رجب: لدينا مجموعة كبيرة من المخطوطات بتوقيع المؤلفين
في افتتاح موسم دار الآثار الـ 25 بمركز اليرموك الثقافي
عرض د. زياد رجب بشكل متسلسل ودقيق في محاضرته بالمركز الثقافي باليرموك، دور الخطاطين في تطور الكتابة العربية، معتبراً أن فن الخط من الفنون الرفيعة في العالم الإسلامي.
دشنت دار الآثار الإسلامية موسمها الثقافي الـ 25 في المركز الثقافي باليرموك، وحملت أول محاضرة عنوان "مخطوطات مهمة في متحف طارق رجب: حياة الخطاطين"، قدمها مدير المتحف زياد رجب، بحضور المشرفة العامة على الدار الشيخة حصة صباح السالم الصباح، وجمع من المهتمين، وأصدقاء الدار.بداية، قال رئيس اللجنة التأسيسة لأصدقاء الدار بدر البعيجان "إننا نحتفل بالموسم الثقافي الـ 25 ونيابة عن الشيخة حصة الصباح، وجميع الموظفين والمتطوعين أرحب بكم وآمل أن تستمتعوا بما خططنا له هذا الموسم، وكالعادة، فالموسم غني بالمحاضرات والفعاليات الموسيقية، وهناك المزيد من البرامج والأنشطة للشباب أيضا بالإضافة إلى أنه سوف تستمر فعالية "أمسية الأفلام" في تقديم كل مميز".وأضاف البعيجان أن الكويت تنعم بمجموعتين مشهورتين من الفن: مجموعة الصباح، ومجموعة طارق السيد رجب، وأطلقت الدار على أولى المحاضرات في بداية كل موسم ثقافي محاضرة طارق السيد رجب.
بدوره، قال رجب " لدينا مجموعة كبيرة من المخطوطات والكتب في المتحف كتبت من قبل عشرات من الخطاطين المختلفين، بتوقيع المؤلفين أنفسهم، وهم معروفون، مضيفاً أنه اختار الخطاطين الذين كان لهم أكبر تأثير على الكتابة العربية وعلى تطورها. وعرض مقدمة عن تطور الخط العربي، قائلاً، إن تاريخ الكتابة العربية يعود إلى ما بين القرنين الثاني والثالث الميلاديين وينصب تركيزنا على الكتاب والخطاطين وأعمالهم في متحف طارق رجب".وأشار إلى أهمية الخط الكوفي أقدم الخطوط العربية القديمة ويرجع تاريخه إلى أوائل الفترة الإسلامية ما بين 622 م، وحتى أوائل القرن التاسع، موضحاً أنه بسبب الاسم "الكوفة" يرجح أغلب المؤرخين بأن الخط الكوفي تطور بشكل أساسي في الكوفة، التي كانت عاصمة دولة الخلافة العباسيّة، ما بين عامي 749 و762. وبين رجب أن أغلبية الباحثين يشيرون إلى أن تطور الخط بشكل كبير كان في بغداد، وأنها كانت مركزاً ثقافياً إذ بدأ النص العربي يتطور إلى أساليب جديدة ليصبح الخط كأحد الفنون الراقية، لكن المؤرخين يميلون إلى وصف التطور الرسمي الذي حدث في المراحل الثلاث فكانت المرحلة الأولى التي قام بها أبو علي بن مقلة، الذي ولد في بغداد في عام 886 واشتهر بأنه مهندس الخط العربي ومؤسس قاعدتي خطي الثلث والنسخ، وبلغ درجة عالية من الدراية والتعمق، وكان من إنجازاته أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وأبدع في تجويد الخط بيسراه بعد أن فقد يمناه.أما المرحلة الثانية، فكانت مع أبوالحسن علي بن هلال من أبرز خطاطي العربية وتلميذ ابن مقلة، ولد في بغداد؛ وسمي ابن البواب لأن أباه كان يعمل بواباً، تتلمذ أيضاً على يد عثمان بن جني اللغوي الشهير وتعلم فن الخط العربي على يد ابن أسد الخطاط المعروف. أما المرحلة الثالثة فكانت مع ياقوت المُسْتَعْصِمي تعلم علم الخط على صفي الدين عبدالمؤمن الأموي.وتطرق إلى مجموعة من الخطاطين وبدايتهم في مجال الخط وإنجازاتهم وكفاحهم وتجاربهم ومنهم بايسنقر وهو فنان ومن أمراء التيموريين، حيث كان لبعض الخطاطين مساهماتهم في الفن بفضل مهاراتهم وموهبتهم.
تاريخ الكتابة العربية يعود إلى ما بين القرنين الثاني والثالث الميلاديين