• أصداء إيجابية جداً حققتها أغنية "عَ فوقة"، ما مقوّمات نجاحها؟- إضافة إلى كلامها اللافت، تميّزت الأغنية بلحنها السهل وتوزيعها الموسيقي العصري، فحققت رغم صدورها منذ شهرين فقط جماهيرية واسعة، إذ بلغ عدد متابعيها 4 ملايين مشاهدٍ، ويردّدها الجمهور في السهرات ويطالبون بها في الأعراس.
• غلب على كليب الأغنية الأسلوب العصري أيضاً، ما سبب اختياركم لهذا النمط؟- أحببت تقديم كليب يعتمد على الـanimation العصرية بعيداً من التعقيدات التقنية، لأنني لم أرغب في سيطرة الصورة على ماهية الأغنية. • ما أهمية التقنيات في تسويق أعمالكم الفنية خصوصاً في عصر التكنولوجيا؟- تغيّرت التجارة الفنية كثيراً، إذ بات من الضروري التحديث في التقنيات والتوزيع واعتماد أفكار جديدة، خصوصاً بعد رواج "السوشيال ميديا" الذي هو في متناول كل الناس وفي كل مكان.• ما مصير ألبومك الجديد الذي أعلنت تحضيره سابقاً؟- رغم جاهزية ألبومي وتكامل أغانيه، قررت اتباع طريقة إطلاق أغنية منفردة كل شهر، لإيفاء كل منها حقّها، لذا سأطلق تباعاً أغنية عراقية ومصرية وخليجية ولبنانية. الجمهور يفضّل الأغنية المنفردة، فإذا حققت إحدى الأغنيات جماهيرية شبيهة بـ "عَ فوقة"، سأمنحها المزيد من الوقت قبل إطلاق أغنية أخرى. • ما ميزة الأغنية العراقية والمصرية والخليجية؟- مادمت أغني في عالم عربي شاسع، فمن الضروري أداء أنماط غنائية مختلفة تحاكي الجمهور الذي أتوّجه إليه. لكل نمط موسيقي أسلوبه الخاص، فالراي جميل، مثل الأغنية التي أديتها للراحل الشب عقيل باللهجة الجزائرية وقد أحبها الجمهور، أما النمط الخليجي فهو طربي، والمصري منوّع ما بين الإيقاعي والطربي الجميل. لذا لكل نمط جمهوره الخاص، وأنا أحاول تقديم الأنماط الملائمة لطبقات صوتي.• عندما تحقق أغنية معينة نجاحاً لافتاً، كيف تجري التحضيرات لعمل أنجح؟- تصبح الأمور أصعب بكثير، والأمثلة في هذا الإطار كثيرة. عندما يقدّم فنان أغنية حققت جماهيرية واسعة، يجد صعوبة في إيجاد أغنية تحقق النجاح نفسه. من الصعب المحافظة على نجاح سابق، لهذا السبب نتأنى في خياراتنا التي ترتكز على ماهية الأغنية، لأي موسم ولأي جمهور، وهنا ضرورة أن يكون مدير أعمال الفنان ذكياً.• هل تأخذ في عين الاعتبار ذوق الجمهور في خياراتك؟- انطلقت بالأغاني الرومانسية "انت حياتي" و"أوّل فرصة" التي حققت رواجاً في الأعراس، وهذا اللون يفضّله الناس بصوتي، لكنني اعتمدت التنويع وصولاً إلى أغنية "عَ فوقة" بأسلوب توزيعٍ عصري جديد، برأيي عندما يحفظ الجمهور النمط الغنائي لكل فنان وما يقدّمه، عندها يمكن الحديث عن هوية فنية.• برأيك، هل سرت على السكة الفنية الصحيحة لتحقيق هوية فنية خاصة بك؟- يستغرق الفنان وقتاً طويلا حتى يحقق هوية فنية خاصة به. بعدما قدمتُ عدداً كبيراً من الأعمال أعتبر أنني على السكة الصحيحة.• درست الغناء والعزف على العود في الكونسرفتوار ونلت الميدالية الذهبية في برنامج استديو الفنّ، ما رأيك بمن يعتبر الموهبة كافية في الفن؟- يحتاج الفنّ إلى رزمة واحدة، الموهبة أولاً والدراسة ثانياً. كما يجب برأيي أن يتعلّم الفنان العزف على آلة موسيقية واحدة على الأقل، حتى يكتشف طبقات صوته. إلى ذلك يجب أن يهتم بإطلالته ورشاقته فيكون كاملاً متكاملاً.• في بداياتك الفنية لحنّت لفنانين كثيرين مثل جو أشقر وإليسا وغيرهما، هل من مشاريع في هذا الإطار؟- صحيح أنني لحنّت الكثير من الأغنيات الناجحة لكنني منذ 5 سنوات متفرّغ لمسيرتي الفنية كمغنٍ. ألحن أعمالي فقط، لأنه لم يعد لدي الوقت الكافي للتركيز على أعمال فنانين آخرين. قدّمت من ألحاني "انت حياتي" ومجنونك" و"عيونك حلوين".• هل تخصصك الموسيقي يؤثر في نوعية اختيارك لأعمالك؟- الدراسة الموسيقية والعزف مهمّان جداً لأنهما يساهمان في اكتشاف الفنان لقدراته الصوتية وطبقات صوته وما يليق به، فضلاً عن الخبرة المهمة أيضاً في هذا الإطار، وقد اكتسب بعض الفنانين خبرة مع الوقت وتثقّف موسيقياً. شخصياً تخصصت في الغناء الشرقي وأعزف العود. • كيف يحصّن الفنان نفسه في وسط مليء بالإغراءات وأضواء الشهرة والنجومية؟- ثمة تحديات وصعوبات، خصوصاً لدى الفنانين الصاعدين، سواء على صعيد الإنتاج أو اختيار الأعمال أو الانتشار، هذا المجال المهني صعب جداً يحتاج إلى متابعة كثيفة يومياً. برأيي، الفنان كأي موظفّ يجب أن يفصل حياته الشخصية عن المهنية. • صيفك اللبناني كان حافلاً بالمهرجانات، أخبرنا عنها؟- عادة أسافر لإحياء حفلات خارج لبنان، ولكن صيفي هذا العام كان حافلاً في لبنان، خصوصاً في الشهرين الأخيرين، إذ أحييت عدداً من الحفلات في الجنوب والشمال وجبل لبنان، إضافة إلى الأعراس. ومن المرتقب بدء جولة في أوروبا، هولندا، ألمانيا وبلجيكا أواخر هذا العام.• كيف يتفاعل الجمهور العربي والمغتربين في الحفلات؟- عندما أحيي حفلات في الدول العربية والأوروبية بحضور جمهور من جنسيات عربية عدّة يردّد أغانيّ ويتفاعل معي كثيراً، أشعر بالنجاح الحقيقي، لأن الفنان يلمس محبة الجمهور من نظراته وتفاعله وفرحه في الحفلات. • ثمة تداخل بين الفن والإعلام والتمثيل، هل من مشاريع في هذا الإطار؟- برأيي مجال الفن واسع، ولكل إنسان موهبة معينة، أعطيّة من الله. منذ نعومة أظفاري أغني، ولكن إن عُرض عليّ دور تمثيلي يشبهني فلا مانع، خصوصاً أنني بعد تصوير 15 "كليب" تقريباً وتجارب تلفزيونية عدّة، اكتسبت خبرة معيّنة في كيفية التعامل مع وجود الكاميرا. لكن تركيزي الأول هو على الغناء.• في ظلّ الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، كيف يتأمن الإنتاج؟ - يتأثر الفنانون إيجاباً وسلباً وفق الظروف الاقتصادية والمعيشية أولاً، إذ ينعكس هذا الأمر على عدد المهرجانات والحفلات. في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن العربي، تقلّص عدد شركات الإنتاج، فأصبح الفنان يتكّل على إنتاجه الخاص. شخصياً، أنا مستمرّ في تقديم أعمالي، رغم رداءة الأوضاع التي تؤثر بشكل أو بآخر على نفسياتنا.• ألم تلعب الظروف دوراً في اتباع طريقة الأغنية المنفردة بدلاً من إنتاج ألبوم كامل؟- صحيح. إن تلك الظروف أدّت بشكل أو بآخر إلى رواج الأغنية المنفردة بدلاً من الألبوم، إلا أنه في وجود الكم الكبير من الفنانين، لم يعد أي ألبوم يحقق النجاح، خصوصاً مع صدور كمّ كبير من الأغاني متزامنة، فلا يستطيع الجمهور متابعتها كلها، فكيف بإصدار ألبوم غنائي، لذا من المهم ترك مساحة للجمهور بين الأغنية والأخرى.• كيف تفسّر توافر هذا الكم من الفنانين؟- أرى "السوشيال ميديا" سيفاً ذا حدين، لأنه سهّل الإصدار الفني من جهة وإعطاء كل إنسان فرصته، إذ أصبح لكل منّا قناته الخاصة في منزله، فيمكن من خلال ضغطة زر الانتقال إلى النقل المباشر والتوجه إلى ملايين الجماهير، لكن من جهة أخرى بات من الصعب أن يثبت الإنسان الموهوب المتمايز نفسه في ظلّ هذه الزحمة.
توابل - مزاج
ربيع بارود: أنا على السكة الصحيحة لتثبيت «هويتي»
30-09-2019