ألقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باللوم على إيران في الهجمات على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية بالمنطقة الشرقية وتسبب في تعطل 5% من إمدادات النفط العالمية، قبيل الاجتماع الذي سيعقده مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في إطار فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال جونسون إن هناك «احتمالات كبيرة جداً» بأن إيران كانت وراء الاعتداء الذي تبنته جماعة «أنصار الله» الحوثية ونفت طهران التورط به.

Ad

ولم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني التدخل العسكري تحت قيادة الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن بلاده ستراقب عن كثب اقتراح واشنطن بذل المزيد من الجهد للمساعدة في الدفاع عن السعودية التي تجري تحقيقات بمشاركة دولية لتحديد مصدر انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة «درون» التي ضربت المنشأتين.

وأوضح: إذا طلب منا سواء من السعوديين أو من الأميركيين أن يكون لنا دور سنبحث أي الطرق التي يمكن أن نكون مفيدين بها.

وأشار إلى أن فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية أمر محتمل. وتابع: سنعمل مع أصدقائنا الأميركيين وأصدقائنا الأوروبيين لوضع رد يحاول وقف تصعيد التوترات في منطقة الخليج.

ولفت إلى أنه سيناقش أفعال إيران في المنطقة مع روحاني خلال اجتماعات الأمم المتحدة بالإضافة إلى الحث على الإفراج عن عدة إيرانيين من مزدوجي الجنسية والذين قال إنهم محتجزون بـ «شكل غير قانوني وغير عادل».

ويأتي ذلك غداة تأكيد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أنّ واشنطن ستسعى خلال أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة إلى الحصول على مساندة دوليّة لإدانة ومواجهة أفعال إيران.

إطلاق ناقلة

في هذه الأثناء، أعلن المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أمس أن طهران أفرجت عن ناقلة النفط السويدية «ستينا إمبيرو» التي كانت ترفع العلم البريطاني عند احتجاز «الحرس الثوري» لها قبل أكثر من شهرين رداً على احتجاز سلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية بتهمة خرق العقوبات المفروضة على النظام السوري.

وأفاد ربيعي بأن «الاجراءات القانونية انتهت وبناء على ذلك، تم استكمال تهيئة الظروف التي تسمح بالإفراج عن ناقلة النفط وبات بإمكانها مغادرة ميناء بندر عباس».

تهوين روحاني

من جهته، اتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بالمبالغة في تقدير الخسائر الناجمة عن «هجوم أرامكو»، للترويج لبيع أسلحتها، في تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته أمس مطار مهرأباد متوجها إلى نيويورك.

وقال روحاني، إن الولايات المتحدة لا ترغب في مشاركة إيران في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكننا مصرون على الحضور للتعبير عن مواقفنا بصراحة.

وجدد تأكيده أن سياسة «الضغوط القصوى» التي يمارسها نظيره الأميركي دونالد ترامب على طهران لم تحقق أي نتائج.

وأعرب روحاني عن عزمه عرض «مبادرة السلام في هرمز» باجتماعات الأمم المتحدة، مضيفا أن إيران ستدعو جميع دول المنطقة المطلة على الخليج ومضيق هرمز، إضافة إلى الأمم المتحدة للعمل على ضمان أمن المنطقة. وكانت طهران اقترحت سابقاً مبادرة لتوقيع معاهدات عدم اعتداء مع الدول المشاطئة للخليج ومن بينها الكويت.

وأوضح أن الحل في المنطقة ينبع من داخلها ولا يمكن إحلال السلام والاستقرار في المنطقة بواسطة القوات الأجنبية.

ظريف والزيتون

في موازاة ذلك، أعلنت كبيرة مراسلي قناة «سي إن إن»، كريستيان أمانبور، نقلًا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن روحاني مستعد للقاء ترامب في رحلته إلى نيويورك، شريطة أن تستبدل بالعقوبات الأميركية المراقبة الدائمة على المنشآت النووية الإيرانية.

وکتبت المراسلة، ذات الأصول الإيرانية، عبر «تويتر»، نقلا عن ظريف: كان غصن الزيتون دائماً على الطاولة، لكننا نعرضه مجدداً.

ويأتي عرض ظريف الذي يعني عودة واشنطن للاتفاق النووي الذي انسحبت منه العام الماضي بعد يوم من ابقاء ترامب الباب مفتوحا أمام احتمال عقد القمة.

ماكرون وبينغ

ومع انضمام لندن لواشنطن والرياض بتحميل طهران مسؤولية «هجوم أرامكو» دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التريث قبل اتهام أي طرف بالهجوم.

وقال ماكرون إن باريس أرسلت 7 خبراء عسكريين إلى المملكة للمشاركة في التحقيقات.

وفي بكين، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى حل الخلافات في الخليج سلمياً وعن طريق الحوار.

وقال الرئيس الصيني: في الوقت الراهن الوضع معقد وحساس في منطقة الخليج.

وفي موسكو، أعلن مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أمس، أن من الضروري تقديم الأدلة على اتهام دولة ما بالوقوف وراء «هجوم أرامكو»، وأن مجرد إطلاق اتهامات أمر غير مقبول.