بينما أحيت القضية التي باتت تعرف بـ"فضيحة زيلينسكي"، دعوات لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أطلقها نواب من المعسكر الديمقراطي، بعد تقارير اتهمت ترامب بأنه شجع خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التحقيق بنشاطات في أوكرانيا لابن جو بايدن المرشح الديمقراطي الأبرز للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، تمكّنت السناتورة التقدمية إليزابيث وارن (70 عاماً)، للمرة الأولى منذ بدء السباق الرئاسي داخل الحزب الديمقراطي من تخطّي نسبة تأييد بايدن (76 عاماً) في ولاية أيوا الأساسية، والتي ستكون أول ولاية أميركية تنتخب في الدورة التمهيدية.

ووفق استطلاع أجرته صحيفة "دي موين ريجستر" وشركة "ميدياكوم" وشبكة CNN، بلغت نسبة تأييد وارن 22 في المئة، بينما أيد 20 في المئة من المستطلعين جو بايدن، أما بيرني ساندرز، فبلغت نسبة تأييده 11 في المئة.

Ad

ولم يحقق أي مرشح ديمقراطي آخر نسبة تأييد تفوق الـ10 في المئة في هذه الولاية الزراعية في وسط غرب الولايات المتحدة، وفق الاستطلاع.

وتعزز هذه النتائج الصعود التدريجي الذي تحققه وارن منذ أسابيع.

لكن يبقى بايدن، نائب الرئيس في عهد باراك أوباما، المفضّل على المستوى الوطني ليكون المرشح الديمقراطي الأوفر حظا الذي يواجه ترامب في نوفمبر 2020.

ولا شك في أن الحزب الجمهوري سيرشح ترامب الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية من أربع سنوات.

شيف

إلى ذلك، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، إن التحقيق إذا أظهر أن ترامب ضغط على نظيره الأوكراني للتحقيق بشأن جو بايدن، فستكون مساءلة الرئيس هي الخيار الوحيد المطروح.

وكان شيف في السابق أحجم عن الدعوة لمساءلة ترامب، لكن تصريحاته لشبكة CNN أشارت إلى تغير موقفه.

وقال شيف: "إذا كان الرئيس يحجب المساعدات العسكرية في الوقت نفسه الذي يضغط فيه على زعيم أجنبي للقيام بشيء غير مشروع لتلويث سمعة منافسه أثناء حملة انتخابية، فإن ذلك قد يكون العلاج الوحيد الذي يعادل الشر الذي يمثله هذا الفعل".

وتتعلق هذه المعركة المتصاعدة في واشنطن باتصال هاتفي أجراه ترامب مع زيلينسكي، وتردّد أن ترامب ضغط خلال الاتصال عليه للتحقيق في مزاعم عن بايدن.

واستندت هذه الاتهامات الى معلومات قدمها عنصر في الاستخبارات الاميركية استمع الى مكالمة ترامب مع نظيره الاوكراني.

وكان هانتر بايدن، الابن الثاني للسناتور جو بايدن، عمل لحساب مجموعة غاز اوكرانية ابتداء من عام 2014 عندما كان والده نائبا للرئيس باراك اوباما.

وشكلت هذه الشركة هدف تحقيق مدعٍ عام أوكراني كانت واشنطن ترغب في إقالته بسبب سجله السيئ في مكافحة الفساد.

وأحيت هذه القضية دعوات لعزل الرئيس، أطلقها نواب من المعسكر الديمقراطي. ودعا مشرعون قيادة الحزب الديمقراطي للبدء في مساءلة ترامب على الفور، ولكن رئيسة مجلس النواب وزعيمة الديمقراطيين في المجلس نانسي بيلوسي، رفضت حتى الآن دعوات البدء رسمياً في عملية المساءلة. وفي خطاب نادر إلى زملائها الجمهوريين والديمقراطيين، حذّرت بيلوسي البيت الأبيض من إبقاء تفاصيل شكوى المبلغ عن الاتصال الهاتفي طيّ الكتمان، وطالبته بضرورة تسليم الشكوى السرية بحلول الخميس، وإلا سيواجه تصعيداً خطيراً من قبل الكونغرس.

وقالت بيلوسي: "إذا أصرت الإدارة على منع هذا المُبلّغ من أن يكشف للكونغرس انتهاكاً محتملاً خطيراً للواجبات الدستورية من جانب الرئيس، فإنهم سيدخلون فصلاً جديدا‭ً‭ ‬‬خطيراً من انعدام القانون الذي سيأخذنا لمرحلة جديدة شاملة من التحقيق".

وأعلن عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس ميرفي، أن الكونغرس يحتاج إلى سماع شهادة من كشف عن المكالمة. وأضاف أن المزاعم إذا كانت تستحق فيجب مساءلة الرئيس.

بدورها، قالت النائبة الأصغر سناً في مجلس النواب ألكسندريا أوكاسيو كورتيز: "في هذه المرحلة، الفضيحة الوطنية الأكبر ليست تصرف الرئيس الذي يخرق القانون، بل رفض الحزب الديمقراطي إقالته لهذا السبب".

في المقابل، قال الرئيس الأميركي، أمس الأول، إنه "يتمنى" أن يكون هناك إمكان لنشر مضمون مكالمته المثيرة للجدل مع نظيره الأوكراني. وطلب بايدن أن ينشر الرئيس نص المكالمة الهاتفية، مع تأكيده أنه لم يتحدث "أبداً مع ابنه حول أنشطته المهنية في الخارج".

ترامب يحتفي بمودي... والتوتر مع باكستان يحضر

حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتذاب هنود الولايات المتحدة الذين تؤيد نسبة كبيرة منهم عادة الحزب الديمقراطي، وذلك خلال تجمع كبير تكريماً لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، المدافع الشرس عن القومية.

وفي ظهور غير تقليدي، دخل الزعيمان ملعباً لكرة القدم في هيوستن بأيدٍ متشابكة، على صوت قرع الطبول لموسيقى "البانغرا" الهنديّة، وسط هتاف حضور يُقدّر بـ 50 ألف شخص.

وحظي ترامب بأكبر تصفيق عندما خاطب الحشد الذي يرتدي معظمه زيّ حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندي الهندوسي المتشدد اليميني، قائلاً: "نحن ملتزمون حماية المدنيّين الأبرياء من تهديد الإرهاب الإسلامي المتطرّف". من ناحيته أشار مودي بوضوح شديد إلى باكستان، وقال إنّه يسعى إلى وضعيّة متكافئة لكشمير والعمل على تنميتها، مضيفاً أنّ أفعاله "تُسبّب الإزعاج البعض غير القادرين على إدارة بلادهم ويرعون الإرهاب".

في المقابل، صرّح رئيس باكستان، عارف علوي، بأن بلاده جاهزة لخوض غمار الحرب مع الهند في حال أقدمت نيودلهي على إشعالها، مشددا على أن "تأثير الحرب سيكون كارثياً على اقتصاد الهند وشعبها".