الخالد: أفضل طريقة لـ «اسكات البنادق» هي بناء سلام دائم

شارك في جلسة «الأمن والسلم في أفريقيا» بنيويورك

نشر في 27-09-2019 | 12:48
آخر تحديث 27-09-2019 | 12:48
No Image Caption
ترأس الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وفد دولة الكويت المشارك في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي عقدت أمس الخميس في إطار بند «الأمن والسلم في أفريقيا» تحت عنوان «الشراكة لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي».

وألقى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح خلالها بياناً جاء نصه على النحو التالي:

شكراًالسيد الرئيس...

أود في البداية أن أرحب بالسيدة ماريا لويزا فيتو مديرة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة وسعادة موسى فقي محمد مفوض الاتحاد الأفريقي على مشاركتهما في الجلسة والإحاطة القيمة التي تقدما بها.

تأتي جلستنا اليوم استكمالاً لجلسة مجلس الأمن صباح أمس وتتشارك وتتشاطر معها في العديد من العناصر لاسيما تعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلم والأمن الدوليين وتعزيز الشراكة والجهود في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

السيد الرئيس... لقد شهد التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عملاً بالفصل الثامن من الميثاق تطوراً ملحوظاً جديراً بالإشادة والاعجاب حيث تم التوقيع هذا العام على أطر مشتركة للسلام والتنمية المستدامة فضلاً عن إضفاء الطابع المؤسسي على المؤتمرات السنوية المشتركة بين الجانبين على مستوى القمة والإعلان المشترك بشأن التعاون لدعم عمليات السلام والتعاون القائم بين المجلسين «مجلس الأمن - مجلس السلم والأمن الأفريقي» حيث تعقد الاجتماعات السنوية الدورية والتي نتطلع بأن تعقد أعمال الدورة الـ 13 لهذا العام في أديس أبابا خلال شهر أكتوبر المقبل.

وبناءً على ذلك فإننا ندعو إلى أهمية الحفاظ على الجهود المبذولة التي حققت عدة مكاسب والبناء عليها وعلى وجه الخصوص مبادرة العمل من أجل حفظ السلام بغية تمكين بعثات حفظ السلام من أن تكون أكثر كفاءة وأفضل تجهيزاً وأكثر أمناً وقوة مما يستدعي ولايات قوية من مجلس الأمن وتمويل مستدام يمكن التنبؤ به مشيدين في هذا الصدد بالتزام الاتحاد الأفريقي المستمر بتغطية 25 في المئة من تكاليف عمليات دعم السلام.

أن تضافر الجهود للاستجابة إلى التحديات التي تهدد السلم والأمن من خلال الدبلوماسية الوقائية والوساطة يجب أن تكون خط الدفاع الأول لمنع نشوب النزاعات والأمثلة على ذلك عديدة.. وفي هذا السياق فإن أفضل طريقة لإسكات البنادق على نحو مستدام هي من خلال بناء سلام دائم ومنع وقوع النزاعات من خلال العمل الدائم لإرساء قواعد السلام وهذا يأتي فقط من خلال بناء مجتمعات يتمكن فيها جميع المواطنين من المشاركة الفعالة من أجل إرساء هذه القواعد.

ومن أجل تحقيق السلام الدائم وأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 يجب معالجة الأسباب الجذرية للعنف والنزاعات قبل نشوبها.

وقد نصت أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 على عدة عوامل لتحقيق منع نشوب النزاعات وحلها بدايتها تكمن في ترسيخ ثقافة السلام والتسامح من خلال تعليم السلام للأطفال والشباب بالإضافة إلى ترسيخ مفاهيم الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة ومعالجة جذور الخلافات التي نعلم جميعا أنها متعددة ومتشابكة.

السيد الرئيس...

ولما كانت التنمية إحدى الركائز الأساسية للأمم المتحدة لإضفاء السلام المستدام بالإضافة إلى الأمن والسلم وحقوق الإنسان فقد أولت دولة الكويت اهتماماً بالغاً لهذه الركيزة وترجمت ذلك من خلال الدعم والمساهمة والشراكة مع كل الدول الأفريقية إيماناً منها بأن افريقيا هي العمق الاستراتيجي للعالم العربي خاصة وأن هناك 10 دول عربية عضوة في الاتحاد الأفريقي ومن هنا جاء تأكيد دولة الكويت في البيان الرئاسي لمجلس الأمن 2019/5 بشأن أهمية التعاون والتنسيق ثلاثياً بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بشأن قضايا السلام والأمن الإقليمية.

وكما أكد بجلاء تقرير الأمين العام السابق السيد كوفي أنان بشأن «أسباب الصراع في أفريقيا وتعزيز السلام الدائم والتنمية المستدامة فيها» بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلم بدون تنمية ولا يمكن أن يكون هناك تنمية بدون سلم فإن هذه الرؤية تتسق مع أحد المبادئ والركائز الأساسية لسياسة دولة الكويت الخارجية وعلى وجه الخصوص السياسة التنموية التي ينتهجها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ عام 1961 حيث بلغت مساهمات الصندوق التنموية لعدد 51 دولة أفريقية ما يناهز 10 مليارات دولار.

وقد أكدت الكويت في العديد من المناسبات أنها ستستمر في جهودها في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا سواء كانت عبر التعاون الحكومي أو الشعبي أو من خلال المؤسسات التابعة للصندوق الكويتي للتنمية العربية والاقتصادية الذي يعتبر أفريقيا الساحة الكبرى لأنشطته التنموية في كل المجالات «الصحة والطاقة والتربية والمياه والبنية التحتية».

كما أن مشاركة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كضيف شرف في أعمال قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في أديس أبابا في عام 2012 كأول زعيم عربي من خارج دول الاتحاد الأفريقي تأتي تجسيداً لما توليه دولة الكويت من أهمية لهذه القارة بشكل عام ولمنظمة الاتحاد الأفريقي بشكل خاص وتدلل على متانة علاقة دولة الكويت بدول الاتحاد ككل وترسخ متانة العلاقة والشراكة القائمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي التي ترجمت بعد ذلك في استضافة دولة الكويت للقمة العربية الأفريقية الثالثة في نوفمبر 2013 تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار» والتي تعهدت دولة الكويت خلالها بتقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار اضافة إلى مبلغ مليار دولار للاستثمار في البنى التحتية تحت إشراف الهيئة العامة للاستثمار.

وعلاوة على ذلك إعلان سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه عن مبادرة إنسانية سامية بتخصيص جائزة مالية سنوية لدعم الأبحاث التنموية في مجالات الغذاء والصحة والتعليم في أفريقيا بقيمة مليون دولار أمريكي تحمل اسم «جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية في أفريقيا» كمساهمة من دولة الكويت لتشجيع ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الموارد البشرية في القارة الأفريقية.

وختاماً تعوّل دولة الكويت على الأمم المتحدة وأجهزتها بأن تعمل على تعزيز قدرة الدول الأفريقية على تنفيذ مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا 2020 والتي سبق وأن أكد أهميتها مجلس الأمن في قراره 2457/2019 بالإضافة إلى تحقيق أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 والتي تتواءم وتتسق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 وذلك بالتعاون مع الدول المانحة.

وستواصل دولة الكويت من خلال عضويتها كمراقب في الاتحاد الأفريقي وبالتعاون مع دوله تعزيز قدرة الاتحاد على تجسيد رؤية السلام والتقدم والرخاء ومنع نشوب النزاعات وحلها وصون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية مع تأكيد أهمية «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية»، شكراً السيد الرئيس».

وقد ضم وفد دولة الكويت كلاً من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

back to top