استهل مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، عروضه بمسرحية "عضة" الكوميدية الشبابية والمستوحاة من قصة فرنسية عالمية تم اقتباسها في سياق محلي أبهر الحضور بعمل فني متكامل الأركان.واعتمدت المسرحية على عمل اسقاطات ناجحة على واقعنا الاجتماعي ومع يعانيه من محسوبية وتغيير في المواقف اعتماداً على شخصية أصحابها دون التمسك بمبدأ الخير والشر والحق والصواب.
تبدل المواقف
وكشفت المسرحية من خلال الأحداث كيف يمكن للموقف أن يتبدل من النقيض للنقيض إذا كان صاحب الحق ضعيفا أو رقيق الحال في مقابل مستبد صاحب نفوذ وقوة وسطوة بالمجتمع.جاء ذلك من خلال أحداث المسرحية التي دارت في إطار كوميدي محكم ونص جذاب وأداء فني وتمثيلي لافت للنظر ويكشف عن مواهب شبابية حقيقية على خشبة المسرح، إذ دارت حول قصة كلب يعض عاملاً في مصنع، ويقوم رئيس العمال بالمصنع ويجسد دوره الفنان "محمد عاشور"، بمساعدة العامل في أخذ حقوقه نتيجة هذه الإصابة، لكن يتبيَّن أن صاحب الكلب هو أحد الجنرالات، فيتراجع رئيس العمال عن دعمه الكامل للعامل البسيط، ويتحامل عليه، مجاملة لصاحب الكلب، وبعدها يتضح أن الكلب ليس مملوكاً للجنرال المزعوم، فينقلب موقف رئيس العمال مجدداً.وفي حالة التحولات المستمرة في الموقف من اليمين لليسار والعكس يتضح كيف أن المواقف تتبدل ليست على أي أساس موضوعي سوى شخصية أصحابها والخصوم في القضية الواحدة، دون أي اعتبار للحقوق والعدالة التي يقتضيها الموقف.إسقاطات ساخرة
واعتمد العرض المسرحي من خلال هذه القصة على عمل إسقاطات ساخرة حول تعظيم بعض الأمور والأشخاص بشكل يخالف المنطق والأخلاقيات السليمة، وهو الهدف من العمل، إذ يبعث برسالة مهمة في قالب فني مميز، مفادها أن الواقع يحمل العديد من التجاوزات التي يخلقها الأشخاص أنفسهم وسرعان ما يقعوا فريسة مواقفهم غير المنصفة.حضور كثيف
من جانبه، عبر بطل العمل الفنان محمد عاشور عن سعادته بوجوده على خشبة مسرح مهرجان "ليالي كوميدية مسرحية"، للعام الرابع على التوالي، مؤكداً حرصه على استمرار المشاركة بالمهرجان لما يحققه من مكانة وإشادة بالأعمال المسرحية الجيدة.ولفت إلى أن تفاعل الجمهور مع العمل دليل مهم على نجاحه في عروضه، وإلى رغبته في ترتيب عروض جماهيرية للعرض في الفترة المقبلة ليستمتع به أكبر عدد من الجمهور، بعد ما حققه من نجاح وإشادة في عرضه الأول".أهمية المهرجانات
وشدد عاشور على أهمية المهرجانات في دعم وتشجيع صناعة المسرح والمواهب الشبابية والأعمال الجيدة، مضيفا أن قيمة المهرجان ليست فيما يمنحه من جوائز.