في مقال الأسبوع الماضي استعرضنا مقدمة وثيقة تعود إلى عام 1928م تتعلق بوصية المرحوم- بإذن الله تعالى- عبدالله محمد البسام. واليوم نستعرض ما يمكننا من بقية هذه الوصية التاريخية الجميلة، فنقول إن عبدالله البسام، وهو شخصية تاريخية معروفة سنتحدث عنه في وقت لاحق، كان قد قرر قبل وفاته أن يوصي بخُمس ماله، من غير بيته وما فيه من محتويات، ليتم إنفاقه في أعمال البر، مما يعود ثوابه عليه وعلى آخرين تمت تسميتهم بالتحديد في مضمون الوصية. يقول بعد المقدمة التي تحدثنا عنها سابقاً: "وأوصي من بعد وفاتي بخُمس مالي سوا البيت وما فيه من أثاث وسلاح ولباس وطعام فلا فيهن خمس وكذلك المواعين، والخمس المذكور يجعل منه حصتي من نخلنا الذي في بلد عنيزة المسماة المويهرية وهو نصف المويهرية الأصلية المعلومة بحدودها ومراسيمها، مما لحق لي خاصتي مما أدخلته من البر بيع قليبي التي بدعتها في الأرض الموات المذكورة سنة 1341 ومما تبع ذلك من غرس وشجر مع ارضي الداخلة التي تصبرتها من المحمد البسام في مائة وخمس وعشرين صاع والباقي من الخمس ان حصل عقار طيب مرغوب في بلد عنيزة نخل وقلبان زراعة فيجعل فيهن والا فيكون في استحقاقي من نخيلنا التي في البصرة على نظر الوكيل يجعله في مكان واحد من الملك المذكور وان رأى غير ذلك فهو مفوض بوضعه فيما يراه اوفق".
ويستمر عبدالله البسام في شرح وصيته فيقول، إنه يريد كذلك ذبح أضاحى سنوياً له ولعدد من أقاربه مثل والده ووالدته وخالته وجداته وأجداده، ويريد أيضاً إعداد الطعام في كل أيام رمضان ليتم توزيعه على الفقراء. وأوصى كذلك بأن يحج عنه في كل عام رجل ثقة، وأن تُصرف التكاليف من الخمس. إليكم كلماته بهذا الشأن كما وردت في الوصية: "وابي خمس من ريع الملك المذكور يصرف في اعمال البر قادما فيه خمس ضحايا دواما في كل عام واحدة لي والثانية لي انا وخالتي منيرة العثمان الحماد والثالثة لوالدي محمد العبدالعزيز البسام والرابعة لوالدتي مضاوي العثمان الحماد والخامسة لأجدادي عبدالعزيز بن حمد البسام وعثمان الحماد الخويطر وجداتي فاطمة الحماد الخويطر وتركية محمد المطرودي وأختي منيرة المحمد البسام. وفي كل خميس من رمضان يطبخ خمسة اصواع بُر ان رأى الوكيل ان يجعل منه جانبا للصوام في مجلس البيت وتفرق الباقي وكذلك يطبخ في كل يوم من ايام رمضان وفي كل جمعة من جميع كل سنة من بُر يفرق هو مما يخرج من خمسة اصواع المذكورة اعلاه على فقراء قرابتي الاقرب فالاقرب فان لم يكن فيهم مستحق فعلا (فعلى) فقراء الجيران فان لم يكن فيهم مستحق فعلا (فعلى) فقراء المسلمين، ويخرج منه أيضا في كل عام ثلاثمائة وزنة تفرق في رمضان كل يوم عشر وزنات على الترتيب المذكور أعلاه". و في المقال المقبل نكمل تفاصيل هذه الوصية الجميلة، ونستعرض حياة صاحبها عبدالله البسام- رحمه الله تعالى.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : عبدالله البسام أوصى بخُمس ماله في عنيزة والبصرة للأضاحي وتوزيع الطعام في رمضان وحجة سنوية
27-09-2019