كتبت في الأسبوع الماضي مقالاً أوضحت فيه عدم وجود فرق بين معسكري نتنياهو وغانتس، في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وأن كلا المعسكرين ينفذان ويسعيان إلى تكريس نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني.وحيث إن الذاكرة تكون ضعيفة أحيانا، ولأنني شعرت أن بعض السياسيين يوهمون أنفسهم بإمكانية التفاوض مع معسكر غانتس إن تولى الحكومة، فقد قررت أن أعرض اليوم نماذج لمواقف قادة معسكر غانتس، أي قادة جيش إسرائيل الثلاثة غانتس ويعالون وأشكنازي، بالإضافة إلى وزير مالية إسرائيل السابق يائير لبيد:
وأبدأ بالتذكير بأن يعالون قاد كنائب لرئيس الأركان، ومن ثم كرئيس لأركان جيش الاحتلال ابتداء من يوليو 2002، عملية إعادة اجتياح الضفة الغربية وحصار الشهيد ياسر عرفات، وأن غانتس كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي منذ عام 2011 حتى عام 2015 وبالتالي قاد عدوانين كبيرين على قطاع غزة في عامي 2012 و2014.وهو مسؤول مباشر وبالكامل عن جرائم الحرب المنظورة أمام محكمة الجنايات الدولية، والتي ارتكبت ضد قطاع غزة خلال عدوان عام 2014 تحديداً.غانتس قال في نهاية العدوان "أفتخر بإعادة غزة إلى العصر الحجري"، ووصفته صحيفة هآرتس "بأنه يتبنى المواقف نفسها التي كان يرددها نتنياهو خلال العقد المنصرم"، ويوصف بأنه "داعية لسياسة أكثر عدوانية تجاه قطاع غزة، ومناصر شديد لتوسيع الاستيطان".وغانتس نفسه قال "لن نعود إلى حدود عام 1967 وستبقى القدس موحدة"، وعند عرض برنامجه الانتخابي قال غانتس "سنعزز الكتل الاستيطانية ولن نترك هضبة الجولان أبدا، وسيكون غور الأردن حدودنا"، وأضاف "لن نسمح لملايين الفلسطينيين خلف الجدار بتعريض هويتنا كدولة يهودية للخطر"، وأضاف قاطعاً الشك باليقين "غور الأردن والكتل الاستيطانية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية"، وتلك صورة أخرى لما أعلنه نتنياهو "بضم الأغوار وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات".أما يعالون فسجله حافل بالتصريحات العدوانية والعنصرية، إذ قال عام 2017 إنه "يعارض بشدة إخلاء المستوطنين ويدعم تعزيز المشروع الاستيطاني" ودعا إلى "توطين مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية"، وأكد رفضه المطلق لإقامة دولة فلسطينية وقال "لن يحصل الفلسطينيون إلا على حكم ذاتي فقط"، مؤكداً "استحالة الوصول إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين".وفي عام 2019 قال يعالون "للدولة اليهودية الحق في الاستيطان في كل جزء من أرض إسرائيل"، وعندما سُئل من صحيفة تايمز أف إسرائيل "إن كان سيدعم حل الدولتين، أجاب بلا"، وفي يوليو من العام نفسه قال يعالون "السيادة على الضفة الغربية وخاصة المستوطنات ستبقى لإسرائيل"، وفي عام 2002 وأثناء قيادته للبطش بالانتفاضة الثانية واجتياح الضفة الغربية قال يعالون "الإرهاب الفلسطيني يشكل أكبر خطر بسبب خصائصه السرطانية" واصفا النضال الفلسطيني بـ"السرطان الذي يجب أن يعالج بالبتر أو بالعلاج الكيماوي"، واشتهر يعالون كذلك بتصريحه ضد حركة السلام الآن، حيث وصفها "بالفيروس".وتفاخر في مقابلة تلفزيونية في ديسمبر عام 2017، "بأنه شارك في إعدام القائد الفلسطيني أبو جهاد في تونس عندما قاد وحدة الكوماندوس التابعة للأركان "سايريت ماتكال"، وألمح إلى "أنه كان هو الضابط الإسرائيلي الذي اقترب من الشهيد أبو جهاد وهو غارق في دمائه وأطلق على رأسه رصاصة للتأكد من وفاته". أما الضابط الثالث في تحالف أزرق أبيض أشكنازي فقد قال "يجب التأكيد على استمرار سيطرة إسرائيل على الأغوار"، وعندما سُئل حول "حل الدولتين أو الدولة الواحدة" قال "أنا مع دولة إسرائيل".يبقى يائير لبيد، الذي أكد "لا حق عودة للاجئين الفلسطينيين"، وطالب بما جاء به لاحقاً فريق ترامب "بإلغاء صفة اللاجئين الفلسطينيين وبتفكيك وكالة الأونروا"، ونفى وجود 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وشدد على "أنه لا تقسيم للقدس".لبيد هو الذي قال إن "الإرهاب مستوطن في عقول الفلسطينيين وإنهم بحاجة إلى علاج نفسي"، وهناك المزيد والمزيد من التصريحات العنصرية والعدوانية لمن يريد أكثر.ليس الفلسطينيون من هم بحاجة لعلاج نفسي، بل أولئك الإسرائيليين الذين تشربوا العنصرية البغيضة، وأولئك الذين يدعمونهم ويتسترون عليهم، وكل ما ذكر من تصريحاتهم يكفي لإزالة كل وهم بإمكانية التفاهم أو الوصول إلى حلول وسط معهم.* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينيـة
مقالات
مــن فمهـم أدينهــم
29-09-2019