هل استعاد لبنان المبادرة في أزمة الدولار بعد تنصله منها؟

نشر في 29-09-2019
آخر تحديث 29-09-2019 | 00:03
سائقي السيارات يملأون محطة بنزين في العاصمة اللبنانية بيروت
سائقي السيارات يملأون محطة بنزين في العاصمة اللبنانية بيروت
على وقع "أزمة الدولار" الغامضة التي أصابت لبنان، غاب النشاط السياسي عن القصر الجمهوري، أمس، وانصرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى متابعة ما استجد من أزمات خلال وجوده في نيويورك ومشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت مصادر سياسية، إن "الرئيس عون اجتمع الى مستشاريه الماليين والاقتصاديين وبعض المعاونين من رجال الأعمال واطلع منهم على مسببات الأزمة النقدية وما نتج عنها من مشكلات أدت إلى أزمة دولة في الأسواق وصعوبات في استيراد المواد الحياتية والأساسية المتصلة بمعيشة الناس طحين – دواء – محروقات".

وأضافت أن "الرئيس عون سيواصل اجتماعاته مع المعنيين الثلاثاء وقد تتوسع وتتظهر للعيان وقد تشمل الأطراف المعنية بالأزمة والحل". وأشارت إلى أن "إجراءات مالية ونقدية ستتخذ مطلع الأسبوع من شأنها أن تعيد الأمور إلى مسارها الطبيعي، ومنها التدابير التي ستتخذها حاكمية المصرف المركزي، التي وعد بالإعلان عنها الحاكم رياض سلامة".

في غضون ذلك، وضع الفريق الرئاسي البلبلة التي حصلت قبل يومين على الصعيد المالي-الاقتصادي، في خانة محاولة استهداف العهد. ورأى وزير الخارجية جبران باسيل، أمس الأول، أن "هناك فتنة جديدة تحضر هي فتنة الاقتصاد"، لافتاً إلى أن هناك مسؤولية على الدولة "لكننا نتعرض لضغط خارجي سواء في اقتصادنا أو عملتنا اللبنانية لاسيما أن هناك شركاء بالداخل يتآمرون على البلد واقتصاده".

وقال من كندا: "تخيلوا أن هناك لبنانيين يفبركون صوراً غير صحيحة ليحرضوا المواطنين على الدولة بدل أن نتضامن جميعاً لتخطي هذه المرحلة".

وأضاف: "كل ما يحصل راهنا هو محاولات لتفكيكنا من الداخل، ونعم نمر بأيام صعبة لكننا سنُفشل المؤامرات والفتن التي تحاول مسّ ليرتنا واقتصادنا".

بدوره، لم يكن الرئيس عون العائد من نيويورك بعيداً عن هذا الرأي. فرداً على سؤال عن ضغوطات خارجية تمارس على لبنان لاسيما في الموضوع الاقتصادي، أشار إلى أن "هناك بعض الضغوطات وهي ليست جديدة"، لافتاً إلى "ضرورة التريث قبل إطلاق أي موقف في هذا الخصوص وقبل تبيان الحقيقة، لاسيما فيما يتعلق بأزمة الدولار". وقال: "لن أدع لبنان يسقط. هناك ثلاثة أمور لا أكشفها وهي : نقاط ضعفي، نقاط قوتي وما أنوي فعله". وعن الوضع المالي وما حصل في أثناء غيابه في الأمم المتحدة قال: "أنا كنت في نيويورك، اسألوا المعنيين. هناك مسؤول عن النقد وهو حاكم مصرف لبنان، وهناك مسؤول عن المال، هو وزير المال. أنا لست على علم بما حصل خلال غيابي عن بيروت".

ورد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب نقولا صحناوي على عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب عماد واكيم الذي اعتبر أن الوزير باسيل يهاجم حاكم مصرف لبنان، وقال عبر تويتر" أمس: "زميلي عماد، من غير المسموح الاستمرار بإطلاق الشائعات، فهذا أول مصدر للهلع. أوقفوا حملات التضليل أو قدموا مستنداً أو دليلاً على اتهاماتكم الباطلة".

ولم يتأخر رد واكيم، الذي قال: "زميلي الحج، بالله عليك، أنتم تتكلمون عن التضليل؟ من المسؤول عمّا يسمى جيشكم الإلكتروني ومهاجمته لسلامة وغيره؟ هل نحن من تحدث عن مؤامرة كونية من الداخل والخارج؟ هل نحن من قلنا اسألوا حاكم مصرف لبنان هو مسؤول عن النقد؟"

back to top