بالعربي المشرمح: قوة إيران بضعفكم!!
سبق أن قلت إن إيران ستكون بعبعاً للمنطقة، وستتحكم في مفاتيح اللعبة إن تُركت في الساحة الإقليمية دون رادع أو تحرك يلجم جموحها ومخططاتها، ولأننا من تركها تتوغل في دولنا العربية لتشتري ولاءات بعض العرب عبر دعمها لتياراتهم وأحزابهم، فتنشئ من خلالهم ميليشيات عسكرية تنفق عليهم الأموال والتدريب والأسلحة، ليتمكنوا من تنفيذ أجنداتها دون رادع أو دعم لخصوم تلك التيارات أو احتضانها وكسب ولائها، فلا يمكن لنا بعد أن ساهمنا في صناعة قوتها أن نتحلطم لنتوسل لترامب والغرب بوقف تدخلاتها في دول المنطقة.إيران لديها مشاكل داخلية، كما أن نظامها لا يحظى بقبول معظم الإيرانيين، أضف إلى ذلك المشاكل التي جلبها لهم هذا النظام على مدى الأربعين عاماً، وهدره أموال ومقدرات الأمة الإيرانية في سبيل الثورة وتصديرها، الأمر الذي يجعله يخلق لنفسه مشكلات إقليمية حتى يكون في حالة حرب مستمرة من أجل البقاء، وهو الأمر الذي ساهمت فيه معظم دول المنطقة دون أن يجرؤ أي منها على وقفه عن طريق إشغاله في العمق الإيراني واستغلال المعارضة الأحوازية أو البلوشية أو الفارسية ودعمها بدلاً من أن تشغلنا بميلشياتها العربية.
كلنا نعرف أن أميركا والغرب حلفاء مصالح لنا، وليسوا أصدقاء أوفياء كما يروج بعضنا، فأينما كانت مصالحهم كانوا، فوجدوا في إيران وما تفعله معنا مصلحة لهم دون عناء أو تكاليف، كما هو الوضع قبل سقوط بغداد وكابول اللتين دفعوا بسببهما ثمناً باهظاً، لذلك سيبقونها بعبعاً لنا لتستمر مصالحهم، وتخدم أجندتهم بلا ثمن يدفعونه.يعني بالعربي المشرمح:البعبع الإيراني نحن من خلقناه لأنفسنا حين تركناه يتمدد داخلنا، ويهدد مصالحنا، معتقدين أن الأميركيين والغرب لن يتركوه يؤذينا، فإذا بهم يجدونه أفضل خادمٍ لمصالحهم دون أي خسائر أو جهد يبذلونه، الأمر الذي جعلهم وبكل وقاحة يطلبون منا علناً دون حياء أو لباقة بأن ندفع ليحمونا من البعبع الذي صنعناه أو ساعدنا في صناعته.