لبنان: جلسة تشريعية متوترة... والحريري ينسحب ثم يعود

باسيل: «حزب الله» جزء من الحكومة والشعب حتى لو أزعج ذلك واشنطن

نشر في 25-09-2019
آخر تحديث 25-09-2019 | 00:02
الحريري في السراي الحكومي أمس	 (دالاتي ونهرا)
الحريري في السراي الحكومي أمس (دالاتي ونهرا)
خرقت أجواء من التوتر الهدوء الذي كان من المفترض أن يسود جلسة البرلمان اللبناني، أمس، حيث انسحب رئيس الحكومة سعد الحريري غاضباً من نواب تكتل «لبنان القوي» الذين أصروا على تمرير مشاريع قوانين يعتبر الحريري أن الحكومة لا تملك المال لتمويلها.

وعقد البرلمان أمس جلسة لدرس وإقرار مشاريع القوانين المدرجة على جدول الأعمال، وبعد انتهاء النواب من تلاوة مداخلاتهم، بدأت مناقشة جدول اعمال الجلسة. وفي وقت تم إقرار البند السادس المتعلق بإنشاء سد في الضنية مع إعطاء مهلة شهر لوزارة العدل لإنشاء لجنة تحقيق في هذا الموضوع، سجل رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان اعتراضه على استرداد الحكومة مشروع قانون يتعلق باعتمادات لاستكمال مشاريع في جبل لبنان، مبيناً أن «ذلك الاسترداد سيكبد الخزينة خسائر جراء بنود جزائية ويضر بمصلحة المواطنين». وأيد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل وعضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب إدي ابي اللمع موقف كنعان المعترض على سحب المشروع المتعلق باعتمادات لاستكمال مشاريع انمائية في جبل لبنان.

وعلى الأثر، توترت الأجواء في الجلسة وخرج الحريري غاضباً، وتطورت الأمور مع كلمة كنعان الذي أوحى بأن المشاريع التي سُحِبت لم تمر لأنها في جبل لبنان وكأن المشكلة تأخذ منحى طائفياً ومناطقياً، الأمر الذي أزعج الحريري، وهنا تم التشديد على «ضرورة بحث هذه المشاريع الحيوية الإنمائية لما تحمله من أهمية، وهناك قرارات صادرة عن مجلس الوزراء بشأنها في 2014، وهي ليست بجديدة، وعدم استكمالها سيرتب على الدولة بنوداً جزائية ما سيوقع خسائر على خزينة الدولة والمواطنين معاً».

في المقابل، حاول عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار مقاطعة كنعان متهماً إياه بـ«التعدي على صلاحيات رئيس الحكومة»، فأجاب كنعان: «لا نعتدي على صلاحيات أحد وهيدا مش تعاطي ولغة التعالي ما بتمشي معنا». وبعد تدخل وزير المالية علي حسن خليل وعدد من النواب لتهدئة الأجواء، عاد الحريري للمشاركة في الجلسة التشريعية.

وفي سياق منفصل، يلقي رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم كلمة لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدورتها الرابعة والسبعين. وكان عون اتفق والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال لقائهما مساء أمس الأول، على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا، والالتزام في توطيد العلاقات اللبنانية- الفرنسية.

ووصفت مصادر الوفد اللبناني اللقاء الذي تم بين عون وماكرون بأنه كان «جيداً وتناول المواضيع التي تهم البلدين»، مضيفة أن «المحادثات اللبنانية - الفرنسية تركزت على محاور عدة ابرزها ضرورة تفعيل مؤتمر سيدر حيث أطلع ماكرون الرئيس اللبناني على نتائج لقائه مع الحريري والنقاط التي اثيرت حول الاصلاحات البنيوية المفترض أن يتخذها لبنان في الاشهر المقبلة، لاسيما أن الحريري كان أعرب عن أمله ان تقر معظم الاصلاحات قبل نهاية السنة الجارية».

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية جبران باسيل من «جامعة هارفرد» في نيويورك مساء امس الأول: «الوضع صعب لكن حزب الله جزء من الحكومة ومن شعبنا، حتى لو ازعج ذلك الادارة الاميركية. نحن نحترم حقنا في الدفاع عن النفس بوجه الاعتداءات الاسرائيلية، والطريقة الفضلى هي اقناع اسرائيل بوقف اعتداءاتها. لا يمكن ان نقبل ان يوصف ثلث سكان لبنان بانهم ارهابيون».

وذكر بأنه «لا عداوات ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة. واجبي ان احفظ شعبي ووحدة وطني. دفعنا ثمنا غاليا في الحرب وعن غير وجه حق احيانا. لن نسمح بعودة الحرب الاهلية، نحن لسنا خارج الشرعية الدولية، والامم المتحدة دورها حماية الدول الصغيرة لا ان تحمي الاقوياء، ارضنا محتلة وحقنا ان ندافع عن انفسنا».

back to top