نحن العرب عباقرة ومبدعون في تخريب جميع ما توصَّلت له البشرية من أساليب الحُكم وإدارة الدول والمجتمعات. العالم خلُص إلى أن أفضل أسلوب حُكم هو البرلمانات المنتخبة، وأفضل قيادة عن طريق تداول السُّلطة، وأنجع أسلوب للفكر ونضوج الرأي الحكيم ومراقبة انحرافات السُّلطة التنفيذية هو الإعلام الحُر.فماذا فعل العرب بتلك المسلَّمات الإنسانية؟ أصبح أغلبهم خبراء في تزوير الانتخابات وكل الأساليب الملتوية لصناعة برلمانات "أراجوزات وطراطير" يرفعون أيديهم بالعين الحمراء، ويخفضونها بثقل صُرَر المال، وتداول السُّلطة أصبح جمهوريات وراثية يتبادل فيها الابن مع أبيه السُّلطة، أو ضابط طيار مع ضابط استخبارات، وأصبحت الصناديق الانتخابية ديكوراً مكملاً، بعد أخذ التفويض من الدهماء، عقب حشدهم في الشوارع!
وأضحت الدساتير تفصَّل على حسب المدة الرئاسية التي يريدها الحاكم، أو يفسرها قاضٍ راتبه يساوي ألف ضعف راتب عامل بسيط في المصانع، فتكون النتيجة معروفة لمصلحة "الراجل الكبير"!وشكَّلوا مجالس لحقوق الإنسان والمرأة والطفل والحيوان ومنظمات للمحاسبة ومكافحة الفساد، كلها تُدار بريموت كنترول بيد الحاكم.أما عن الصحافة والإعلام، فحدِّث بلا حرج، فجُلها أدوات يتبادل لعب أدوارها بين الحاكم وأصحاب النفوذ والمال والمصالح، ومحطات التلفزيون الخاصة التي استبشرنا بها خيراً بفتح منابر للحُرية أصبحت كلها ملكاً لأجهزة الاستخبارات، أو صدى لتلفزيون الحاكم، وفنانون عرب أضحوا "مسيرات" مفاتيح توجيهها لدى فرد أمن يديرها بواسطة كم تلفون متنقل، وقوانين الجرائم الإلكترونية في كل العالم العربي تحاسب الناس على نواياهم في وسائل التواصل الاجتماعي.نحن العرب حوَّلنا كل جميل ومفيد أنتجته البشرية ويعيش به الأوروبي واللاتيني والأميركي والإفريقي إلى مسخ وأشياء مشوَّهة، ومع ذلك مازلنا مصرين على أننا الأفضل في العالم!
أخر كلام
العرب... عباقرة التخريب!
29-09-2019