي سيّد "الإليزيه"، كما نظيره الفرنسي إدوار فيليب، والدبلوماسي المكلف متابعة مؤتمر "سيدر"، السفير بيار دوكان، وممثلين عن عدد من المسؤولين في الشركات المهتمة بالاستثمار في بيروت – يعوّل على ثمار "وفيرة" سيجنيها في فرنسا، ويتوقع ألا يعود منها الى لبنان بسلّة فارغة.وقالت مصادر متابعة إن "باريس ستفتح ذراعيها من جديد للبنان ورئيس حكومته. وهي ستؤكد مرة أخرى أنها على الوعد، وأن أيا من المساعدات المخصصة لبيروت في مؤتمر سيدر، لن يضيع".في سياق منفصل، أعلن وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن المملكة تجري محادثات مع حكومة لبنان بشأن تقديم دعم مالي. وقال الجدعان في مقابلة مع "رويترز" أمس: "نضع أموالنا والتزامنا في لبنان، وسنواصل دعم لبنان ونعمل مع حكومته".
دوليات
لبنان «يغوص» بالموازنة... وماس ينتقد «حزب الله»
19-09-2019