واشنطن لن تتسامح مع أي استهداف لها في العراق
سقوط قذائف أطلقت من منطقة نفوذ للميليشيات بمحيط سفارة أميركا في بغداد
أكد التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة في العراق، أمس، أن واشنطن "تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها،" مشدداً على أنها "لم تتسامح مع أي هجوم على الأفراد والمنشآت الأميركیة" في العراق.وقال التحالف، في بيان، إن "قوة المهام المشتركة - عملیة العزم الصلب تستمر بالعمل مع وإلى جانب شركائنا في قوات الأمن العراقیة لضمان تحقیق الهزیمة الحتمیة لداعش"، مضيفا أن "قوات التحالف هنا بدعوة من حكومة العراق، وستواصل الدعم بناء على طلبها".ويأتي بيان التحالف بعد ساعات من سقوط صاروخي كاتيوشا منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء قرب السفارة الأميركية في بغداد، في خضم توتّر شديد بين واشنطن وطهران.
وعن هذا الحادث، قال بيان التحالف إن "أي جهة لم تعلن مسؤولیتها عن الهجوم الأخیر في بغداد، ولم یتم قصف أي مرفق أو منشأ مُستخدم من قوات التحالف أو الولایات المتحدة".وتابع: "اننا نأخذ هذا الحادث على محمل الجد، كما یفعل شركاؤنا في قوات الأمن العراقیة"، مقدما الشكر لـ "قوات الأمن العراقیة لاستجابتهم السریعة لحمایة قوات التحالف في بغداد". وقالت مصادر أمنية أجنبية داخل المنطقة الخضراء إن "صاروخ كاتيوشا سقط قرب السفارة الأميركية، وسقط آخر داخلها على بعد 3 أمتار من البوابة الجنوبية الغربية".وأوضحت المصادر نفسها أن صاروخا ثالثا سقط في نهر دجلة المحيط بالمنطقة الخضراء التي كانت شديدة التحصين وافتتحت شوارعها أخيرا، ما عدا الطرقات المؤدية إلى السفارة الأميركية.من جهته، أكد ضابط في الشرطة العراقية لـ "فرانس برس"، طالبا عدم كشف هويته أنه تم تحديد موقع انطلاق الصواريخ، وهي منطقة هور رجب الواقعة في جنوب بغداد، والتي تضم فصائل عدة موالية لإيران. أما قناة "السومرية" العراقية فقد نقلت عن مصدر أمني قوله إن القذائف انطلقت من حي الآثار بالقرب من شارع ٦٠ ضمن منطقة الدورة. ويعود آخر هجوم مماثل إلى 19 مايو الماضي، عندما سقط صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء، بعد أيام من سحب واشنطن موظفيها ودبلوماسييها غير الأساسيين من العراق.ورجّحت تحليلات عدة حدوث تصعيد في العراق، بعيد غارات استهدفت أخيرا قوات الحشد الشعبي، التي تضم فصائل غالبيتها شيعية وبعضها موال لإيران، ونسبتها طهران إلى إسرائيل.لكن ليس للتوتر القائم تداعيات عسكرية حتى الآن، في بلد منقسم بشدة بين محوري طهران وواشنطن.وقد يتجلى هذا الانقسام في البرلمان قريبا، حيث يسعى عشرات النواب إلى مناقشة مسألة خروج القوات الأجنبية، وخصوصا الأميركية، من البلاد في أسرع وقت ممكن.في سياق آخر، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب بدر الزيادي، أمس، عن تسجيل لجنته "تقصيرا وعملا أمنيا منفردا وضعفا استخباريا" في محافظة كربلاء، وذلك بعد التفجير الذي حدث السبت الماضي قرب المحافظة، وأدى الى مقتل 12 شخصاً على الأقل. وقال الزيادي إن "رئيس البرلمان محمد الحلبوسي طلب من اللجنة استضافة القيادات الأمنية في كربلاء حول الخروقات التي حصلت في المحافظة ومعرفة أسبابها"، موضحا أنه تم "استدعاء تلك القيادات والاستماع لتفاصيل كثيرة عن كيفية حصول الخرق، وسرعة إلقاء القبض على المتورطين، وهم 7 أشخاص".وأضاف أن اللجنة "توصلت الى عدة حقائق، من بينها وجود ضعف في بعض الأجهزة، مما أدى الى هذا الخرق"، مبينا أن "تقرير اللجنة تضمن الإشارة الى تقصير لدى أحد الأجهزة الأمنية في كربلاء، كما وجد كثير من الأجهزة الأمنية تعمل منفردة، مما يجعل آليات نقل المعلومة تحصل ببطء، فضلا عن وجود ضعف استخباري واضح".وأوضح أن اللجنة ثبتت في التقرير التوصيات التي لديها، إضافة الى نقاط أخرى سرية، مشيرا الى أن "التقرير كان من المفترض عرضه، لكن أُجّل نتيجة مطالبة البعض بأن تكون الجلسة سرية، ونحتاج الى تصويت كي تكون الجلسة السرية".