احتشد مئات اللبنانيين، أمس، في ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت، قبل أن يتحركوا نحو مقر الحكومة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، والمخاطر التي تهدد حياتهم بعد الأزمة المالية، وتراجع سعر الليرة اللبنانية في السوق السوداء.

وطالب المتظاهرون برحيل السلطة الحاكمة التي وصفوها بالفاسدة، كما طالبوا بتحسين الأوضاع الاقتصادية، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وتغيير الحكومة وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة اللبنانية.

Ad

وبعد مرور 3 ساعات على انطلاق الاحتجاج، قطع شبان طريق الرينغ في الاتجاهين بالإطارات المشتعلة. وفي تحرك خطير، أقدم محتجون اتهمهم بعض المتظاهرين بأنهم من «الطابور الخامس»، على إشعال النار في مستوعبات قرب محطة وقود في المحلة.

وكذلك تكرر مشهد قطع الطرق في طريق المطار بالإطارات المشتعلة، وداخل نفق سليم سلام.

وقطع المحتجّون أوتوستراد طبرجا - المسلك الغربي بالإطارات المشتعلة، قبل أن يعاد فتحها من القوى الأمنية، كما قطعوا طريق المتن السريع «جبل لبنان».

وتجمع عشرات المحتجين على طريق رياق - حمص الدولي عند مفرق بلدتي بريتال والحمودية، احتجاجاً على الفساد وتردي الوضع المعيشي، ورفعوا لافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين، وتأمين الاستشفاء وفرص العمل والخدمات.

وفي صيدا نفذ العشرات من أبناء المدينة تظاهرة شعبية انطلقت من ساحة الشهداء وجالت شوارع المدينة مروراً بساحة القدس وصولاً إلى ساحة النجمة، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالوضع الحالي ورددوا هتافات مطلبية تعبر عن استيائهم من الوضع الحالي.

وفي طرابلس، انطلق عشرات الشبان من الأسواق الداخلية بمسيرة في اتجاه ساحة النور، مرددين هتافات ضد سياسة الحكومة الاقتصادية مطالبين بإسقاطها، وجابوا الشوارع وصولاً إلى الساحة، حيث تجمعوا على جوانب الطرق ووسط المستديرة، دون أن يعمدوا إلى إقفالها، وسط إجراءات أمنية لعناصر قوى الأمن الداخلي.

وتصادمت القوى الأمنية بعد الظهر مع المعتصمين وسط بيروت في محاولة منها لفتح الطريق لكنهم أصروا على إبقائها مقطوعة مما دفع الأمن إلى اعتقال البعض والاعتداء على البعض الآخر، وشهدت المنطقلة عملية كر وفر بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

وقالت مصادر أمنية لـ»الجريدة»، أمس، إن «جريحاً نقل إلى أحد المستشفيات بعدما ضرب من قبل القوى الأمنية»، مشيرةً إلى أنه في «حالة خطيرة».

وتحدث الناشط الاجتماعي جمال صالح باسم المحتجين، فقال: «تحركنا اليوم ليس موجهاً ضد شخص أو تيار معين، تحركنا في وجه الذي سرق المال العام وما زال ينصب نفسه زعيماً على الشعب». وأعلن المطالب ومنها: «تحسين الأوضاع المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، معالجة النفايات، اعتماد سياسات زراعية تحمي المزارع، محاسبة الفاسدين، وإعداد قانون انتخابي يمثل طموح الشعب».

وكان لافتاً أمس في طرابلس إزالة بعض المتظاهرين صورة رئيس الحكومة سعد الحريري وهتافات مطالبة برحيل العهد ووزير الخارجية جبران باسيل.

في سياق متصل، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، أنه «ليس من المقبول التصويب على مصرف لبنان برئاسة حاكمه رياض سلامة الذي حاز تقديراً دولياً وحافظ على الاستقرار النقدي بدل البحث عن كبش محرقة والهروب من المسؤولية ورميها على الغير»، مشيراً إلى أنه «يجب على السلطة تحمل مسؤولياتها فيما المواطن يتطلع إلى العدالة للحفاظ على حقوقه ورفع الظلم عنه».