لم يحُل الغبار الذي غلّف زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى فرنسا، فأسبغها بطابع القساوة لناحية الكلام العالي النبرة الذي سمعه من كبار المسؤولين، وتحديدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، إزاء عدم الجدية في تنفيذ التزامات مؤتمر سيدر والاصلاحات المطلوبة من لبنان لاطلاق اشارة ضوئه الاخضر، وقد تناولها بالتفصيل الموفد المكلف متابعة المؤتمر بيان دوكان في زيارته لبيروت اخيراً- لم يحُل دون الاضاءة على حجم الدعم والانجازات التي حققتها هذه الزيارة على المستويين السياسي والاقتصادي.

ففي موازاة النصائح التي اسداها الفرنسيون لرئيس حكومة لبنان بوجوب تسريع الوتيرة الاصلاحية- وقد اسهب الحريري في هذا المجال في شرح الاصلاحات التي انجزتها حكومته حتى الساعة، ما انجز منها وما هو قيد الانجاز، تعويضا عن الوقت الضائع بفعل الخلافات السياسية التي علقت العمل على مدى شهر- أكدت مصادر متابعة ان "الزيارة حققت نتائج جيدة على المستوى العملي". وكشفت المصادر أن "الحريري سيجول على عدد من الدول من بينها الامارات مطلع الشهر المقبل، ثم ألمانيا ودول اخرى قبل تقليعة سيدر".

Ad

في سياق منفصل، اعتبر عضو "تكتل لبنان القوي" النائب شامل روكز، امس، أنه "حتى الساعة لا جواب واضحاً عن موضوع العملة والصرف"، مطالبا بمعطيات واضحة بالأرقام وتحديد المسؤوليات، ومشيرا إلى أن "الأزمة تؤكد أنه في لبنان لا دولة ولا من يسألون عن الشعب".

وأضاف: "كنائب في المجلس النيابي أسأل: أين السياسة النقدية والمالية؟ لماذا لا تحاسبون المستفيدين؟ ومن المسؤول عن هذا الفلتان حتى نعرف لمن نتوجه ومن نراجع؟".

الى ذلك، لايزال كلام نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي قال امس الاول: "إما أن تكون مع المقاومة، وإما مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، يتفاعل في الساحة السياسية الداخلية. وردّ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل على قاسم، وكتب عبر حسابه على "تويتر"، مساء امس الاول، قائلا: "لا مع إسرائيل ولا معكم. نحن مع حق الشعب اللبناني في تقرير مصيره عبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية".

في موازاة ذلك، لفتت وزيرة الطاقة ندى بستاني خوري، خلال منتدى بيروت الدولي للطاقة، أمس، إلى أن "لبنان يدخل على الخريطة النفطية، ونسعى لحفر اول بئر في ديسمبر"، مضيفة "إننا نشجع على ربط لبنان مع الدول المجاورة الصديقة عبر توقيع اتفاقيات تلحظ البنى التحتية المشتركة والتعاون التقني وتبادل الخبرات، وقد وقّعنا اتفاقية مع مصر ونعمل على تحضير اتفاقية مع قبرص".

وتابعت ان "الوزارة وهيئة البترول طبقا اعلى معايير الشفافية عبر نشر معايير تأهيل الشركات، ودفاتر الشروط، والعقود الموقعة مع الشركات العالمية".