«الدائرة السادسة» رسائل سياسية في قالب كوميدي ساخر
المسرحية قدّمت عروضها ضمن فعاليات مهرجان «ليالي كوميدية» على مسرح التحرير
تابع الجمهور تجربة الفنان جمال الردهان الجديدة في "ليالي كوميدية" من خلال مسرحية "الدائرة السادسة".
قدمت شركة "إندبندس" للإنتاج الفني مسرحية الدائرة السادسة، تحت مظلة مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دورته الرابعة، التي تقام فعالياتها على مسرح التحرير في كيفان.شهد العرض حضورا جماهيريا كبيرا، جاء مدفوعا بشغف التعرف على جديد بطل العمل الفنان جمال الردهان، فضلا عن قيادات المجلس الوطني والمهتمين بالمسرح.وقبل بدء العرض، حرص مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري على تكريم ممثلي فرقة "إندبندس" لمشاركتهم في النسخة الجديدة من "ليالي كوميدية".
وعلى مدار ساعة ونصف الساعة تقريبا، تابع الجمهور عملا مسرحيا كوميديا ساخرا قائما على قصة فانتازية أرسى قواعدها الكاتب بندر السعيد، عندما اختار حلبة صراع وهمية بين أبطال قصته، وهي "الدائرة الانتخابية السادسة"، التي لا وجود لها على أرض الواقع، والأمر نفسه انسحب على أسماء الشخصيات وأزيائهم.وانتهج الكاتب أسلوب المبالغة، سواء في حوارات الشخصيات أو حركاتهم أو علاقاتهم الإنسانية للإمعان في السخرية، ولعل المتابع لتجربة السعيد كمؤلف يلمس هذا الحس في جميع أعماله الفنية، إذ يعتمد الكوميديا كأسلوب لإيصال رسالة، وليست كهدف.بندر كاتب مهموم بقضايا وطنه، وفي كل مشروع فني يوظّف قالبا مختلفا يعود إلى التاريخ تارة ويختلق مملكة وهمية تارة أخرى، وأخيرا يستحدث دائرة انتخابية في عالم مواز يسقط خلالها على قضايا آنية يعانيها الشارع الكويتي، أهمها الفساد بمختلف أشكاله.
تركيبة معقّدة
وفي "الدائرة السادسة" يستعرض السعيد، بذكاء، التركيبة المعقّدة للمجتمع الكويتي، والتي تؤثر بشكل أو بآخر في العديد من الأمور، ومنها تعدّد الجاليات التي تعيش على أرض الكويت، وذلك من خلال زواج بطل العمل جمال الردهان أو "مفلس" بامرأتين من جنسيتين مختلفتين، ونتج عن ذلك ابناه، وكل منهما يحمل خلفية ثقافية مختلفة عن الآخر.وعلى صعيد الإخراج، وفّق علي جاسم في تقديم رؤية تتسق ونص السعيد، بدءا من السينوغرافيا بجميع مكوناتها كأزياء مستوحاة من الخيال، مرورا بأداء الممثلين الذي حمل طابع المبالغة، وهو أمر مقصود للإمعان في السخرية، واستخدامها أداة لتمرير العديد من الرسائل، وصولا الى الديكور الذي كان رمزيا إلى أبعد الحدود، فقد استخدم المخرج السلالم الخشبية في جميع أرجاء المسرح، لتأكيد فكرة الوصولية، فضلا عن تقسيم المسرح إلى جانبين، كل فريق من المتصارعين والساعين للوصول الى مجلس الأمة تمركز في أحدهما، وتبادلا الأماكن طوال العرض.أخيرا عنصر التمثيل، وهو أحد أهم النقاط المضيئة، فالردهان بتاريخه وحضوره لا يختلف على أدائه اثنان، إذ يعرف كيف يضيف إلى أي شخصية لمسة مختلفة.وعلى الجانب الآخر، كان للشباب حضور جيد في هذا العمل، بدءا من محمد الفيلكاوي، مرورا بالممثلة الشابة هبة حمادة، وغيرهما.دائرة انتخابية
وتدور أحداثه حول دائرة انتخابية وهمية تابعة لمجلس الأمة، يخوض فيها أحد زعماء العصابات الانتخابات دفاعا عن حقوق اللصوص، وعلى الجانب الآخر ينافسه جاره للدفاع عن حقوق النصابين، ليسقط كلاهما في الانتخابات، في حين يقتنص المقعد منافس ثالث انتهج طريق شراء الذمم والأصوات، لنكشف أن هذا الشخص استطاع شراء أصوات منافسيه وأسرهم».ونتابع في الفصل الثاني كيف تشكِّل الحكومة الوزارة، إذ يتم توزير أحد أفراد العائلتين المتنافستين في الانتخابات، وتتوالى الأحداث، ليسدل الستار على الشرطة وهي تلقي القبض على الجميع».ومسرحية «الدائرة السادسة» بطولة النجم جمال الردهان، ويشاركه مجموعة من الوجوه الشابة، هم: محمد الفيلكاوي، وهبة حمادة، ويوسف المطر، وجاسم البلوشي، وهيام الحسن، وبجاد محمد، ومحمد الصراف، ومدير الفرقة خالد شاهر، الإضاءة علي الفضلي، وصوت محمد مهنا فوزي، وديكور محمد الرباح، ومخرج منفذ جاسم العازمي، وإشراف إداري معصومة عبدالكريم، وإشراف فني ثامر العسلاوي، ومن إخراج علي جاسم، والتأليف والإشراف العام لبندر السعيد، والعمل من إنتاج شركة اندبندنس (بندر السعيد - معصومة عبدالكريم).