خامنئي فقد الأمل في أوروبا وروحاني يهدد بـ«هجمات خطيرة»

• ترامب يحظر دخول مسؤولين إيرانيين إلى أميركا
• الجبير: «هجوم أرامكو» لن يمر دون رد

نشر في 27-09-2019
آخر تحديث 27-09-2019 | 00:05
عبر المرشد الأعلى الإيراني عن فقدانه الأمل بالدول الأوروبية، التي تسعى لإنقاذ الاتفاق النووي، متهماً إياها بالانصياع للعقوبات الأميركية ومعاداة الشعب الإيراني، في حين حذر الرئيس حسن روحاني من وقوع هجمات أشد من اعتداء أرامكو "إذا لم تتوقف الحرب في اليمن".
بعد نحو عام ونصف العام من بدء مساعي الدول الأوروبية محاولتها لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، عقب انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، أعرب المرشد الأعلى علي خامنئي عن فقدانه الأمل في إمكانية تحقيق الثلاثي، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لأي شيء في مصلحة بلاده.

وندد خامنئي، أمس، بـ"العداء الواضح الذي أظهرته بعض الدول الأوروبية حيال الأمة الايرانية". وقال إن "الاوروبيين دخلوا في الظاهر كوسيط وتحدثوا كثيراً، لكن أحاديثهم كانت فارغة المحتوى"، لافتاً إلى "أنهم لم يفوا بأي من التزاماتهم" في ما يتصل بالاتفاق النووي وإعلانهم السعي لتعويض طهران عن آثار العقوبات الأميركية التي أعادها الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أن "الدول الأوروبية التزمت بالعقوبات الأميركية عملياً ولم تفعل شيئاً لإيران، ومن المستبعد أن يفعلوا شيئاً لها في المستقبل، لذا ينبغي قطع الامل منهم تماماً".

إلا أن المرشد أكد أن "طريق التعامل والتفاوض ليس مغلقاً مع أي بلد ما عدا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني"، موضحاً أنه "لا اشكال في تبادل الزيارات وعقد الاتفاقيات، لكن لا ينبغي الوثوق بهم أبدا". ولفت إلى عدم التزام الأوروبيين بـ"11 بندا" قالت طهران إن الثلاثي الأوروبي وافق عليها في إطار سعيه لإنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015.

وفي وقت تتواصل جهود دبلوماسية دولية وإقليمية لاحتواء "هجوم أرامكو" الذي تتهم طهران بالضلوع فيه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الاميركية، أمس الأول، إن "الهجوم على أرامكو كان من اليمن، وإذا لم تنته الحرب اليمنية فستكون هناك هجمات أشد بكثير".

وحول البيان الأوروبي الثلاثي الذي يتهم طهران بالمسؤولية عن الاعتداء الذي تبنته الميليشيات الحوثية، قال روحاني: "سألت شخصياً قادة الدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا والمانيا، لماذا تتهمون إيران بالمساعدة في الهجوم؟ لم يكن لديهم أي دليل، فقط يقولون شيئاً واحداً، وهو أن التخطيط لهذه الهجمات كان أعلى من قدرات اليمنيين. قلت: إذا فرضنا أنه كان أعلى من قدرات اليمن، فما هو مقدار المعلومات التي لديكم عن القدرات اليمنية، وثانياً إن لم تكن من اليمن من أين نفذت؟ أعطوني دليلا على ذلك".

منع أميركي

في المقابل، ذكر "البيت الأبيض" في إعلان أن الرئيس ترامب منح وزارة الخارجية سلطة منع مسؤولين إيرانيين كبار وأفراد أسرهم من دخول الولايات المتحدة مهاجرين أو غير مهاجرين.

وكرر الإعلان، الذي نُشر على الموقع الالكتروني للبيت الأبيض، اتهامات واشنطن لإيران بدعم الإرهاب، واحتجاز مواطنين أميركيين بشكل تعسفي، وتهديد جيرانها، وتنفيذ هجمات إلكترونية مدمرة.

وقال ترامب، في الإعلان، "في ضوء هذا السلوك وما يمثله من تهديد للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وغيره، قررت أنه من مصلحة البلاد اتخاذ إجراء لتقييد ووقف دخول مسؤولين كبار بحكومة إيران وأفراد أسرهم المباشرين".

وفي وقت سابق، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تتواصل مع مسؤولين ايرانيين لمناقشة مصير رعايا أميركيين محتجزين في الجمهورية الإسلامية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لقد عرضنا، مثلما عرض الرئيس الاجتماع بالإيرانيين بشأن القضية. بعثنا رسالة في وقت سابق هذا العام".

تحذير إردوغان

إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى توخي الحذر بشأن اتهام إيران بالضلوع في "هجوم أرامكو"، معتبرا أنه من غير الجيد اتهام طهران.

وقال إردوغان: "علينا الإقرار بواقع ان مختلف الأطراف في اليمن تشن هجمات بهذا الحجم"، مضيفاً: "إذا وضعنا كامل المسؤولية على ايران، فلن يكون ذلك جيدا، لأن الادلة المتوافرة لا تشير بالضرورة الى ذلك".

وانتقد رئيس تركيا من جهة أخرى العقوبات الأميركية على ايران، معتبرا انها "لم تحل أبدا أي مشكلة"، نافياً أن تكون بلاده قد ساعدت ايران في الالتفاف على العقوبات، ومندداً بما قال إنها "دعاية" تستهدف حكومته.

تنديد صيني

في هذه الأثناء، نددت الصين بالعقوبات التي فرضتها واشنطن، أمس الأول، ضد شركات صينية تتهمها بنقل نفط إيراني رغم العقوبات الأميركية.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية غنغ شوانغ عن استياء بكين الشديد ومعارضتها التامة للعقوبات على "شركات ومواطنين صينيين".

في السياق، أفادت وكالة "بلومبرغ" بأنه يبدو من المؤكد أن تكلفة ناقلات النفط العالمية سترتفع نتيجة للعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على شركات الشحن الصينية، التي من بينها شركة مملوكة للحكومة الصينية تعد أكبر شركة شحن في العالم.

تنسيق ورد

من جانب آخر، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن "الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بكل ما هو ضروري لمساعدة السعودية للدفاع عن نفسها".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من وزير الدفاع الأميركي، بهدف تنسيق إرسال تعزيزات دفاعية تتضمن قوات ومعدات إلى الرياض.

من جهة أخرى، استقبل بن سلمان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وتركّزت محادثاتهما حول "هجوم أرامكو" الذي حمّلت واشنطن ايران مسؤوليته.

وكان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أكد للصحافيين أن بلاده تتشاور مع "أصدقائها وحلفائها بشأن الخطوات المقبلة التي ستتخذها" بعد هجوم أرامكو، لكنها لا تزال بانتظار نتائج التحقيق.

وقال الجبير، أثناء مؤتمر بعنوان "متحدون ضد إيران النووية": لا يمكن أن يمر الهجوم دون رد، ولا بد أن تتحمل إيران العواقب.

«الحرس الثوري» يشكل «باسيج بحري»

أعلن قائد القوات البحرية لـ "الحرس الثوري" الإيراني، علي رضا تنجسيري، أمس، تشكيل قوات تعبئة شعبية "باسیج بحري" وتنظيم نحو 51 مجموعة بحریة بمشاركة سكان سواحل مكران والخليج.

وقال تنجسيري: تتألف كل مجموعة من 50 عوامة قمنا بتنظيمها، وبنهاية العام سننظم 17000 عوامة أخرى، بما في ذلك القوارب والسفن الصناعية الأخرى، وهي قوة مهمة للغاية ويمكن أن تدعم عملياتنا المستقبلية.

وأشار تنجسيري إلى اقتراح الرئيس الفرنسي للتفاوض علنا مع إيران بشأن نفوذها الإقليمي والصواريخ الباليستية: "لن نسمح بإضعاف القدرات الدفاعية لبلادنا، فالصواريخ جزء من قدراتنا الدفاعية والخط الأحمر الذي نطوره يوماً بعد يوم".

back to top