الرجال الأقويـاء
كتبت في مقال سابق أن ثمة سياسات ثابتة لبعض القادة من شأنها زرع الثقة في النفوس وإعادة الأمل إذا ما تضاءلت أضواؤه، قيادات استطاعت أن تعثر على الصيغة المناسبة التي من خلالها تضمن حقوق المواطن والوطن في آن واحد، ولأكون منصفاً فليس خافيا، ولا يمكن إنكار، أن جانبا كبيرا من الفضل في الانتقال بالكويت إلى مكانة عالمية وسياسية أكثر تأثيراً وقدرة يعود إلى حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح عبر سنوات عمل وجهد ممتدة منذ أن كان وزيرا للخارجية في ستينيات القرن الماضي، حيث استطاع سموه من خلال هذا الإرث التاريخي المتجذر تبني سياسة التوازن وصناعة الاستقرار بالطاقة نفسها والعزيمة التي جبل عليها حكام أسرة آل صباح الكرام ورجالها، لاسيما حرصه الدائم على عدم إشغال الكويت بأزمات سياسية أو اقتصادية منهكة. أعيد كتابة هذا الكلام مجدداً وأنا أتابع هذا الكم الهائل من رسائل الارتياح والفرح التي سادت الأوساط الكويتية والعربية إثر تعافي صاحب السمو وخروجه من أحد المستشفيات بالولايات المتحدة الأميركية بعد استكمال الفحوصات الطبیة، إذ أستطيع شخصيا كمواطن تحديد مبعث هذا الارتياح من خلال عبارات سموه التي وجهها وبالثقة المعهودة نفسها للكويتيين بأن ما تابعه في وسائل الإعلام، جسّد روح الأسرة الكويتية الواحدة، وعكس عمق أواصر المحبة والمودة، وأبرز سمات الشعب الكويتي وأصالته، إنها رسالة الاطمئنان والأمل؛ من قائد بات يعرف بكونه أميراً حكيماً يحمل السلام للعالم أجمع، قائد نراه يرنو بكل ثقة يستشف الرؤى ويخلق من خلال كلماته حين نطالعها أملا نراه فارعاً وسط سطورها، مستذكرا إحداها حين قال: "إن المسؤولية جسيمة والعبء ثقيل، ولكننا بعون الله وتوفيقه قادرون على تحمل مسؤوليتنا بثقة وإيمان وعزم وإصرار، مسترشدين بتعاليم ديننا متمسكين بقيمنا وثوابتنا، نعمل قلباً واحداً لخير ديرتنا الحبيبة". سلمت سمو الأمير محفوظا ومباركا بحفظ الله ورعايته، وحفظ الله الكويت وأميرها وسمو ولي العهد الأمين.