النفاق والتملق
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
أما الصديق المنافق الذي حاله ليست كحال الزميل المنافق فقط، بل أسوأ بكثير، فما نتوقعه وننتظره من الصديق خلاف ما ننتظره ونتوقعه من الزميل، ومشاركة المشاعر والصدق والوفاء والمساندة ومشاركة تفاصيل الحياة وغيرها صفات وسلوكيات تميز علاقة الصداقة، ولذلك فإن لاكتشاف نفاق الصديق وقعاً على النفس أكبر بكثير، ويعتبر صدمة لا تنسى وغالباً لا تغتفر. وللأسف الصديق المنافق سرعان ما يكشف عن زيف مشاعره وهزالة وضعف صداقته، وعدم صدقها في أول موقف من مواقف الحياة واختباراتها المتعددة، ولغدر الصديق ونفاقه كبير الأثر، لأنه يعرف مكامن القوة والضعف في صديقه ولذلك طعناته في مجال النفاق قاتلة، ففي اللحظة التي تتوقع وقوفه ومساندته لك، تأتيك صدمة خذلانه وتخليه عنك وانكشاف وجهه الآخر الذي غالباً ما يكون وجهه القبيح.والبعض يخلط بين التهذيب ورقي الكلام وحلاوته وبين النفاق، ففي الأول يكون الكلام صادقاً وصحيحا لا كذب فيه ولا مبالغة، عكس النفاق الذي ينضح كذباً وتملقاً قبيحاً، والتهذيب ورقي الكلام وحلاوته يكون ثابتاً ولا يتغير خلافاً للنفاق الذي ينتهي مجرد ما تنتهي المصلحة!!والمنافق المتملق سارق محترف يتعمد الاستيلاء على حقوق الآخرين بلسانه وسلوكياته الكاذبة أيّاً كان موقعه: أخ، أخت، صديق، زميل، قريب، وغيرهم، والحل الوحيد هو اتخاذ الحذر والابتعاد عن المنافق مباشرة.