آسيا تتصدر زيادة استهلاك الطاقة الدولية في 2050
تدل تقديرات الطاقة الدولية على أن مراكز استهلاكها الرئيسية سوف تنتقل بصورة تدريجية إلى آسيا، وهذه العملية المرحلية سوف تبلغ ذروتها في عام 2050 عندما تصبح الشروط الميدانية مهيأة لتحقيق تلك الغاية. وتقول دراسات نفطية، إن استهلاك الطاقة سوف يزداد بنسبة تقارب الـ 50 في المئة حتى ذلك العام مدفوعة بالدول النامية في آسيا، بحسب أرقام ادارة معلومات الطاقة الأميركية التي نشرت الأسبوع الماضي. وبحسب تلك المعلومات الميدانية، فإن القطاع الصناعي – بما في ذلك التكرير والتصنيع والتعدين والبناء والزراعة – سوف يشكل أكثر من نصف استهلاك الطاقة العالمية التي سوف ترتفع بأكثر من 30 في المئة خلال الفترة بين عامي 2018 و2050.
وسوف يزداد استخدام الطاقة في وسائل المواصلات أيضاً، وربما بحوالي 40 في المئة، بحسب تقديرات ادارة معلومات الطاقة الأميركية مع توقع أن تشهد الدول النامية نمواً أكثر قوة في ميادين السفر والشحن، وبقدر يفوق الكثير من الدول المتقدمة. وفي الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتوقع أن يرتفع استهلاك الطاقة في قطاع المواصلات بحوالي 80 في المئة حتى عام 2050.في غضون ذلك، سوف يزداد استخدام الطاقة الكهربائية أيضاً في قطاع المواصلات مع زيادة عدد السيارات الكهربائية، التي سوف تنضم إلى أسطول السيارات العالمية والتوسع في استخدام الكهرباء في الخطوط الحديدية. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، «إن النمو السريع في توليد الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة – بما في ذلك الرياح والشمس والطاقة الهيدروكهربائية – هي مصادر الطاقة الأسرع نمواً خلال الفترة بين عامي 2018 و2050 كما أنها سوف تتجاوز البترول والمواد المماثلة بحيث تصبح مصدر الطاقة الأكثر استعمالاً كمرجع للأسعار».وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية سوف ينمو استهلاك مصدر الطاقة المتجددة بنسبة تصل إلى 3.1 في المئة سنوياً حتى عام 2050 مقارنة مع 0.6 في المئة في النمو السنوي للبترول والسوائل الاخرى و0.4 في المئة للفحم و1.1 في المئة من النمو السنوي لاستهلاك الغاز الطبيعي.من جهة أخرى، ذكرت شركة «بي بي» في أحدث تقرير لها عن وضع الطاقة العالمية حتى عام 2040 وأصدرته في وقت سابق من هذه السنة، أن نسبة النمو في استهلاك الطاقة سوف تعتمد على كل القطاعات الرئيسية، إضافة إلى أن قطاعي الصناعة والبناء سوف يشكلان ثلاثة أرباع الزيادة في الطلب على الطاقة، وهي نسبة تعتبر عالية في ظل الأجواء الجيوسياسية في عالمنا اليوم. وإذا أردنا الحساب على أساس إقليمي أو مناطقي، فإن كل النمو في الطلب على مصادر الطاقة سوف يأتي من الدول النامية السريعة النمو بقيادة الهند والصين، ويرى تقرير الشركة البريطانية أن مستقبل الطاقة ولأول مرة ربما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يتوقف على التطورات الجيوسياسية في العالم.ويشار في هذا الصدد أيضاً إلى ما نشهده في الوقت الراهن من حروب وأعمال عنف وفوضى في ليبيا وشمال إفريقيا، وما يشبه التوقف في صادرات النفط من فنزويلا وإيران بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليهما، والشكوك المتعلقة بسلامة الشحنات عبر مضيق هرمز إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق إقليمي – دولي يضمن حرية الملاحة فيه، وهو ما لم يتأكد بصورة قاطعة حتى اليوم على الرغم من مبادرات حكومات جبل طارق والمملكة المتحدة وإيران لتحقيق تلك الغاية.