أحداث خطيرة شهدتها الأيام القليلة الماضية تمس دولتنا الحبيبة الكويت وشقيقتنا الكبرى السعودية، ففي الوقت الذي شنت فيه عناصر إجرامية هجوماً إرهابياً على مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص التابعين لشركة "أرامكو" السعودية تم رصد طائرة مسيرة تخترق الأراضي الكويتية وتحلق فوق مناطق حساسة في البلاد، الأمر الذي تسبب في قلق الكثير من المواطنين، وأثار العديد من علامات الاستفهام حول هوية هذه الطائرة؟ ومن أين انطلقت؟ وما هدفها؟ وكيف تترك ولا يتم التعامل معها؟ وهل هناك خطر يهددنا من إحدى دول الجوار التي مدت لها الكويت يدها وقدمت لها المساعدات على مدار السنوات الماضية لتجاوز أزماتها؟واللافت في هذه التطورات الخطيرة أنها كشفت أن حديث الحكومة عن استعدادها لمواجهة الطوارئ والحفاظ على أمن البلاد يبدو أنه على الورق فقط، وأن خطط مواجهة مثل هذه المخاطر يتم عرضها في غرف الاجتماعات دون أن يتم تطبيقها على أرض الواقع، وإلا كيف تعلن الحكومة بعد دخول الطائرة المسيرة إلى سماء الكويت التي وصل طولها إلى ٣ أمتار وحلقت على ارتفاع 250 متراً أنها ستحقق في الأمر، فهل هذا يحتاج إلى تحقيق أم تعامل فوري وحاسم؟ وهل ما تقوله الحكومة يعني أنها لا تملك معلومات، ولم تستطع الأجهزة المعنية التعامل مع هذا الحادث "الطارئ" الذي يمثل اختراقاً خطيراً جداً، فالأمر يستدعي إعادة النظر في الاستعدادات الأمنية، والإسراع في إنشاء جهاز يتعامل مع الكوارث والأزمات يكون لديه القدرة على التعامل مع مثل هذه الأحداث المهمة، خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة من غليان وصراعات وتصفية حسابات.
وفي التوقيت ذاته الذي كانت تحلق فيه الطائرة المسيرة في أجواء الكويت كانت هناك طائرات أخرى بدون طيار تنفذ عملاً إرهابياً في أراضي المملكة العربية السعودية أوقع أضراراً خطيرة، وأسفر عن توقف إنتاج 5.7 ملايين برميل نفط يومياً، وأدى لأكبر ارتفاع في أسعار النفط وصل إلى 20%، وهذا لم يحدث منذ نحو 30 عاماً، وهو يؤثر على اقتصاد العالم كله، وبالقطع يؤكد هذا العمل الجبان أن دول المنطقة مستهدفة من الجماعات الإرهابية والميليشات غير الشرعية، وأن الكويت ليست في مأمن من مكر هؤلاء الإرهابيين والمخربين، ويجب أن تكون حكومتنا وأجهزتنا أكثر يقظة واستعداداً لحماية منشآتنا النفطية والحيوية.والمقلق في هذه الأحداث الخطيرة أن الطائرات المسيرة التي ضربت السعودية وربما كانت تستهدف الكويت أيضاً انطلقت من إحدى الدول الشقيقة أو الصديقة، ويقف وراءها جماعات تعمل لحساب أجندات طائفية وحزبية ضيقة، وكان الأولى بهذه الميليشات والتنظيمات التي تقتل وتدمر في الدول العربية والإسلامية أن تذهب لتقاتل الكيان الصهيوني الذي يغتصب كل يوم الأراضي الفلسطينية ويدنس المقدسات، كما أنه يجب على قادة هذه الدول التي تستخدم الميليشات أراضيها لضرب وزعزعة الاستقرار في المنطقة أن تكون أكثر حزماً، وتعلن موقفها صراحة من هذه العصابات، وإلا فهي داعمة لها ومؤيدة لكل ما تقوم به، بل شريكة معها أيضاً، ويجب أن يكون هناك إجراءات حازمة ضدها. حفظ الله بلدنا الغالي الكويت وجميع البلدان العربية والإسلامية من كل طامع وحاقد، ونسأل الله العلي القدير أن يجعل كيدهم في نحورهم، فهو الحافظ والمستعان.
مقالات - اضافات
أولاً وأخيراً: الكويت والسعودية في خندق واحد
20-09-2019