شربل داغر: كتبت إهداءً لنفسي بألا أصبح شاعراً

طبع ديوانين من أعماله بالهيئة العامة للكتاب

نشر في 27-09-2019
آخر تحديث 27-09-2019 | 00:00
جانب من أجواء الأمسية
جانب من أجواء الأمسية
نظم المجلس الأعلى للثقافة بمصر أخيراً، أمسية ثقافية بعنوان «لقاء ثقافي» للشاعر اللبناني شربل داغر، بمناسبة طبع ديوانين من أعماله بالهيئة العامة للكتاب هما «فتات البياض» و«وليمة قمر».
وحضر اللقاء عدد من النقاد والشعراء والكتاب الذين تناولوا بعض جوانب من مسيرة داغر الشعرية خصوصاً جانب اللغة، كما ألقى داغر قصيدة عن أم كلثوم.
كشف الشاعر اللبناني شربل داغر، في اللقاء الثقافي، الذي عقد في القاهرة ، أنه لم يكن لديه وعي كامل بأن يكون شاعراً قائلاً،: «في مجموعتي الشعرية الأولى كتبت إهداءً إلى نفسي بألا أصبح شاعراً، والبعض اعتبرها عبارة لهو، لكني كنت أقصد ذلك ، ولم تنشر هذه المجموعة إلا بإلحاح من محمود درويش الذي تكفل بحملها إلى بيروت وطبعها».

الشعر الحديث

وأضاف داغر، كنت أتبرم مما كنت أقرأ من الشعر الحديث في سن الجامعة، وأعتبر موقفي فيه من «الشيطنة الشبابية»، التي ليس لديها وعي كامل، وكنت لا أقرأ الكثير، مشيراً إلى أنه أثناء وجوده فى باريس قال: إن الثقافة في بيروت كانت خفيفة، لأنه كان مشغولاً بالسياسة والغرام وتلك «الهيصة» الشعرية التي كانت تفور في بيروت لكن لم يكن لديه وعي تام بما يكتبه، وأنه عندما قرأ شعر أنسي الحاج شعر بالنفور، لكنه كان يؤمن بدوره الثقافي، كما أنه يشعر من قصيدة النثر بأنها مليئة بالإرث العروضي، وهو إرث ديني أحياناً، وعربي هائل».

وذكر داغر، أنه في مجموعاته الشعرية الجديدة، قرأ شعره القديم، ووجد أنه كان محرضاً بشكل غامض بالنسبة له ولا يزال، مشدداً على أنه كان من الممكن جداً ألا يكون شاعراً.

منجز شعري

وعن مجموعته الثانية، قال داغر، إنها صدرت بعد عشرين سنة من الأولى، أي أن منجزه الشعري أتمه في 18 سنة فقط، وأنه زاد نهمه بالشعر في الكبر، ولولا القوى الغامضة بداخله لما كتب. وأكد صعوبة إلقاء شعره شفوياً ويعتذر عن عدد من الندوات التي يطلبون فيها أن يلقي الشعر لأن شعره ينفصل عن الشفهية ولا يقرأ من وراء منبر، وهناك سعي لتوسيع تجربته في الشعر، محاولاً أن تكون قصيدته أكثر قرباً من الناس.

يذكر أن شربل داغر شاعر وكاتب وروائي وأستاذ جامعي لبناني، من مواليد 5 مارس عام 1950م، صدر له عدد من المجموعات الشعرية منها: «فتات البياض»، «وليمة قمر»، «القصيدة لمن يشتهيها»، «جسدي الآخر» وغيرها.

وشارك في الأمسية تلك، عدد من المفكرين والشعراء والنقاد المصريين وهم د. محمد بدوي، ود. رضا عطية، والشاعر كريم عبدالسلام، وأدارتها د. ندى إمام.

عمق التجربة

قدمت الناقدة ندى إمام المفكر والشاعر اللبناني شربل داغر، واستعرضت ما حازه من تكريمات وجوائز، وحصده جائزة الشيخ زايد أخيراً، فيما تحدث بدوي عن مسيرة داغر منذ إصداره ديوانه الأول «فُتات البياض»، وأوضح أن صوته الشعري قد ترعرع وسط مجموعة، جمعت بينها الدراسة في «كلية التربية» بالجامعة اللبنانية، وجمعتهم هموم مختلفة أبرزها مسألة التجديد الشعري، ومن هؤلاء: شوقي بزيع وبول شاوول وحمزة عبود.

شبيه بالشاعر

وأشار إلى أن ما يستخرج من «قصيدة النثر» لشربل داغر، أن المتلقي شبيه بالشاعر، حيث تنتج قصائده تلك العلاقة المتداخلة المتوترة، إذ يستشعر القارئ بأنه غير مهموم بأن يصبح مغنياً للثورة، وكأنه دائم البحث عن نمط آخر يمثله بشكل أكثر واقعية بالنسبة له، وكأن ما يشغله فقط هو الشعر من أجل الشعر.

بدوره، قال عطية، إن اللغة بالنسبة لتجربة الشاعر عنصر أساسي بارز، فتجربته الشعرية تجعل اللغة دائماً في تساؤل متواصل الطرح، وهوما تبرزه العلاقة المتقاطعة بين الدال والمدلول إليه بقصائده، وكأنه يسعى لرسم العالم كله بأحرفه وقصائده، واختتم مؤكداً عمق تجربته الشعرية التي تتميز بطرح عدد من الرؤى والتساؤلات الجدلية طالما استخدم عدة أنماط وأشكال، أبرزها أسلوب الحوار.

back to top