بعد أسبوع من تقرير نشرته «الجريدة» تضمن تأكيد مصادر مطلعة تعرّض منشآتها لاختراق سيبراني، أوعز وزير النفط الإيراني بيجين زنغنه رسمياً، أمس، إلى وضع قطاع النفط في بلاده في «حال تأهّب قصوى» بمواجهة تهديدات بهجمات «مادية أو إلكترونية».

ونشر زنغنه رسالة يعتبر فيها أنه «من الضروري أن تكون كل الشركات والبنى التحتية في القطاع النفطي في حال تأهب قصوى».

Ad

وأوضح أن الاحتياطات ضرورية في ضوء العقوبات الأميركية على إيران و»الحرب الاقتصادية الشاملة» التي تتهم الجمهورية الإسلامية واشنطن بشنّها ضدها.

ويأتي ذلك في خضم تقاير عن بحث الولايات المتحدة احتمال شن هجوم إلكتروني سيبراني على إيران كأحد الخيارات المتاحة للرد على «اعتداء أرامكو»، الذي تسبب في وقف 5% من إمدادات الطاقة العالمية، واتهمت واشنطن ودول أوروبية والرياض طهران بالضلوع فيه.

وفي وقت سابق، نفت طهران تعرّض منشآتها النفطية لاضطرابات، بعد أسبوع من «هجوم أرامكو» الذي تبنته جماعة «أنصار الله» الحوثية منتصف الشهر الجاري.

الحرس وكردستان

في موازاة ذلك، أقر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بوجود «حرب سيبرانية جارية» بين إيران والولايات المتحدة، قائلا إن «أميركا هي التي بدأتها». وهدد ظريف في مقابلة مع قناة «إن بي سي» الأميركية، مساء أمس الأول، بأنه «لو بدأت أميركا الحرب ضد إيران فلن تكون هي من تنهيها».

ورداً على سؤال حول قيام طهران بهجمات سيبرانية للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية قال ظريف: «لا نرجح مرشحاً على آخر في انتخاباتكم لنتدخل فيها». وأضاف: «لا نتدخل في شؤون دولة أخرى، إلا أن حربا سيبرانية جارية والولايات المتحدة هي التي بدأت هذه الحرب بالهجوم على منشآت إيران النووية بصورة خطيرة كان بإمكانها أن تؤدي إلى مصرع الملايين».

وتأتي هذه التصريحات، في حين قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، أمس الأول، إن «إيران تتعرّض لـ 50 ألف هجوم سيبراني يوميا، ونحو 8 هجمات سيبرانية جدية سنويا».

تقييد الصواريخ

في هذه الأثناء، أكد سعيد جليلي، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في مجلس الأمن القومي أن هدف الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، من إصدار أحدث بيان لها، هو جرّ الجمهورية الإسلامية إلى اتفاق حول تقييد برنامج التسلح الصاروخي.

وقال جليلي في اجتماع أمس: «في الأيام الأخيرة، رأينا ثلاث دول أوروبية تصدر بيانًا مشتركًا يحث إيران على أنه، إضافة إلى الالتزام التام بالاتفاق النووي، يجب علينا التفاوض بشأن أنشطتنا الإقليمية وقدراتنا الصاروخية أيضًا». في إشارة إلى بيان ألماني - فرنسي - بريطاني، دان تورّط طهران في الهجوم على «أرامكو»، ودعاها إلى التفاوض بشأن برنامجها الصاروخي.

واتهم الدول الأوروبية بعدم الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها لإنقاذ الاتفاق النووي والخضوع للعقوبات والضغوط الأميركية.

اتهام الحرس

من جانب آخر، اتهم قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» العميد محمد باكبور، ممثليات وقنصليات دول أجنبية في إقليم كردستان شمال العراق بتقديم الدعم للمعارضين الإيرانيين.

وقال إن «ممثليات وقنصليات لدول أجنبية في كردستان العراق تقدّم الدعم للإرهابيين بينهم الأحزاب الكردية المعارضة».

وكشف عن اشتباك قوات «الحرس الثوري» مع 50 مجموعة مسلحة معارضة داخل إيران خلال الأشهر الـ 6 الماضية من العام الحالي.

وأضاف باكبور أن «ما لا يقل عن 100 عنصر بينهم مسؤولون وأعضاء رئيسون في الشورى المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعروف بـ «حدكا»، قتلوا في عمليات القصف التي نفذتها قوات الحرس الثوري على مواقعهم في الفترة الأخيرة شمال العراق».

نجل نصرالله

في سياق آخر، أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستقيم احتفالا لتكريم «الشهيد هادي نصرالله»، الابن البكر للأمين العام لحزب الله، الذي قتل في عام 1997 بمعارك مع القوات الإسرائيلية في لبنان.

ومن المقرر أن يجرى الاحتفال اليوم في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة، والواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب من طهران، بحضور أفراد عائلة نصرالله وشبان من 60 بلدا.

استرضاء وعدوانية

في المقابل، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن «سياسة استرضاء إيران غذت سلوكها العدائي».

وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بثّت أمس، إن «التاريخ الإيراني خلال الأربعين سنة الماضية كان تاريخا عدوانيا، خاصة ضد السعودية».

وتابع: «عندما يتحدث البعض عن إعطاء مبالغ أو حدود ائتمانية لإيران، فهذا استرضاء، وهو يشجع السلوك الإيراني». في إشارة إلى محاولة الثلاثي الأوروبي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني عبر آلية تجارية خاصة مع طهران. كما اعتبر أن الخطوة الأولى الواجب اتخاذها تجاه إيران تكمن في وقف التهدئة.

وأشار إلى أنه «يتعين على إيران أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تكون ثورة أم دولة. فإذا كانت دولة، يجب عليها عندئذ التقيد بقواعد القانون الدولي وسيادة الأمم واحترام مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».

وأكد: «لقد كنّا وما زلنا ندعو إلى بذل جهد عالمي لاحتواء السلوك العدواني لإيران».