جونسون يتحدى المعارضة ويلوّح بتعليق البرلمان مجدداً
أثار غضباً بوصفه تشريعاً يلزمه إرجاء الخروج من أوروبا بـ «قانون الإذعان»
تعرّض رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أمس، لانتقادات حادة من مختلف أطياف الطبقة السياسية البريطانية، على خلفية جدالات حادة في البرلمان حول "بريكست".وشن جونسون، أمس الأول، هجوماً مضاداً بعد عودته الى لندن من نيويورك، حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، متهماً خصومه في البرلمان بالسعي إلى عرقلة الخروج من الاتحاد الاوروبي.وفي كلمة أمام مجلس العموم، انتقد جونسون تمرير البرلمان قانوناً يطالبه بالسعي إلى إرجاء بريكست إلى ما بعد 31 أكتوبر إذا ما فشل في التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياه بـ "قانون الإذعان".
كما سعى في اجتماع للجنة 1922 لأعضاء البرلمان المحافظين، أمس، إلى حشد التأييد لرأيه في هذا القانون.وقال عضو برلماني من حزب المحافظين إن جونسون أبلغ اللجنة "بأنه بالفعل قانون إذعان"، دافعا بأنه يضر بموقف بريطانيا التفاوضي مع الاتحاد الأوروبي. لكنه أضاف أنه يأخذ المخاطر التي قد تواجه أعضاء البرلمان بجدية بالغة.ونقل العضو البرلماني عن جونسون قوله إنه ما زال بإمكانه التوصل لاتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي قبل 31 أكتوبر، لكن المفاوضات مع أيرلندا على الجمارك "صعبة".وأشاد جونسون بما وصفه بأنه تقدم في محادثات الخروج، لكن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي قالوا إنه ما زال يتعين على بريطانيا أن تقدم مقترحات "قانونية وعملية" لحل الموضوع الشائك المتعلق بترتيبات الجمارك على الحدود الجديدة بين إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني ودولة أيرلندا بعد الخروج.وكان جونسون هدد باللجوء مجدداً إلى تعليق عمل البرلمان، إذا لم تقم أحزاب المعارضة بسحب الثقة من حكومته قبل نهاية اليوم، وذلك غداة حكم تاريخي للمحكمة العليا برفضها قراره تعليق عمل المجلس. وقال إنه "على البرلمان إما أن يتنحى جانباً ويترك الحكومة تعمل على إنجاز بريكست، أو ان يطرح الثقة بالحكومة".وأضاف رافعاً صوته للتغطية على صيحات استهجان نواب المعارضة "هل سيتجرأون على القيام بذلك؟ أم سيرفضون تحمل المسؤولية؟".ووصف البرلمان بـ"المشلول الذي يواصل نسف المفاوضات" حول بريكست، مكررا دعوته لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
كوكس
وانفجر الغضب عندما قال جونسون إن "تنفيذ بريكست" هو أفضل طريقة لتكريم جو كوكس، النائبة المناهضة لـ"بريكست" التي توفّيت إثر تعرّضها لإطلاق نار ولعملية طعن نفّذها مناصر للنازية، خلال حملة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الاوروبي.وكتب زوجها براندن تغريدة جاء فيها "أشعر ببعض الاستياء إزاء زج اسم جو بهذا الشكل".كوربين
من ناحيته، قال زعيم حزب "العمال" المعارض جيريمي كوربين إن خطاب رئيس الوزراء "لا يمكن تمييزه عن خطاب اليمين المتطرف".ويبدو أن الصدمة لم تقتصر على المعارضة، إذ بدا أعضاء في حزب المحافظين مرتبكين. وقال جيكوب ريز موغ، وهو مدافع شرس عن جونسون وعن "بريكست" وممثل الحكومة في البرلمان إن "مسؤولية اعتماد خطاب معتدل تقع على الجميع".أما رئيس مجلس العموم جون بيركو، فاعتبر أن الجو في البرلمان كان "مسموماً". وتم تعزيز الإجراءات الأمنية لنواب أفادوا بتلقيهم تهديدات بالقتل على خلفية مواقفهم من "بريكست".إلى ذلك، رفض النواب البريطانيون أمس طلبا حكوميا لتعطيل البرلمان الأسبوع المقبل للسماح للمحافظين بحضور المؤتمر السنوي لحزبهم.وقد يؤثر هذا القرار على موعد انعقاد المؤتمر السنوي للحزب المحافظ، علما بأنه مقرر أصلا من الاحد الى الاربعاء في مانشستر بشمال انكلترا.ومن عادة مجلس العموم أن يعلق جلساته خلال المؤتمرات السنوية للأحزاب السياسية التي تعقد في سبتمبر.