«نوستالجيا»
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
كذلك فلربما كنا نشعر بالحنين فعلاً إلى حالتنا الذهنية الهادئة قبل الإنترنت والهاتف الذكي الذي بعثر تركيزنا، ودفء العلاقات في زمن كان يُسمح لنا أن نعبر عن حاجتنا للآخرين قبل زمن الفردانية المفرطة وديوانيات "الآيفون"! أيضاً فإن العقل البشري غالباً ما يقدس الماضي، ويتذكره على أنه أجمل مما كان عليه، دون النظر إلى كمية الرفاهية وسهولة الحياة التي نتمتع بها الآن.وعلى الرغم من ظهور الكثير من الأعمال الرائعة المستوحاة من تلك الحقبة كالعروض المسرحية "عرض الثمانينيات نموذجاً" والمسلسلات والأغاني، فإنه تم ابتذال الذاكرة في هذه الموجة للتسويق لمنتجات استهلاكية ليس لها أي علاقة بالـ"نوستالجيا"، كالمطاعم الفارهة ومقدمي خدمات الإنترنت، وأي شيء تودنا الشركات أن نستهلكه بأكبر سرعة ممكنة. نعم، كان الماضي جميلاً، ويمكننا استلهام الكثير من وحي الذاكرة، لكن لا ضير من التجديد وخلق الجمال في اللحظة عوضاً عن اجترار الماضي، كذلك لابد من التمهل قليلاً والتساؤل: فهل نشتري منتجاً ما لأننا بحاجة فعلية إليه أم لأنه قد تم التلاعب بمشاعرنا، سواءً بحيلة "النوستالجيا" أو أي حيل تسويقية أخرى؟دعونا نحافظ على ذاكرتنا من الابتذال، وذلك عن طريق توثيقها بطريقة جميلة وعدم الاستسلام لتسليعها.* "لو بدأنا معركة بين الماضي والحاضر لوجدنا أننا خسرنا المستقبل". (ونستون تشرشل).