الدبلوماسيون الكويتيون وما يكتبون
لدينا في الكويت ثروة بشرية لم تستغل الاستغلال الأمثل، وهم أصحاب الفكر والأدب والدبلوماسية، وذوو الخبرة في جميع المجالات، وقد اخترت شريحة من هؤلاء لكي أتحدث عن نشاطاتهم وأفكارهم التي صاغوها عبر الورق، والتي بقيت شاهدة على إبداعهم وتميزهم، هؤلاء هم الدبلوماسيون الكويتيون. ولو تحدثنا عن نشأة وزارة الخارجية الكويتية لوجدنا أن هناك من أبدعوا في المجال الدبلوماسي، وفي الوقت نفسه أبدعوا في مجالات أخرى، فهناك المرحوم جاسم القطامي أول وكيل لوزارة الخارجية، ولو أنه لم يمكث كثيراً في عمله فإنه قام بمجهود كبير أثناء أزمة عبدالكريم قاسم، ثم اتجه للعمل البرلماني وتبعه آخرون. من الذين كان لهم نشاط يجب أن يذكر في تأليف الكتب وكتابة المقالات المرحوم السفير عبدالله زكريا الأنصاري ومؤلفاته الأدبية، والمرحوم السفير محمد أحمد المشاري، والمرحوم السفير يعقوب الرشيد اللذان برعا في الشعر، والمرحوم عبدالله السريع الذي كتب مذكراته وعمله بالسودان، والمرحوم حمد السعيدان الذي ألف الموسوعة الكويتية. والمرحوم السفير طلعت الغصين الذي كتب مذكراته في الدول التي عمل بها، ونجد أيضا أن هناك دبلوماسيين برعوا في مجالات أدبية وفنية كالمرحومين السفراء عبدالعزيز حسين والسفير عبدالعزيز الصرعاوي والسفير حمد الرجيب.
وفي الفن برز المرحومان السفير علي زكريا الأنصاري والسفير قاسم الياقوت، وأذكر كذلك من كان له دور في المساهمة والعمل في مساعدة دول الخليج قبل استقلالها، وكان له نشاط ومؤلفات كالمرحوم السفير بدر خالد البدر والمرحوم السفير أحمد السقاف والمرحوم السفير عبدالله أحمد حسين الرومي صاحب المقالات ذات النهج العروبي وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة في الكتابة عنهم. ولو تحدثنا عن الدبلوماسيين في العصر الحاضر لوجدنا أن عدداً منهم قد أثروا المكتبة بكتبهم التي وضعوا عصارة جهدهم وتجربتهم فيها، سواء عن طريق تأليف الكتب أو الكتابة بالصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي، وأذكر من هؤلاء السفير محمد السداح والسفير عبدالله بشارة والسفير سليمان الشاهين والسفير عيسى العيسى، والسفير منصور العتيبي والسفير عادل العبدالمغني والسفير خالد مقامس. والذين ساهموا بخبرتهم وآرائهم في مجال عملهم أو في مجالات أخرى أذكر منهم السفير فيصل الغيص، والسفير أحمد غيث، والسفير يوسف العنيزي، والسفير محمد البلهان والسفير محمد البدر والسفير أحمد الدواس والسفيرة كوثر الجوعان وغيرهم. أما الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي ويعبرون عن آرائهم في مواضيع شتى فهم السفير سليمان المرجان والسفير جمال النصافي، وليعذرني من كان له نشاط من الدبلوماسيين ولم أذكره، فكل هذا يدل على أن لدينا ثروة كبيرة كانت ومازالت في وزارة الخارجية تحتاج إلى تشجيع وتقدير واحترام.ولي نصيحة أقدمها لإخواني وأخواتي المتقاعدين من وزارة الخارجية أن يكتبوا كثيراً، ويؤلفوا كتباً أكثر يضعون عصارة تجربتهم وخبرتهم الثرية، ويعبروا عن آرائهم بالأحداث العالمية، وكتابة المذكرات وتجربة كل سفير في الدول التي عمل بها، لأنهم يعبرون عن آرائهم الشخصية لا الرسمية، لأنهم متقاعدون ولهم مطلق الحرية للتعبير عن آرائهم مع علمهم بأنهم لن يتطرقوا للأمور التي تتعلق بأمن الكويت ومصالحها وعلاقاتها مع الدول الأخرى. وعلى وسائل الإعلام الكويتية من إذاعة وتلفزيون، وهذا ينطبق على الإعلام الخاص من فضائيات وصحف ومجلات ووسائل تواصل اجتماعي، أن تستضيف هؤلاء الدبلوماسيين المتقاعدين وتستفيد من خبرتهم، وأيضا الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة عليها أن تستفيد من هؤلاء الدبلوماسيين أصحاب الخبرة لأنهم لا يقلون أهمية عن الأساتذة الزائرين. فيا إخواني الدبلوماسيين المتقاعدين الأعزاء شمروا عن سواعدكم وأمسكوا بالقلم والورقة وخطوا بأناملكم ما تجود به قريحتكم، والله يحفظكم. * في الأسبوع الماضي فقدنا أخاً عزيزاً عمل في وزارة الخارجية مدة طويلة كان مثال الجد والاجتهاد والإخلاص في عمله بالشؤون الإدارية والمالية، وهو الأخ العزيز المرحوم علي مقصيد أمين الصندوق، وكان بالفعل أميناً، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وأحر التعازي القلبية لأسرته الكريمة.