سورية: مهلة إردوغان تقترب من النفاد

دمشق تعلن ممثليها بلجنة الدستور... وترحيب دولي بتشكيلها

نشر في 25-09-2019
آخر تحديث 25-09-2019 | 00:05
 الدورية التركية - الأميركية على مشارف تل أبيض أمس 	(أ ف ب)
الدورية التركية - الأميركية على مشارف تل أبيض أمس (أ ف ب)
مع قرب انتهاء مهلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لأكراد سورية بمغادرة الحدود بحلول نهاية الشهر الجاري، حلّقت مقاتلات الجيش التركي لأول مرة فوق شرق الفرات قبل أن تنفذ القوات البرية ثاني دورية مشتركة مع القوات الأميركية كجزء من خطة إقامة «المنطقة الآمنة» المتعثرة.

وفي استعراض للقوة، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن اثنتين من مقاتلاتها من طراز F16 نفذتا طلعات استكشافية داخل الأجواء السورية مدة ساعتين، ما بين العاشرة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، موضحة أن العملية سبقها تحليق مروحي مشترك مع واشنطن ست مرات في إطار عمليات التحالف الدولي.

وفي ثاني تحرك خلال ساعات، أفادت وزارة الدفاع التركية بأن قواتها سيّرت مع جنود أميركيين دوريتهم البرية المشتركة الثانية جنوبَي مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، بمشاركة مركبات برية ثقيلة وطائرات من دون طيار، في إطار جهود إنشاء المنطقة الآمنة على الحدود الشمالية لسورية قبل 30 سبتمبر الجاري.

وفي تطور لافت، اشترط مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي تخلي قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الأغلبية الكردية عن فكرة إنشاء دولة والانسحاب من المناطق القريبة من الحدود لإجراء حوار مباشر معها.

وقال أقطاي، لوكالة «سبوتنيك» أمس الأول، إن «الحوار المباشر مع قسد هو خيار الدول الأوروبية، ولا يوجد أي سبب للموافقة عليه في الوقت الحالي، وما تطلبه تركيا واضح جداً وهو عدم إقامة دول عرقية في شرق الفرات، وانسحابها من المنطقة الآمنة إذا كانوا يرغبون في إبداء إخلاصهم وحماية أرواحهم، وتركيا منفتحة للتفاوض بهذا الشأن».

ووسط أنباء عن استقدام قوات النظام تعزيزات إلى 5 جبهات فاصلة مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة في محافظة إدلب، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن طائرات مسيرة لفصائل المعارضة تم إسقاطها قرب قاعدة حميميم الجوية، موضحاً أن مدى إحداها يبلغ 150 كلم وتحليقها يصل لارتفاع 4 كلم.

وأشار كوناشينكوف إلى أن هذه الطائرات وإن بدت بسيطة إلا أنها تحتوي على تقنيات معقدة يتطلب التعامل معها تأهيلاً مهنياً لأنها تحتوي على نظام تحكم للملاحة و3 هوائيات وتجهيزات تثبيت الذخائر.

ورغم تأكيده أن اتفاق سوتشي مع أنقرة لم يمت، شدد سفير روسيا بدمشق ألكسندر يفيموف على ضرورة مواصلة الحرب في إدلب وشمال شرقي سورية وانسحاب القوات الأجنبية، مؤكداً العمل على تنفيذ خطة لتفكيك مخيم الركبان في الجنوب.

سياسياً، نشرت صحيفة «الوطن» أسماء ممثلي الحكومة السورية في اللجنة الدستورية، التي لاقى إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن تشكيلها ترحيباً دولياً واسعاً، باعتبارها خطوة مهمة على طريق الحل السياسي وإنهاء النزاع العسكري المستمرّ منذ أكثر من ثمانية أعوام.

وبينما توقعت مصادر الصحيفة عقد أولى جلسات اللجنة نهاية شهر أكتوبر المقبل في جنيف، طالب وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب النظام السوري وداعميه بالتواصل بحسن نية مع أعضائها، مشدداً على ضرورة عودة جميع الأطراف عاجلاً لوقف إطلاق النار.

ووصفت الولايات المتحدة تشكيل لجنة الدستور بأنه «خطوة مشجعة» تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، معتبرة أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لدفع العملية السياسية وجميع العناصر الأخرى نحو التوصل إلى حل مع ضرورة وقف هجمات النظام الشرسة في إدلب.

وإذ أملت الجامعة العربية أن يفتح الاتفاق صفحة جديدة نحو بناء مستقبل آمن ومستقر لجميع السوريين، اعتبر الاتحاد الأوروبي إعلان اللجنة «خبراً طال انتظاره»، مؤكداً أن أي حل مستدام للنزاع يتطلب انتقالاً سياسياً حقيقياً.

back to top