قدمت فرقة المسرح العربي عرض" قابل للانفجار" ضمن فعاليات مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية" الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، واكتملت الصورة، مساء أمس الأول، عندما توافد على مسرح التحرير في كيفان حشد من الجمهور لمتابعة ثالث عروض الدورة الرابعة.

وقبل بدء العرض، كرم مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي الفنان أحمد الشطي على المشاركة الفاعلة للفرقة في هذا العرس المسرحي، الذي أضحى متنفساً للفنانين الشباب ليقدموا أنفسهم ويستعرضوا مواهبهم لاسيما مع تحرر المهرجان من المنافسة وقيود الجوائز التي تضع عبئاً على كاهل الفنانين وتنعكس بطبيعة الحال على الأداء.

Ad

كذلك يتيح المهرجان الفرصة أمام كل فرقة لتقديم عرضين، وهو أمر إيجابي يفسح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الجمهور لمشاهدة العروض.

تجربة واعدة

وبالعودة إلى "قابل للانفجار" التي تعتبر تجربة واعدة لفرقة المسرح العربي من تأليف روبير بيك وبيير فيراري ومن إعداد صالح الدرع ومن إخراج عيسى الحمر ومن بطولة صالح الدرع وسارة رشاد وأمير مطر ويعقوب حيات وآية الغمري وعبدالله البلوشي وبمشاركة الفرقة الموسيقية المكونة من باسم نبيل وعبدالله الخالدي وعبداللطيف الجوهر.

مقومات النجاح

ومع وصولنا إلى العرض الثالث من الليالي الكوميدية نستطيع الجزم بأن "قابل للانفجار" حمل بين ثناياه مقومات نجاحه بتكامل وتناغم عناصره المختلفة، بدءاً من الفكرة التي استقاها المعد من نص عالمي، واستطاع الدرع أن يعرّبها ويسقطها على واقعنا المعاش بحرفية عالية مستخدماً العربية الفصحى التي تخللتها بعض الجمل الحوارية الاعتراضية باللهجة المحلية، وهو أمر إيجابي أدخل الجمهور في أجواء العرض سريعاً وأشعرهم بأنهم جزء من الحكاية وأنها ليست بغريبة عن واقعهم كذلك تعريب أسماء الشخصيات عزز من هذه الفكرة.

بينما على صعيد الإخراج قدم الحمر أوراق اعتماده كمخرج متمكن من أدواته يجيد توظيف كل العناصر ويمزج بينها في منظومة تسير بتناغم شديد وهو أمر نفتقده في مثل هذه العروض بدءاً من خيار الحمر أن يستعين بفرقة موسيقية حية على يسار المسرح لتبدأ عزفها قبل أن يرفع الستار بينما جلس الفنان عبدالله البلوشي على يمين المسرح في حالة سكون في انتظار إشارة المخرج لبدء العرض تلك اللمسات التي تكسر الحاجز بين الخشبة والمتلقي وتشركه مبكراً في اللعبة المسرحية قبل حتى أن يبدأ العرض.

الانسجام

وعلى مستوى التمثيل راهن المسرح العربي ممثلاً في المخرج الحمر على مجموعة من الشباب على تفاوت خبراتهم، لكن كان لهم حضور مؤثر وظهر مدى اشتغال المخرج عليهم وحرصه على خلق حالة من الانسجام بينهم خصوصاً ثنائية الدرع وآية الغمري من جهة وسارة رشاد ويعقوب حيات من جهة أخرى، بينما كان استحق الفنان أمير مطر أو "آدم" أن يكون جوكر هذا العمل بما يمتلكه من كاريزما وحضور وخفة ظل وظفه المخرج بذكاء ضمن السياق الدرامي للأحداث.

تلك التركيبة التي نتج عنها مجموعة من المواقف الساخرة التي تعتمد على كوميديا الموقف بعيداً عن الاستهزاء بالأشخاص أو "الافيهات" المستهلكة أو استخدام إيحاءات خادشة للحياء، في حين اكتملت الصورة مع سينوغرافيا مميزة تضافرت فيها عناصر الديكور الذي صمم بذكاء وتم توظيفه في المشاهد المختلفة كذلك الإضاءة ودلالتها المختلفة والمؤثرات الحية من قبل الفرقة الموسيقية التي كان لها دور فاعل.

ورغم هذا المجهود الكبير على الخشبة من الممثلين وإضافة مجموعة من المشاهد التي لم تكن متاحة في النص الأصلي خصوصاً مشاهد

"الفلاش باك" ومنها زواج عقيل ووداد أو مشهد التعارف وغيره، لكن تلك الإضافات أثرت على العرض إذ شابه التطويل وكان يمكن التحرر من بعض تلك المشاهد واختزال حوارات كثيرة بين أبطال المسرحية الأربعة، ويبقى أن واحداً من أبرز المشاهد في العمل هو زواج عقيل ووداد إذ كان المشهد ثرياً بالمواقف الكوميدية بين أبطاله لاسيما أمير مطر في شخصية المأذون.