أعمال نادرة تجسد مسيرة بيكاسو بمعرض في بيروت

تعرض في بيروت مجموعة أعمال نادرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو "1881-1973" تجسد مسيرة الفنان العالمي وتتوزع بين الرسوم والمنحوتات الخشبية والنحاسية واللوحات الزيتية والمحفورات.

جاء المعرض الذي افتتح في متحف سرسق في بيروت تحت عنوان "بيكاسو والأسرة" حيث يثمن أهمية العائلة في الفن وحياة الإنسان وعلاقاته بمحيطه.

وامتلأت باحة المتحف العريق بعشرات الفنانين والمثقفين والسياسيين على رأسهم وزير الثقافة محمد داود والسفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه ورئيس لجنة أمناء المتحف الوزير السابق طارق متري ومديرة متحف سرسق زينة عريضة ومدير متحف بيكاسو الوطني في باريس لوران لوبون وحفيد الفنان العالمي بيرنارد رويس بيكاسو وعقيلته ودانيال دو بيتشيوتو التي موّلت إقامة المتحف في بيروت.

يضم المعرض 20 عملاً فنياً فريداً، وقالت ياسمينا شمالي رئيسة المجموعات في متحف سرسق: "هي كلها من مجموعة بيكاسو الخاصة التي يمتلكها اليوم متحف بيكاسو الوطني في باريس، وليست شعبية ولا يعرفها إلا ندرة من محبي بيكاسو".

ويقسم المعرض إلى أربعة أقسام تلخّص مسيرة بيكاسو الفنية بطريقة التسلسل الزمني من الانطلاقة إلى الاضطرابات والألعاب إلى العائلات الخيالية التي تضمّ أعمال بيكاسو في مراحل عمره المتقدمة.

وعن اختيار الأسرة لهذا المعرض، الذي يختتم جولة عالمية لمشروع "بيكاسو - البحر المتوسط" شملت عشرة بلدان متوسطية و45 معرضاً، قالت كاميي فراسكا مسؤولة البعثات في متحف بيكاسو الوطني في باريس: "بيكاسو يقصد بمصطلح العائلة في المقام الأول المعنى الإسباني للكلمة أي الحلقة الضيقة والحميمة والكتومة التي هي مصدر خصب للإلهام من أجل الخوض في مواضيع مثل حب الأنوثة وصورة الثنائي وألغاز الطفولة والسعادة البسيطة المستمدّة من تشارك الأشياء مع الآخرين أو حتى مهابة اللحظات الخاصة".

وأضافت فراسكا: "العائلة هي أيضاً وسيلة اكتشاف مواضيع أكثر كونية مثل قساوة الحرب والوقت الذي ينقضي وحتى التأمل في تاريخ الفن ودوافعه".

وذكرت أنه "من خلال هذا المنظور تُقدّم أعمال الفنان الإسباني في إطار متميز أبعد من أطار الحقبات والأساليب، لكنه يتصف بالطابع الفوري للإبداع".

من جهتهم، أثنى الحاضرون على استضافة متحف "سرسق 20 "عملاً فريداً من مجموعة الفنان العالمي الخاصة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يستضيف فيها بلد عربي أعمال بيكاسو.

وقال مدير متحف بيكاسو الوطني في باريس لوران لوبون: "هذا المعرض هو الأكثر رمزية لمشروع "بيكاسو والبحر المتوسط" لأنه في بيروت أول عاصمة عربية تزورها أعمال بيكاسو".

واتسم المعرض بمهنية عالية تبدأ باختيار قاعة أشبه ببيت صغير موزّعة فيه الغرف مع باحة صغيرة، تماهياً مع فكرة المعرض "بيكاسو والأسرة" إضافة إلى جمالية توزيع الأعمال بشكل لائق يسمح لكل عمل أن يأخذ مداه وحقّه.