قالت منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك)، إن أساسيات السوق ستظل قوية، على الرغم من استمرار التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي، ولا سيما في إطار التوترات المتعلقة بالتجارة، لافتة إلى أن تحالف المنتجين في «أوبك+» أكد مرارا التزامه، الذي لا يتزعزع، باتخاذ أي إجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار المستدام لأسواق النفط.

Ad

نزاهة وشفافية

وأشارت «أوبك»، في تقرير لها عن توقعاتها للسوق النفطي في المدى القريب، إلى التزام المنتجين بمبادئ النزاهة والشفافية والإنصاف، وبلورة رؤية نبيلة تحولت إلى قوة دائمة من أجل خير الاقتصاد العالمي، وكان لها تأثير إيجابي عميق على صناعة النفط العالمية.

وأضاف التقرير أن المنتجين، خلال تاريخ التعاون بينهم، واجهوا العديد من التحديات، وتعلموا الكثير من الدروس على طول الطريق، ونجحوا في النجاة من ست دورات اقتصادية في سوق النفط، على الرغم من جميع الارتفاعات والانخفاضات، وبقوا ملتزمين بالوحدة والشفافية والإنصاف.

مصدر قوة

وأكد أن المصالح المشتركة لابد أن تفوق أي اختلافات قد تكون بين الأعضاء، معتبرا أن عمل أعضاء «أوبك» معاً سيؤدي دائما إلى نتائج أكبر من الذهاب فرادى، لأن الوحدة مصدر قوة.

ولفت إلى أن هذه الفكرة باتت محركا رئيسيا ثابتا طوال تاريخ المنظمة منذ تأسيسها، وهي نتاج التعاون والحوار والتوافق، وقد كان ذلك واضحا في كل نجاح حققته «أوبك» خلال الأعوام الماضية.

وأوضح أن «أوبك» تأسست، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، وتم تسجيل معاهدة إنشاء المنظمة في الأمانة العامة للأمم المتحدة في 6 نوفمبر 1961، وكانت «أوبك» فخورة دائما بصلتها الوثيقة بالأمم المتحدة، وبدورها في النظام المتعدد الأطراف.

استقرار مستدام

وشدد على التزام «أوبك» باستقرار سوق النفط بشكل مستدام، مشيرا إلى دعم العراق «إعلان التعاون» بقوة، حيث أدت هذه المبادرة الفريدة إلى تكامل «أوبك» مع عشر دول غير أعضاء في المنظمة للعمل معاً لتحقيق توازن أكبر في السوق.

وأفاد بأن ميثاق التعاون يوفر وثيقة تمثل إطارا مؤسسيا طويل الأجل للتعاون بين «أوبك» وشركائها من الخارج، مما يسهل الحوار بين أصحاب المصلحة، ولصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.

وذكر أن هناك من يروج فكرة مغلوطة عن الانهيار الوشيك للنفط بالحديث عن ذروة الطلب، وأن الإمدادات قد تكون على وشك انخفاض طويل الأجل.

وأوضح أن توقعات نهاية النفط أثرت إلى حد كبير على الأسواق المالية، وعلى قرارات الاستثمار، وتسببت في ذعر واضعي السياسات، لافتا إلى أن هذا الأمر يعزز النقطة التي تلعب فيها المشاعر والمضاربات والشائعات أدوارا مهمة كمحركات للسوق، وغالبا ما تسبب قطعا بين الأسعار وأساسيات السوق.

ولفت الى أنه بسبب الابتكار التكنولوجي في المقام الأول لم تتحقق فكرة ذروة العرض، كما صاغها بعض الباحثين المعروفين، موضحا أن التاريخ العام لصناعة النفط والغاز استفاد كثيرا من التقدم التكنولوجي، وتم بالفعل تطوير تقنيات حديثة لتحديد الموارد الجديدة وزيادة إنتاج كثير من الحقول القائمة بالفعل.

وبين أن أحد التطورات المذهلة بشكل خاص في هذا العقد الحالي هو تغير مفهوم «ذروة النفط»، لافتا إلى أنه في بداية 2010 كانت تقارير ذروة العرض موجودة في كل مكان تقريبا، «ومع ذلك نحن على وشك الانتهاء من العقد، الذي تحول فيه هذا (القلق) المزعوم إلى مخاوف بشأن (ذروة الطلب)».

السيارات الكهربائية

وقال إن هناك من يروج لانخفاضات حادة في الطلب النفطي، وهم دعاة الطاقة المتجددة و»لوبي» السيارات الكهربائية، الذين يدافعون عن فكرة أن الهيدروكربونات على وشك الاستعاضة عنها بأشكال الطاقة المتجددة.

وبينما دعا التقرير جميع أصحاب المصلحة في صناعة النفط، خصوصا مجتمع الاستثمار وصانعي السياسات، إلى البعد عن ردود الفعل المفرطة، سواء بالصعود أو الهبوط، لافتا الى انه بدلا من ذلك يجب النظر إلى الحقائق والتركيز على الأساسيات في الأجلين القصير والطويل، أكد أن مستقبل الصناعة مشرق.

وأشار إلى أن توقعات النفط العالمية على المدى الطويل– بحسب تقديرات «أوبك»- ترجح نمو الطلب العالمي بشكل كبير في المستقبل ليسجل نحو 112 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، وسيكون هذا مدفوعا في المقام الأول بالبلدان النامية والطبقة الوسطى المتوسعة، وقفزات النمو السكاني والإمكانات الاقتصادية القوية.

ولفت إلى عدم دقة الفكرة القائلة، إن السيارات الكهربائية على وشك الحلول محل المركبات التقليدية، لأنه، وفقا لـ «أوبك»، فإن حصة «الكهربائية» لا تتجاوز 1.3 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في العالم، رغم أن معدل المبيعات الجديدة للسيارات الكهربائية مرتفع جدا.

تحسين الكفاءة

ويرى التقرير أن صناعة النفط ستستفيد كثيرا من الابتكار التكنولوجي، خاصة تحسينات كفاءة استخدام الطاقة ومعايير كفاءة استهلاك الوقود وجمع الكربون وتخزينه، وهي توفر طرقا واعدة للتوفيق بين تنمية الاستثمارات في الطاقة التقليدية والحد من المخاطر البيئية.

وأوضح أنه لسوء الحظ لا يزال فقر الطاقة آفة عصرنا، حيث يقل إجمالي عدد الأشخاص، الذين يحصلون على الكهرباء عن مليار شخص، في حين لا يزال ثلاثة مليارات شخص يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الوقود النظيف للطهي، وعلينا أن نسعى جاهدين من أجل عالم أكثر شمولية، حيث يمكن لكل شخص الوصول إلى الطاقة.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت في ختام الأسبوع الماضي بفعل تجدد المخاوف بشأن حرب التجارة الأميركية- الصينية، لكن العقود الآجلة حققت مكاسب أسبوعية، مع تسجيل برنت أكبر زيادة أسبوعية له منذ يناير الماضي.

من جهة أخرى، كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها الأسبوعي، عن استقرار الإنتاج الأميركي من الخام عند 12.400 مليون برميل يوميا، في حين تراجعت صادرات النفط الأميركية بمقدار 120 ألف برميل يوميا، لتصل إلى 3.17 ملايين برميل يوميا.

وارتفع صافي واردات النفط في الولايات المتحدة إلى 3.87 ملايين برميل يوميا، مقابل 3.43 مليون برميل يوميا.

وأما المخزونات النفطية فارتفعت بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي بعكس توقعات المحللين، كما زادت مخزونات البنزين.