قد لا تملك العداءة الجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس المتوجة بذهبية سباق 100 م في بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة، القوة الإعلامية لمواطنها الأسطورة أوساين بولت، لكنها بنت سجلا خارقا على المضمار. أما خارجه فهي ناشطة اجتماعياً لأنها تكافح ضد الفقر وتقوم بمساعدة المنظمات الخيرية.على الرغم من إحرازها اللقب العالمي أربع مرات وذهبيتين أولمبيتين، فإن فرايزر-برايس تتميز بالتواضع الكبير بعيدا عن الاضواء. هي سفيرة لمنظمة اليونيسيف، حيث تدافع عن تأمين ظروف أفضل للولادة في جامايكا، لا سيما أنها تحمل اجازة من جامعة التكنولوجيا لتطوير الطفل والمراهقين.
وتعشق فرايزر-برايس القيام بأعمال نبيلة، وقال الأب ونستون جاكسون لصحيفة "ذي غلينر" الجامايكية عام 2012 "شيلي آن تعمل في الظل، وراء الكواليس. إذا قررت مساعدة أحد الأشخاص فإنها تقوم بذلك بشكل بعيد عن الأضواء، لا تحب إثارة الضجة".ويعود العمل الذي تقوم به تجاه الاطفال الى اجواء العنف التي عاشتها في منطقة ووتر هاوس في كينغستون عاصمة جامايكا، حيث كان أحد اقربائها ضحية ذلك. لكن شيلي رفضت أن تقف مكتوفة الأيدي.تملك فرايزر-برايس قوة ذهنية حديدية ورثتها عن والدتها ماكسين التي أشرفت على تربيتها، إلى جانب شقيقين لها، وقالت لها بالحرف الواحد: "انت تملكين الموهبة، فاذهبي واستعمليها".
أفضل رقم هذا العام
وجسدت فرايزر-برايس هذه الذهنية القوية من خلال عودتها المظفرة إلى المضمار، بعد غياب قرابة سنتين بسبب وضع مولودها خلال بطولة العالم لألعاب القوى في لندن عام 2017، فهي لم تكتف بإحراز ذهبية بطولة العالم للمرة الرابعة بعد أعوام 2009 و2013 و2015 بل حققت أفضل رقم هذا العام مسجلة (10.71 ثوان).وقالت الفائزة التي حملت طفلها زيون وطافت به في أرجاء استاد خليفة الدولي في الدوحة، بعد تتويجها: "أنا مغتبطة لأني أقف هنا كبطلة للعالم مرة جديدة، بعد ان وضعت طفلي". وأضافت: "لم اتمكن من النوم ليلة البارحة. المرة الأخيرة التي تواجدت فيها في بطولة كبيرة كانت في الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو عام 2016".وكشفت عن الصعوبات التي رافقتها خلال غيابها قائلة "لم تكن العودة سهلة على الإطلاق. أمضيت 13 ساعة في غرفة العمليات عندما أنجبت طفلي وخضعت لجراحة قيصرية، وغبت حوالي 10 اسابيع لم أتمكن فيها من ممارسة أي نوع من الرياضة".وأضافت "كما ان الامور كانت صعبة من الناحية الذهنية لأنك عندما تبلغ الثلاثين من العمر تبدأ بالقلق حول العودة والخوف بألا تكون بالمستوى ذاته".وتابعت "أتذكر تماما عام 2018 عندما عدت الى التمارين، لم تكن لدي القوة للانطلاق وكانت قواي تنهار بعد مرور 30 مترا. كنت مضطربة واحتجت الى بذل جهود شاقة لوضع الامور في نصابها".وتأمل فرايرز-برايس أن يكون ما حصل لها درسا لمجتمعها بقولها "اقوم بزيارة ابناء منطقتي، وأريد أن اعطيهم الامل، أريد من شبان منطقتي ان يدركوا أن كل شيء ممكن".ولم تتمتع عائلة فرايزر-برايس بالرفاهية، وقالت البطلة العالمية في هذا الصدد "كانت الوالدة تعمل كبائعة في الشوارع لكي تؤمن لنا الذهاب الى المدرسة. كان الأمر صعبا بالنسبة اليها. في بعض الاحيان لم يكن لدينا ما يكفي لكي نأكل، كنت أذهب الى المدرسة من دون نقود".لم تصغ فرايزر-برايس الى الانتقادات التي واجهتها والشكوك حول عدم قدرتها على العودة وتحقيق النجاح، لكنها أسكتت منتقديها بفضل العزيمة الكبيرة لديها.