ترامب يعتبر عزله «نكتة»... وزيلنسكي يواجه «عاصفة»

• «العدل» تُغلق «قضية المكالمة»: لا أساس لفتح تحقيق
• لجنة بالكونغرس تطلع على شكوى المسرب

نشر في 27-09-2019
آخر تحديث 27-09-2019 | 00:04
ترامب وزيلنسكي خلال اجتماعهما في نيويورك أمس الأول (أ ف ب)
ترامب وزيلنسكي خلال اجتماعهما في نيويورك أمس الأول (أ ف ب)
واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء الديمقراطيين إجراءات قد تفضي إلى عزله بأسلوب هجومي، واصفاً إياها بالنكتة، في حين واجه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي عاصفة انتقادات داخل بلاده بعد اتهامه بـ «الانصياع» لضغوط ترامب.
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسباب التي دفعت الديمقراطيين إلى إطلاق إجراءات لعزله بـ "النكتة"، في حين أصرّ خصومه على اتهامه بالتصرف مثل "زعيم مافيا"، في اتصاله الهاتفي في 25 يوليو الماضي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي واجه عاصفة في بلده بسبب هذه المكالمة.

ونفى ترامب وجود أي مخالفة في الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع زيلنسكي بعد نشر نص المحادثة التي طلب فيها الرئيس الأميركي من نظيره الأوكراني فتح تحقيق يتعلق بجو بايدن، منافسه الديمقراطي المحتمل في انتخابات 2020 الرئاسية.

وفي محاولة للتقليل من أهمية هذه المحادثة، حاول ترامب التقليل من أهمية الانتقادات، وقال في مؤتمر صحافي بأحد فنادق نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إنها نكتة".

وأضاف: "عزلٌ من أجل هذا؟ عندما تعقد اجتماعاً رائعاً وتجري اتصالاً هاتفياً رائعاً"، متهماً الديمقراطيين بأنهم "فعلوا كل ذلك خلال أسبوع اجتماعات الأمم المتحدة. هذا مخطط له بالتأكيد"، مشيراً إلى أن الأسباب المقدمة ضده "محزنة" وقائمة على "خدعة".

ووعد الرئيس الأميركي أيضاً من جهة ثانية باعتماد "كامل الشفافية" بشأن عميل الاستخبارات الذي كان قد كشف عن المكالمة، متمنياً من أعضاء الحزب الديمقراطي أن يتمتعوا بالقدر ذاته من الشفافية فيما يخص الاتهامات الموجهة لبايدن ونجله هانتر والمسؤولين الديمقراطيين السابقين في إدارة الرئيس باراك أوباما "الذين ذهبوا إلى أوكرانيا".

وقال ترامب إنه قرر نشر ملخص المكالمة؛ لأن "أشياء مروعة يجري تداولها بشأنها"، لكنه أوضح أنه لا يريد أن يُحدث سابقة بنشر تفاصيل مثل هذه المكالمات، مضيفاً: "لا أحب أن تتعامل مع رؤساء دول وأنت تعتقد أن اتصالاتهم ستُنشر".

وزارة العدل

من ناحيتها، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها درست فحوى المكالمة، ولم تعثر على أساس لفتح تحقيق مع سيد البيت الأبيض.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، كيري كيوبك، إن "إدارة الشؤون الجنائية لوزارة العدل درست التسجيل الرسمي للمكالمة، وتوصلت، بناء على الحقائق والقوانين ذات الصلة، إلى استنتاج مفاده أنه لم يكن هناك أي انتهاكات لقواعد تمويل الحملات الانتخابية ولا حاجة إلى اتخاذ أي إجراءات أخرى".

وأضاف البيان أن "كل الإدارات المعنية لوزارة العدل اتفقت مع هذا الاستنتاج القانوني"، مشددا على أنها اتخذت قراراً بـ "غلق القضية".

وشددت الوزارة على أن ترامب لم يطلب مباشرة من النائب العام، وليام بار، إجراء أي نوع من التحقيقات مع بايدن.

وتظهر مذكرة البيت الأبيض أن ترامب ذكر اسم بار مرتين على الأقل خلال المكالمة التي دعا فيها نظيره الأوكراني إلى إجراء تحقيق حول بايدن.

مضمون المكالمة

وسمح البيت الأبيض، أمس الأول، بالإفراج عن مضمون المكالمة المؤلّف من خمس صفحات، وهو عبارة عن ملخص للمكالمة لا نصها كلمة بكلمة، بعد إعلان رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، الثلاثاء، بدء إجراءات مساءلة ترامب بهدف عزله بتهمة التماس مساعدة أجنبية لتشويه سمعة منافسه الديمقراطي المرتقب.

وأظهر مضمون المكالمة أن الرئيس الأميركي طلب فعلاً من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن نجل جو بايدن، لكن ترامب أكد أنه لم يمارس "أي ضغوط" على زيلنسكي في هذه المحادثة.

الديمقراطيون

ورغم هذا النفي، قال الديمقراطيون إن نص المحادثة يعكس "بلا لبس استغلالاً فاضحاً ومقلقاً لمنصب الرئيس من أجل تحقيق مكسب سياسي شخصي".

ورأى أحد قادتهم النائب آدم شيف: "كما لو أن زعيم مافيا يتحدث"، مضيفاً: "ماذا قدمتم لنا؟ قدمنا الكثير لكم لكننا لم نر في المقابل ما يكفي. أريد أن أطلب منك أن تسدي لي خدمة".

وتابع: "ما هي الخدمة؟ بالتأكيد الخدمة هي أن تجري تحقيقات بشأن خصمه السياسي، تحقيقات حول عائلة بايدن".

بايدن

من ناحيته اعتبر بايدن أن ترامب "سعى إلى تشويه سمعة خصم سياسي محلي"، مضيفاً: "علمنا أيضاً أنه كان ينوي إشراك وزارة العدل الأميركية في هذا المخطط، وهذا هجوم مباشر على الاستقلال الأساسي لتلك الوزارة، وهو استقلال أساسي من أجل سيادة القانون".

المسرب

وتلقت لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ التي يرأسها السيناتور الجمهوري ريتشارد بور، نسخة من شكوى مسرب المعلومات.

وعقب الاطلاع على الشكوى، قال السيناتور الجمهوري في اللجنة بن ساس، إنه توجد "أمور مقلقة حقاً هنا".

كما أبلغ زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر الصحافيين أن الشكوى "مقلقة جداً، وتوجد حقائق كثيرة جداً يتعين التحقق منها".

وأمس، استمعت اللجنة لرئيس إدارة الأمن الوطني جوزف ماكغواير الذي كان امتنع أولا عن الإبلاغ عن القضية التي كشفها عميل سرّي في الاستخبارات.

زيلنسكي

وأثار نشر مضمون الاتصال ردود فعل حادة في أوكرانيا. فقد قدّم النائب المعارض أوليكسي غونشارينكو طلباً رسمياً بأن يصدر مكتب زيلنسكي نصاً مكتوباً كاملاً لمكالمة يوليو مترجما إلى الأوكرانية.

من ناحيته، قال النائب المعارض الموالي للغرب فولوديمير أرييف، الذي كان قريباً من الرئيس السابق بترو بوروشنكو ويتواجه مع السلطات الحالية، إن "ترامب وضع زيلنسكي في موقف سيئ جدا".

ورأى رواد آخرون للإنترنت مثل ميكولا نياغيتسكي، النائب الآخر الموالي لبوروشنكو، أن زيلنسكي يستحق أن "تتم إقالته خصوصاً بسبب ما أعلنه من عزم على التحكم بالمدعي العام".

وكتبت الصحافية المخضرمة ناستيا ستانكو في فيسبوك "عار"، في وقت قالت سونيا كوشكينا رئيسة تحرير موقع "ال بي. أو آ" أن "ترامب يتصرف كما لو أن كل شيء مباح له، والآخر ينصاع بلا اعتراض".

back to top