استـأنف البرلمان البريطاني، أمس، جلساته في أجواء مشحونة، غداة إعلان المحكمة العليا أن قرار رئيس الوزراء بوريس جونسون تعليق أعمال البرلمان "غير قانوني ولاغ ولا تأثير له"، مع اقتراب استحقاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وخاطب جونسون، الذي قطع زيارته للولايات المتحدة عائدا إلى بلاده، حيث لقي استقبالا غير ودّي، وواجه مزيدا من الدعوات للاستقالة، النواب، وجدّد تعهده المضي بخطط تنفيذ بريكست في 31 أكتوبر.

Ad

وأكد المدعي العام، جيوفري كوكس، الذي وجّه مشورة لجونسون بشأن تعليق عمل البرلمان، أمام المجلس التشريعي أمس، أن الحكومة "تصرفت بحسن نية، وتعتقد أن إجراءها قانوني".

وقال كوكس أمام المشرعين "هذه النصيحة كانت سليمة في ذلك الوقت"، مضيفا أن "قضاة المحكمة العليا الـ11 طرحوا قانونا جديدا، حيث إنه يحق لهم بشكل كامل القيام بذلك".

وقضت المحكمة العليا، أمس الأول، أن توصية جونسون للملكة اليزابيث الثانية بإرجاء أو تعليق عمل البرلمان "غير قانونية وباطلة وليس لها أي تأثير".

وقالت المحكمة "هذا ليس تأجيلا طبيعيا. لقد منع البرلمان من القيام بدوره الطبيعي".

من ناحيته، قال زعيم حزب "العمال" المعارض، جيريمي كوربين، أمس، إن الدعوة إلى التصويت على سحب الثقة من جونسون لن تكون مناسبة قبل تفادي "بريكست" من دون اتفاق.

وأشار في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن "أولويتنا هي منع خروج من دون اتفاق، وعندما يحدث ذلك، سنكون مستعدين عندئذ لاقتراح لحجب الثقة".

وأوضح أنه يتعين على جونسون الاعتذار للملكة إليزابيث وللشعب البريطاني عن قراره تعليق البرلمان.

ونقلت صحف بريطانية عن جيكوب ريسموغ، رئيس مجلس العموم، وأحد أشرس المدافعين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي قوله في مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع جونسون وأعضاء آخرين في الحكومة أمس الاول، إن المحكمة العليا نفذت "انقلاباً دستورياً".

وتحدث جونسون نفسه بنبرة تنم عن التحدي بعد الحكم، وقال للصحافيين في نيويورك، حيث كان يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه يختلف بشدة مع قضاة المحكمة العليا وإن هناك كثيرين يحاولون إفشال الخروج من الاتحاد الأوروبي بما يتعارض مع إرادة الشعب، وشدّد على أن قرار المحكمة لن يمنعه من "المضي قدما وتحقيق رغبة الشعب في الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل".

كما أثار جونسون الملقّب بـ "بوجو" تسلية المندوبين بتشبيهه الشخصية الأسطورية "بروميثيوس" بـ "بريكست".

ووفقا للأسطورة اليونانية، عاقب الإله زيوس، بروميثيوس بتكبيله بالقيود على جبل، وانتزاع كبده.

وعنونت "ذي صن" متوجهة إلى رئيسة المحكمة العليا الليدي بريندا هايل "لا نحبك!". وقالت الصحيفة المؤيدة لـ "بريكست" إنها تلقت عددا كبيرا من الرسائل من قراء "غاضبين".

وتساءلت صحيفة "ديلي مايل" أمس، "مَن يحكم هذا البلد؟"، بينما رأت "ديلي تلغراف" القريبة من المحافظين أن جونسون "اعتبر نفسه المدافع عن الشعب في وجه مؤسسات مصممة على وقف بريكست".