«سيرك 1903» عرض استثنائي مبهر عنوانه البهجة

دشن فعاليات الموسم الثالث لمركز جابر الأحمد الثقافي على المسرح الوطني

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:05
أبهر عرض «سيرك 1903» الذي افتتح فعاليات مركز جابر الثقافي، الجمهور الذي تابع فقراته في المسرح الوطني.
دشن مركز جابر الأحمد الثقافي موسمه الثالث بعرض استثنائي مبهر عنوانه المغامرة والمهارة والبهجة والاستمتاع لسيرك "1903" مساء أمس الأول، في المسرح الوطني أمام حضور كبير توافد خصوصاً للاستمتاع بمجموعة مميزة من الفقرات التي شهدها العرض واستحضر العصر الذهبي للسيرك بأجواء حماسية.

وحقق "سيرك دو سوليه" شهرة واسعة منذ عقدين عندما قدم للجمهور لأول مرة سيركاً بلا حيوانات، لكن مع سيرك "1903"، يعود العرض بصورة أبهى وأجمل من أي وقت مضى، مستعرضاً أكثر الحركات خطورة وإبهاراً وفرادة من مختلف أنحاء العالم، وبصحبة دمية الفيل الإفريقي الكبير، ينقل "سيرك 1903" الحضور إلى عصر السيرك الذهبي في عرض خلّاب ومناسب لجميع أفراد الأسرة.

ويتضمن "سيرك 1903"، مجموعة مثيرة من الحركات البهلوانية، وألعاب الخدع السحرية، والنكات والفقرات الخطيرة الممتعة بالقدر الذي يخطف كل انتباه المتفرج ويبقيه أسير مقعده طوال العرض إذ تعاون منتجو أفضل عرض في العالم مع أشهر محركي الدمى ليقدموا استعراضاً مذهلاً لاقى استحسان الجمهور الكويتي في افتتاح عروضه التي تستمر حتى يوم 29 الجاري.

ديكورات وأزياء

وازدان المسرح الوطني بمجموعة من الديكورات التي ميزتها الإضاءة إذ تم توزيعها بحرفية عالية لتبرز جوانب المسرح المختلفة مع كل فقرة بينما كان التسجيل الأوركسترالي لأوركسترا مدينة براغ الفيلهارموني أحد النقاط المضيئة في الأمسية بموسيقاه التي تنعش الأفئدة وتثير الحماسة، بينما حملت الأزياء رسالة واضحة للمشاهدين مفادها "صناع هذا العرض لا ينتمون لزمنكم هذا، إنها رحلة إلى عام 1903 حيث المتعة البصرية والأداء المتقن والمهارة".

وفي تمام الثامنة كانت البداية مع إطلالة مميزة لمدير حلبة السيرك تشبر لويل الذي اصطحب الحضور في رحلة إلى العصر الذهبي وكان لافتاً حرصه على أن يكسر الحاجز الرابع بين الخشبة والمتفرج عندما ظهر من أحد جوانب المسرح قبل أن يتجول بين المقاعد ويطلب الاستعانة بأحد الأطفال ليشاركه في الجزء الأول من عرضه ذي الطابع الكوميدي ويستحضر مدير الحلبة مزيجاً من الحوادث الفكاهية والمواقف المبهجة لينعش العرض ببعض الحركات السحرية التي لاقت استحسان الجمهور قبل أن يفسح المجال للفقرة الأولى.

الثلاثي الجريء

وما هي إلا ثوان حتى يلتقي الجمهور الثلاثي الجريء على اللوح الطائر وهم جاو سيكويرا ولوان بريتكو وكلوفيس دوس سانتوس الذين استخدموا الألواح المصممة خصوصاً للوصول إلى ارتفاعات كبيرة من دون أي قيود وبطريقة استعراضية مذهلة لاقت استحسان الحضور الذي تابع بشغف تلك الحركات البهلوانية.

ثم تطل ناتاليا ليونتيفا بعرض جريء تظهر فيه براعتها في التوازن واستخدام الكرة الطائرة بخفة ورشاقة استحقت أن يتفاعل معه الجمهور، لمَ لا وهي المشهورة عالمياً في هذا المجال، وتمر الدقائق ويظهر في الفقرة الرابعة ميخائيل سوزونوف ليقدم بالتعاون مع إيفيجينيا فوتكولوفا حركات بهلوانية تعتمد على حفظ التوازن على الـ "رولا بولا" عندما ينجح في الدوران لـ 360 درجة فوق مجموعة من الألوان المدعومة بأسطوانات، ثم يلتقي الطائران في ألعاب بهلوانية جوية خطفت الأنظار وانتزعت صيحات الإعجاب من الحضور حيث تقاسم داريا شيليست وفاديم بانكيفيتش تلك المغامرة عندما قدما مجموعة من الحركات البهلوانية على ارتفاعات شاهقة أثبتا خلالها أنهما يجمعان بين التوقيت الصحيح والثقة المتبادلة في عمل فني استثنائي يتطلب قوة ومهارة مبهرة من خلال سلسلة من الانقلابات الجوية الرائعة.

تفاعل الجمهور

وفي ذروة تفاعل الجمهور مع الثنائي الطائر اللذين قدما التحية قبل أن يغادرا تعتلي المسرح سينيا آسيفا أماري لتقدم وصلة من الاستعراض معتمدة على تطويع جسدها في مجموعة حركات جمباز مميزة تظهر عبرها مرونة محيرة للعقول، ويمر الوقت سريعاً على عشاق "سيرك" الذين يتابعون بشغف الفقرة تلو الأخرى وسؤال يطل من أعينهم عند انتهاء كل فقرة، يا ترى ما القادم؟ وما هي إلا ثوان حتى تأتيهم الإجابة لكن هذه المرة كانت عن طريق فريق "ريسليز" الذي يتألف من أندريه باتبولد وغانبيار منكبات إذ تحدى هذا الثنائي قوانين الفيزياء من خلال تأديتهما حركات مميزة بتوظيف مهارتهما في استخدام اليدين والقدمين وبلياقة استثنائية على منصة مرتفعة تعكس جرأتهما المطلقة في التعامل مع الألعاب البهلوانية.

الفيل الإفريقي

ونحن على بعد أمتار من نهاية العرض ترتفع وتيرة التشويق والإثارة ويحبس الجمهور أنفاسهم عند فقرة روكاردي رودريغيز الذي يؤدي حركاته بشجاعة وتركيز وينقلب رأساً على عقب معتمداً على مرونة جسده وموظفاً عضلاته الضخمة بذكاء، ثم يدخل من بعده الثنائي "فلاش" وهما يفيني داكفسكي

ويفريم بيتكين اللذان قدما عرضاً بهلوانياً فريداً من نوعه إذ نثرا البهجة في المسرح بعرضهما ذي الطابع الكوميدي الساخر الذي لم يخل من المتعة والإثارة.

أما مسك الختام فكان مع دمية الفيل الإفريقي التي تحكي العصر الذهبي للسيرك في أداء سحري لا مثيل له بمعية فريق العمل حيث قدم لوحة استعراضية مميزة تضمنت العديد من الخدع البصرية الصعبة أثارت حماس الجمهور واستفزت ملكاتهم في محاولة للبحث عن تبرير لها.

وكان مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الكويتي أعلن قبل أيام إطلاق تقويمه لنحو 100 فعالية للموسم الثقافي الثالث (19/20) بدءاً من 24 الجاري حتى 19 أبريل 2020، وسيكون الموسم الجديد أكثر ابتكاراً وتنوعاً وجرأة فنية مقارنة مع المواسم الماضية، وتمت الاستفادة من التجارب السابقة لناحية القدرة على ابتكار أنشطة كويتية خاصة بالمركز تحمل في طياتها مزيجاً ما بين القيمة الفنية والثقافية مع الحرص على تقديمها بقالب ممتع.

الجمهور تفاعل مع الفقرات المتنوعة التي تضمنت عروضاً بهلوانية واستعراضية

مدير الحلبة افتتح العرض بفقرة كوميدية ساخرة بمشاركة أحد الأطفال
back to top