وساطات بالجملة لتبريد أزمة إيران واحتواء «هجوم أرامكو»

• عمران خان: ترامب وبن سلمان وافقا على تحرّكي
• عبدالمهدي للملك سلمان: حريصون على أمن المملكة
• طهران تقدّم أكبر عرض: التفتيش الدائم وتوسيع الاتفاق النووي بمصادقة «الكونغرس»

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:07
شهدت الساعات الماضية نشاطاً دبلوماسياً دولياً وإقليميا بهدف احتواء التوتر بين واشنطن وطهران وإنقاذ الاتفاق النووي واحتواء الهجوم على منشأتي أرامكو في السعودية أخيرا، في حين أبدت إيران استعدادها لتقديم أكبر تنازل بشأن برنامجها النووي على الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات عنها وتصديق «الكونغرس» على الاتفاق النووي المبرم 2015.
تكثفت تحركات دبلوماسية دولية خلال الساعات القليلة الماضية لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عبر الدفع باتجاه عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، لإنهاء التوتر وإنقاذ الاتفاق النووي واحتواء آثار الاعتداء غير المسبوق على "أرامكو" السعودية.

وقبل مغادرته نيويورك مساء أمس الأول، أطلق الرئيس الفرنسي فرانسوا ماكرون دعوة أخيرة لعقد لقاء ثنائي سيكون تاريخيا بين البلدين العدوين خلال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة المنعقدة حالياً بحضور ترامب وروحاني. وقال ماكرون: إذا غادر روحاني الولايات المتحدة من دون أن يلتقي ترامب فستكون هذه حقاً فرصة ضائعة لأنه لن يعود قبل عدّة أشهر.

ورأى ماكرون أن "ظروف استئناف سريع للمفاوضات قد تهيأت، وأنه يعود الآن لإيران والولايات المتحدة أن تستغلا هذه الظروف" من خلال لقاء بين روحاني وترامب، أو من خلال عملية ترتدي طابعا "تدريجيا" أكثر، في إشارة إلى إمكان عقد القمة، التي ستكون الأولى من نوعها منذ الثورة الإيرانية، خارج نيويورك في وقت لاحق لمحاولة إيجاد مخرج للأزمة.

وإضافة إلى إيمانويل ماكرون، كثفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الياباني شينزو آبي، اللقاءات والمساعي للتقريب بين ترامب وروحاني.

وساطة عمران

في موازاة ذلك، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن الرئيس الأميركي ترامب كلّفه القيام بوساطة مع إيران لخفض حدة التوتر، واستطلاع إمكان إبرام اتفاق جديد حول الملف النووي لطهران.

وقال خان في الأمم المتحدة عقب لقائه، في اجتماعين منفصلين، كلا من الرئيس الإيراني ونظيره الأميركي أمس؛ إن "ترامب سألني إن كان بإمكاننا المساهمة في تهدئة الأوضاع، وربما التوصّل إلى اتفاق جديد" مع طهران حول برنامجيها النووي وتسلّحها الصاروخي الباليستي.

وأوضح خان أنه خلال سفره من إسلام أباد إلى نيويورك "توقفت في الرياض، بسبب الهجمات على منشآتها النفطية".

وتابع: "لقد تحدّثت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو أيضاً طلب مني التحدّث مع الرئيس الإيراني".

وأشار إلى أنه بوصوله إلى الولايات المتحدة تحدث على الفور مع روحاني، بعدما التقى ترامب.

وتابع: "لا أستطيع أن أقول الآن، بهذا الخصوص، أكثر من أنّنا نحاول ونتدخّل" لتخفيف التوتر.

سلمان وعبدالمهدي

في هذه الأثناء، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في جدة أمس، العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية وجهود التهدئة.

وركزت المباحثات على "موقف العراق الثابت للعب دوره الإيجابي في الحرص على إبعاد خطر التوترات والنزاعات، وإقامة أفضل العلاقات مع جميع الدول المجاورة والشقيقة والصديقة".

وإذ عبر عبدالمهدي عن حرصه على امن المملكة، قال الرئيس العراقي برهم صالح في كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان امن السعودية من امن العراق.

وكشف نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، أن "دولا إقليمية طلبت من عبدالمهدي زيارة الرياض لغرض التدخل في التهدئة"، مؤكدا دور العراق في حل أزمات المنطقة.

تنازل إيراني

وغداة تأكيد ترامب، الذي يحبذ دوماً عقد "لقاءات تاريخية"، أن "الإيرانيين يريدون التفاوض، هذا أمر جيد، لكننا لم نتفق بعد"، أبدت طهران استعدادها لتقديم أكبر تنازل منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وفرضه سلسلة عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وصفها بالأشد في التاريخ على أي دولة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن طهران مستعدة لتقديم تطمينات بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات بسيطة على اتفاقها النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، إذا عادت واشنطن للاتفاق ورفعت العقوبات.

وفي السياق نفسه، قالت قناة "برس تي. في" الإيرانية الحكومية، إن طهران تعرض قبول تشديد عمليات التفتيش على برنامجها النووي ومدها إلى الأبد، وموافقة مجلس الشورى الإيراني على بروتوكول إضافي، إذا صادق "الكونغرس" الأميركي على الاتفاق المبرم عام 2015 ورفعت واشنطن كل العقوبات.

ووجّه روحاني رسالة في مقابلة مع "فوكس نيوز" القناة المفضلة لدى ترامب، تؤكد أن على الرئيس الأميركي خلق "مناخ من الثقة المتبادلة" إذا كان يريد فعليا الحوار.

ورأى أنه إذا "تمت إعادة الثقة" عبر رفع العقوبات، فحينها سيكون مستعداً للتفاوض على اتفاقات أخرى مع واشنطن.

وتأتي الخطوة الإيرانية غير المسبوقة في وقت يسعى التيار المتشدد إلى إغلاق أي نافذة للتفاوض مع واشنطن، ويصر المرشد الأعلى علي خامنئي على رفض إجراء مباحثات جديدة مع الأميركيين على أي مستوى.

تضارب وعقوبات

وتزامن النشاط الدبلوماسي مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شركة شحن صينية وأخرى نفطية على صلة بإيران، بعد تأكيد الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استمراره في سياسة الضغوط القصوى على طهران لمواجهة أنشطتها المزعزعة للاستقرار.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن إيران ما زالت تشكل تهديدا للسلام والأمن، مؤكدا أن "هذا الأمر لم يتغير"، وهو ما يستدعي "العمل من أجل ضمان حرمانها من الموارد اللازمة للانخراط في السلوك الخبيث بجميع أنحاء العالم".

عمل خسيس

من جهته، وصف رئيس وزراء اليابان الهجوم على منشأتي "أرامكو" بالجريمة الخسيسة للغاية، معتبرا أنها تحتجز النظام الاقتصادي العالمي رهينة.

وعبّر آبي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن قلقه بشأن الموقف في الشرق الأوسط، وحث إيران على اتخاذ "إجراءات حكيمة".

لكن رئيس الوزراء لم يشر إلى الجهة التي تعتقد اليابان أنها مسؤولة عن الهجوم، في الوقت الذي تتهم الولايات المتحدة، والسعودية، والقوى الأوروبية الكبرى إيران بالضلوع في الهجوم الذي تبنته جماعة "أنصار الله" الحوثية.

back to top