أكثر من 1320 صورة ووثيقة احتواها كتاب "الكويت في 400 عام" الصادر حديثاً باللغتين العربية والإنكليزية عن دار لولوة للنشر، تأليف الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، ليكون الأول من نوعه في الكويت والعالم.

وجاء تصميم الغلاف الصادر باللون الأبيض تزينه بصمة تحتوي بين ثناياها على صور حكام الكويت الذين رسموا نهضة البلاد على مدى 400 عام استطاعت الكويت خلالها أن تحقق العديد من المكاسب والإنجازات.

Ad

وحملت افتتاحية الكتاب الكثير من المعاني التي تجسد الروح الوطنية لأهل الكويت، وفيها تقول الشيخة انتصار الصباح، إن الوطن ليس فقط ثلاثة حروف بل هو الملاذ والبيت والدفء، كما أنه ليس أرضاً لها حدود بل حالة من العشق يحيا فيها كل من العاشق والمعشوق لتنتج عنها حالة من الرخاء والاستقرار.

وأوضحت أن الفكرة راودتها منذ نحو ست سنوات عندما تلمّست عدم وجود كتاب عن الكويت "تستطيع إهداءه أو تقرأه بناتي ليعرفن منه تاريخ الكويت بصورة متكاملة ووافية".

وأشارت إلى أن هناك مناهج دراسية "لكنها غير كافية" فضلاً عن افتقار مكتبات الكويت إلى كتب تاريخية يفتخر بها الأبناء.

وذكرت أنه من خلال قراءاتها لتاريخ الكويت اكتشفت أن هناك عدداً من المعلومات التي يجهلها الأبناء، فضلاً عن خلو الكتب المتوفرة من الصورة المتكاملة والإثارة والتشويق والصور المعبرة والوثيقة المؤكدة والأمور، التي تشعرهم بالفخر والسعادة بما شهدته الكويت.

البحث والتقصي

وذكرت أن إعداد الكتاب استغرق أكثر من خمس سنوات ما بين البحث والتقصي عن أهم وأبرز الوثائق والصور التاريخية والتدقيق والمراجعة اللغوية والتاريخية من المتخصصين ليخرج الكتاب بحلته النهائية.

وبينت أنها قامت بعمل زيارات ميدانية للعديد من الوزارات والمؤسسات والمكتبات العامة والخاصة وبتصوير العديد من المقتنيات الخاصة لأول مرة، وكانت الصعوبة تكمن في عدم وجود كتب توثق تاريخ الكويت بالصور والوثائق.

وقالت الشيخة انتصار الصباح، إنه بعد الانتهاء من إعداد المادة العلمية المستمدة من العديد من المراجع والمواقع الإلكترونية المعتمدة والموثوق فيها تم عرض الكتاب للمراجعة من د. حمد القحطاني.

فخامة الطباعة

ولفتت إلى أنها تلمّست الإعجاب الكبير من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بالكتاب وما تضمنه من وثائق وصور توضيحية، والثناء على نوعية الورق المستخدم وإخراجه وفخامة الطباعة.

وذكرت أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً مع الجهات المعنية لتزويد سفاراتنا بالخارج بالكتاب فضلاً عن المنظمات العالمية والعربية والخليجية، في حين طالبت بعض الجهات ومنها وزارة الإعلام بطباعة الكتاب باللغتين الفرنسية والإسبانية.

وأوضحت الشيخة انتصار الصباح أن المقدمة حوت عدداً من الخرائط القديمة للكويت منها الخريطة التي رسمها نيكولا كافيريو بين عامي "1504-1505" التي تعتبر من أقدم خرائط العالم ويظهر فيها جون الكويت وصولاً إلى أول خريطة ذكرت اسم الكويت للرحالة كارستن نيبور عام 1765.

ولفتت إلى أن الكتاب يحتوي على نص نادر للكولونيل سير لويس بيلي يعود لعام 1863 ووثائق تشير إلى أن الكويت أسست عام 1613 وأن أول من استخدم اسم الكويت وتحدث عن عمرانها ورخائها الاقتصادي الرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان عام 1709.

وأفادت بأن الكتاب استعرض بتسلسل تاريخي فترات حكام الكويت بداية من الأمير صباح بن جابر "1718-1762" حاكم الكويت الأول ومؤسسها وهي فترة تضمنت عدداً قليلاً من الوثائق.

وأوضحت أن فترة حاكم الكويت الثاني الأمير عبدالله بن صباح بن جابر "1762-1813" شهدت رفع أول علم "السليمي" على السفن الكويتية عام 1762.

وتحدثت عن وثائق أخرى منها كتاب المستكشف الألماني كارستن نيبور أول أوروبي يذكر القرين والكويت، وهذا الكتاب طبع باللغة العربية وعنوانه "وصف شبه الجزيرة العربية" ويعود لعام 1772.

وقالت الشيخة انتصار الصباح إن كتابها تناول فترة الأمير جابر بن عبدالله بن صباح حاكم الكويت الثالث "1813-1859" الذي لقب بجابر الخير وما شهدته تلك الفترة من تطور منها بناء سور الكويت الثاني عام 1814 وتوقيع أول اتفاقية بحرية مع بريطانيا.

وذكرت أن الكتاب تناول أيضاً فترة الأمير صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح حاكم الكويت الرابع "1859-1866" التي شهدت رواجاً تجارياً، مشيرة إلى تضمين الكتاب خرائط ووثائق توضح مدى النشاط التجاري لأهل الكويت مع الهند والبصرة.

وتابعت أن الكتاب تناول أيضاً فترة الحاكم الخامس "1866-1892" الأمير عبدالله بن صباح بن جابر بن صباح، التي شهدت العديد من الأحداث منها سك أول عملة وطنية وافتتاح أول دار لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة في الكويت.

ولفتت إلى أن الكتاب استعرض أيضاً فترة حكم حاكم الكويت السادس الأمير محمد بن صباح بن جابر بن صباح "1892-1896" وما شهدته من أحداث منها إنشاء أول سوق لحم وتدهور تجارة اللؤلؤ وإنشاء سوق "الخبابيز".

وذكرت الشيخة انتصار الصباح، أن الكتاب تناول فترة حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح الجابر الصباح "1896-1915" مؤسس دولة الكويت الحديثة الذي شهدت فترة حكمه العديد من الأحداث المهمة منها تشييد القصر الاحمر وقصر السيف وافتتاح أول مدرسة نظامية ورفع أول علم وطني.

ولفتت إلى أنه رغم قصر فترة حكم حاكم الكويت الثامن الشيخ جابر المبارك الصباح "1915-1917" فإن التجارة ازدهرت في عصره وتم تأسيس قصر دسمان وأعقبها فترة الحاكم التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح "1917-1921" الذي تم في عهده أول مسح جيولوجي في الكويت.

وأوضحت أن الكتاب تناول أيضاً فترة حكم الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح حاكم الكويت العاشر "1921-1950" التي شهدت ازدهار التعليم وتأسيس مدرسة الأحمدية وتأسيس أول مجلس للشورى وإرسال أول بعثة للتعليم بالخارج.

وأشارت إلى أن الكتاب تناول بعد ذلك فترة حاكم الكويت الحادي عشر "1950-1965" الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح التي شهدت الكثير من الأحداث المهمة، منها إعلان استقلال الكويت وإصدار أول عملة كويتية وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي وصدور دستور الكويت وتشكيل أول وزارة في تاريخ البلاد.

وقالت الشيخة انتصار الصباح، إن الكتاب استعرض أهم إنجازات تحققت في عهد الحاكم الثاني عشر الشيخ صباح السالم المبارك الصباح "1965-1977" ومنها إنشاء أول جامعة علمية بالكويت والمشاركة في إنشاء منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك" وافتتاح أول محطة في الشرق الأوسط للاتصال عبر الاقمار الصناعية.

وأفادت بأن الكتاب ألقى الضوء على النهضة العمرانية والثقافية التي شهدتها فترة حاكم الكويت الثالث عشر "1977-2006" الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ومنها افتتاح مجمع الإعلام ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومطار الكويت الدولي وأبراج الكويت وغيرها.

وبينت أن الكتاب وثق بالصور أهم المحطات في حياة حاكم الكويت الرابع عشر الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح "15-29 يناير 2006" والذي لقب بـ"أسد التحرير" وبطل التحرير والأمير الوالد. ولفتت الشيخة انتصار الصباح إلى أن الجزء ما قبل الأخير استعرض بالصور والمستندات أهم الاحداث التاريخية في عهد حاكم الكويت الخامس عشر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه ودور سموه في تعزيز مكانة الكويت الدولية.

وذكرت أن خاتمة الكتاب تضمنت لمحة سريعة عن الكويت والإحصاء السكاني منذ عام 1765 وصولاً إلى آخر إحصاء عام 2016 والمناخ والمياه الإقليمية والألقاب التي أطلقها الكويتيون على الرياح والأمطار.