وساطة باكستانية بين الرياض وطهران

حراك دولي وإقليمي لتخفيض التوتر... وإيران تبدي ليونة

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:12
جونسون وروحاني خلال لقائهما في نيويورك أمس الأول
جونسون وروحاني خلال لقائهما في نيويورك أمس الأول
دخل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على خط الجهود الدولية الرامية لاحتواء أزمة إيران، معلناً قيامه بوساطة بين طهران والرياض.

وقال خان، في تصريحات أدلى بها من مقر الأمم المتحدة أمس، إنه توقف في الرياض قبل حضوره إلى نيويورك «بسبب الهجمات على منشأتي أرامكو»، التي تتهم الدول الغربية الكبرى والرياض طهران بالضلوع بها.

وأضاف أن ولي العهد السعودي طلب منه التحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة، موضحاً أنّه بدأ فور وصوله إلى الولايات المتحدة التحدّث مع روحاني بعدما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولفت إلى أن ترامب كلفه أيضاً القيام بوساطة مع إيران لخفض حدة التوتر وتهدئة الأوضاع، واستطلاع إمكانية إبرام اتفاق جديد حول ملفها النووي وتسلحها الصاروخي البالستي.

وتزامن كشف خان عن وساطته مع قيام رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بزيارة لافتة إلى جدة أجرى خلالها مباحثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد عبدالمهدي تضامن بلاده مع السعودية وحرصها على أمن المملكة واستقرارها عقب المباحثات التي تناولت مستجدات الأحداث في المنطقة، والهجوم على «أرامكو».

وفي وقت سابق، كشف نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي أن «دولاً إقليمية طلبت من عبدالمهدي زيارة الرياض للتدخل في التهدئة وحل أزمات المنطقة».

وجاءت وساطة باكستان وتحرك العراق في وقت كُثفت تحركات دبلوماسية دولية خلال الساعات القليلة الماضية لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عبر الدفع باتجاه عقد لقاء بين ترامب وروحاني لإنهاء التوتر وإنقاذ الاتفاق النووي، واحتواء آثار الاعتداء غير المسبوق على «أرامكو».

ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «ظروف استئناف سريع للمفاوضات تهيأت، ويعود الآن لإيران والولايات المتحدة استغلال تلك الظروف» من خلال لقاء بين روحاني وترامب أو من خلال عملية ترتدي طابعاً «تدريجياً».

وبالإضافة إلى ماكرون التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس روحاني.

وفي أحدث مؤشر إلى نجاعة سياسة الضغوط القصوى التي يفرضها ترامب ويصر عليها، أبدت طهران استعدادها لتقديم أكبر تنازل منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، إن بلاده مستعدة لتقديم تطمينات بعدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية ولقبول تغييرات بسيطة على الاتفاق، إذا عادت واشنطن له ورفعت العقوبات.

وفي السياق نفسه، قالت قناة «برس تي. في» الإيرانية الحكومية، إن طهران تعرض قبول تشديد عمليات التفتيش على برنامجها النووي ومدها إلى الأبد وموافقة مجلس الشورى على بروتوكول إضافي، إذا صادق «الكونغرس» الأميركي على الاتفاق.

ووجه روحاني رسالةً، في مقابلة مع «فوكس نيوز» القناة المفضلة لدى ترامب، تؤكد أن على الرئيس الأميركي خلق «مناخ من الثقة المتبادلة» إذا كان يريد فعلياً الحوار، وحينها ستكون طهران مستعدة للتفاوض على اتفاقات أخرى. وهو ما يعني فتح المجال أمام مناقشة ملفات أصرت طهران منذ بدء حملة الضغوط القصوى مايو 2018 على أنها غير مطروحة للتفاوض.

back to top