عشية إلقائه كلمة أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بياناً أوروبياً مشتركاً أيد تحميل طهران مسؤولية الهجوم على منشأتين لشركة "أرامكو" السعودية منتصف سبتمبر الحالي. واعتبر روحاني أن الاتهامات الواردة في البيان المشترك، البريطاني الألماني الفرنسي (الترويكا الأوروبية) لا أساس لها من الصحة.
من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي: "أظهر البيان أن الأطراف الأوروبية ليس لديها قوة أو قوة إرادة للتصدي للتنمر الأميركي".
اتفاق جديد
بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، عن رفضه لما جاء في البيان الثلاثي، الذي طالب طهران بالتوصل الى اتفاق جديد يلحظ الى جانب برنامجيها النووي والبالستي قضايا الأمن الإقليمي، وقال: "لن يكون هناك أي اتفاق جديد من دون الالتزام بالاتفاق النووي"، الذي تم توقيعه بين طهران ومجموعة الدول الكبرى "5+1" عام 2015.وكتب ظريف عبر "تويتر": "منذ مايو عام 2018، عندما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي، فشلت الدول الثلاث في تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق".وفي وقت يسعى التيار المتشدد بإيران لإغلاق باب عقد لقاء بين روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب، وصف رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، رجل الدين المتشدد أحمد جنتي، المسؤولين في بلاده الراغبين بالتفاوض مع الإدارة الأميركية، بـ"الجهلة".وقال جنتي، في كلمة خلال اجتماع للمجلس: "بعض الناس الجاهلين يسعون للتفاوض مع أميركا"، مبيناً أن "وعود بريطانيا وفرنسا وألمانيا لنا كانت كاذبة تجاه الاتفاق النووي".وتشير تصريحات صدرت من جانب روحاني وظريف، إلى استعدادهما للتفاوض بسبب تشديد العقوبات المفروضة من ترامب على طهران.ورغم تراجع احتمال توجيه ضربة عسكرية عقابية لطهران على خلفية "هجوم أرامكو" الذي تبنته جماعة "أنصار الله" الحوثية، هدد رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، أمس، بأن "أي انتهاك بحق إيران، ستكون نتيجته الأسر والهزيمة".فتيل الأزمة
من جهته، ذكر مكتب الرئيس الفرنسي، أن ماكرون قال لنظيره الإيراني، خلال اللقاء الذي جمعه به على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، أمس الأول، إن الطريق نحو تقليل التوتر في المنطقة يزداد صعوبة، وإن الوقت حان لإيران كي تساعد في نزع فتيل الأزمة.جونسون
وتحدث رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أمس الأول، عن اتفاق جديد مع إيران من شأنه أن يحجم الأنشطة النووية الإيرانية وكذلك برنامجها للصواريخ البالستية.وقال جونسون إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الشخص الوحيد الذي يمكنه التوسط في الاتفاق.ورحب ترامب بمسعى جونسون لإبرام اتفاق جديد مع إيران، لكنه رفض جهود ماكرون للوساطة لقناعته بأنه لا يرغب في أن يتوسط أحد بينه وبين إيران.وقال ترامب للصحافيين: "لا نحتاج إلى وسيط... هو (ماكرون) صديق لي، لكننا لا نبحث عن أي وسطاء. يعرفون من الذي يجب أن يتحدثوا إليه".حد وتهنئة
في هذه الأثناء، دعا مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدولي لـ "وضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية". وأوضح المجلس في بيان، أمس، أن "الهجوم التخريبي الذي استهدف منشأتي النفط في بقيق وخريص، وتم باستخدام أسلحة إيرانية، يعد تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وعدوانا غير مبرر على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، أدانه وبشدة المجتمع الدولي".وشدد على أن قرار المملكة الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية بقيادة الولايات المتحدة، "يأتي لمساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة، وضمان أمن واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي".ولفت وزير الإعلام تركي الشبانة إلى أن المجلس قدم التهنئة للملك وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الإنجاز الكبير الذي تحقق بعودة الإمدادات البترولية من المملكة إلى ما كانت عليه لتجاوز آثار العمل التخريبي السافر على منشأتي النفط، مشيداً بسرعة تجاوز الأزمة بعد استجابة شركة أرامكو وتفعيل نظام الطوارئ.إعجاب ترامب
من جانب آخر، رحب الرئيس الأميركي، بتصريحات وزير الخارجية الإيراني، حول استعداد الجمهورية الإسلامية للمساعدة في تسوية الأزمة اليمنية، معتبراً أن هذا الموقف إيجابي.العراق
من جهة أخرى، كشف الرئيس العراقي برهم صالح في مقال بـ"وول ستريت جورنال" الأميركية عن نيّة العراق دعوة جيرانه للاجتماع في بغداد، بهدف العمل بجد لتحديد مجالات التعاون الفوري ورسم خريطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكاً. وجدد صالح تأكيده أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو "ساحة معركة لوكلائهم".