اعتبرت المخرجة والتشكيلية التونسية سارة العبيدي أن الصورة النمطية للمرأة في السينما العربية ليست مسؤولية السينما فحسب بل مسؤولية التنشئة الاجتماعية والعائلة والمدرسة والمجتمع عموماً.وقالت العبيدي، إن "كسر الصورة النمطية بالإضافة إلى كل هذا بحاجة إلى قرار سياسي"، مضيفة أن "السينما مرآة المجتمع وأظن أن التغيير منذ البداية يجب أن يكون من عمق المجتمع حتى نغير هذه الصورة في السينما".
وذكرت أن فيلمها "بنزين" الذي يعد أول فيلم روائي طويل لها بعد عدة أفلام قصيرة "كان نوعاً من التحدي على عدة مستويات" مشيرة إلى أنه صور في الجنوب التونسي "في منطقة لم يصور فيها سينمائيون من قبل كما شارك فيه ممثلون مبتدئون".أما على مستوى المضمون، بيّنت أنه يحكي عن الهجرة "التي تناولتها السينما العربية والعالمية بإسهاب، لكنني تناولت الظاهرة بطريقة مغايرة تماماً عما هو سائد، ليس من وجهة نظر الذين يغادرون بل الذين يبقوا في أماكنهم ينتظرون".وسارة العبيدي مخرجة تونسية درست الفنون التشكيلية في بلدها ثم سافرت إلى بلجيكا حيث درست السينما، ولها عدة أفلام قصيرة مثل "الموعد" وهو أول عمل روائي لها، و"آخر قاطرة" ويعد "بنزين" أول فيلم روائي طويل لها كتبت له السيناريو وأخرجته وأنتجه وصوره زوجها الراحل علي بن عبدالله الذي توفي قبل عرضه في القاعات. وتابعت العبيدي أن زوجها كانت له خبرة كبيرة في المجال السينمائي مضيفة: "اشتغلنا بطريقة أكثر حرية وكنا نصور أفلاماً بطريقتنا وتصورنا ونحن الاثنين شكلنا فريق عمل متكامل".واستطردت بحزن بالغ: "حلمنا معا وقمنا باختيار أماكن التصوير وفريق العمل وبذلنا كل الجهد لكن لم يكتب له أن يرى الفيلم في القاعات مع الجمهور".ويتحدث الفيلم عن حياة سالم وحليمة التي انقلبت رأسا على عقب وهما يبحثان عن ابنهما المفقود الذي اختار الهجرة بطريقة غير شرعية نحو إيطاليا.وعن اختيارها أحداث الفيلم في الجنوب التونسي، وهي "أي العبيدي" أيضاً من منطقة الجنوب (قابس)، قالت إن ذلك جاء بطريقة "عفوية لم أتصور أحداث القصة في مدينة تونسية أخرى".وأضافت "اعتبر هذه المنطقة من تونس جميلة جداً ليس من منظور فلكلوري تصويري كما هو الشأن بالنسبة للبطاقات البريدية لكن هناك نوع من الجمال الساحر المبهم".واعتبرت العبيدي أن قدومها إلى السينما من عالم الفنون التشكيلية "مكمل لمسارها السينمائي".وقالت "الفنون كلها تتقابل وتكمل بعضها بعضاً بالنسبة لي، السينمائي مهم أن يعرف تاريخ الفنون المعاصرة والحديثة والموسيقى لأن السينما هي الفن السابع بمعنى أنها تضم جميع الفنون".وأضافت "دراستي للفنون ساعدتني كثيراً في رؤيتي الفنية والصورة التي التقطها وتشكيل الإطار ووضع الديكور والإكسسوارات وطريقة التصميم".كما اعتبرت العبيدي أن سؤال المساواة بين الرجل والمرأة في الحظوظ وخاصة في المجال الفني "هو سؤال مغلوط وتطرح فيه الإشكالية بطريقة خاطئة". وقالت "المرأة في السينما العربية موجودة منذ البدايات كما هو الشأن بالنسبة للسينما المصرية".وختمت سارة "أنا كتونسية لا أرى نفسي في الحقيقة مختلفة عن الرجل، على الأقل في مجال السينما عندي نفس الحظوظ".
«الأرض تحت قدمي» يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان سلا
فاز الفيلم النمساوي "الأرض تحت قدمي" لمخرجته ماري كروتزر بالجائزة الكبرى للدورة 13 لمهرجان فيلم المرأة بسلا.كما فاز الفيلم بجائزة أحسن سيناريو وتسلم سفير النمسا بالمغرب الجائزة نيابة عن المخرجة. وتقاسم فيلم بنت الريح من إخراج الممثلة المغربية لطيفة أحرار وفيلم "400 صفحة" من إخراج غزلان أسف جائزة الجمهور الشبابي للفيلم القصير.وكانت جائزة الجمهور الشبابي للفيلم الطويل من نصيب المخرجعز العرب العلوي عن فيلمه "كيليكيس... دوار البوم"، وجائزة الفيلم الوثائقي من نصيب الفيلم الألماني "في البحث". وفازت بجائزة أحسن دور نسائي الممثلة المقدونية زوريكا نوشيفا عن دورها في فيلم "الإلاه موجود" في حين تقاسم جائزة أحسن دور رجالي الممثلون الصينيون عيسى ياسان وكالبينور راحماتي وموسى ياسان عن أدوارهم في فيلم"الوداع الأول". وحصل فيلم "الإلاه موجود" أيضاً على جائزة التحكيم الخاصة.واستحدث المهرجان جائزة جديدة هي جائزة اليونسكو مخصصة لمخرج يتناول قضايا المرأة وتم منحها هذه الدورة مناصفة للفيلمين "الإلاه موجود" و"وظيفتها" وهو فيلم يوناني صربي فرنسي مشترك.