ترامب يحذّر من «حرب أهلية» في حال نجاح إجراءات عزله

• الرئيس الأميركي عن «المُبلِّغ»: من حقّي لقاؤه... وتنتظره عواقب وخيمة
• شيف: «الكونغرس» مصمم على الاستماع لمكالماته مع بوتين وزعماء آخرين

نشر في 01-10-2019
آخر تحديث 01-10-2019 | 00:03
ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني في صورة أرشيفية خلال لقائهما في نادي الغولف الذي يملكه الرئيس في نيوجيرسي (أ ف ب)
ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني في صورة أرشيفية خلال لقائهما في نادي الغولف الذي يملكه الرئيس في نيوجيرسي (أ ف ب)
حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من «حرب أهلية» في حال تمكّن الديمقراطيون من عزله على خلفية القضية التي باتت معروفة بـ «فضيحة زيلنسكي»، بينما أعلن قيادي ديمقراطي في «الكونغرس» أن الأخير مصمم على الاستماع لمكالمات الرئيس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين.
حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من "حرب أهلية" في بلاده إذا تمكّن الديمقراطيون من تنحيته من منصبه، بسبب إجراءات يتخذها مجلس النواب بهدف عزله على خلفية المكالمة الهاتفية بينه ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يوم 25 يوليو.

واقتبس ترامب كلمات مستشاره الديني، القس روبرت جيفريس، قائلاً: "لا تستطيع نانسي بيلوسي والديمقراطيون إقالته من منصبه، وهم يعلمون أنهم لم يتمكنوا من التغلب عليه في 2016 ضد هيلاري كلينتون، وهم يدركون بشكل متزايد حقيقة أنهم لن يفوزوا عليه في انتخابات 2020". وأضاف: "هذه الإقالة هي الأداة الوحيدة التي يستطيعون التغلب عليه بها، والديمقراطيون لا يهتمون إذا أحرقوا ودمروا هذه الأمة، إنهم يعرفون أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الرئيس ترامب هي التغلب على هيلاري في 2016".

وتابع: "هذه هي الخطيئة التي لا يمكن تجاهلها، والتي لن ينساها الديمقراطيون، وإذا نجح الديمقراطيون في إقالة الرئيس من منصبه سيتسبب ذلك في اندلاع حرب أهلية لن تخرج منها أميركا أبدا".

وبدأ مجلس النواب إجراءات مساءلة ترامب إثر اتهامات له بسوء استخدام سلطاته من خلال الضغط على نظيره الأوكراني، كي يجري تحقيقا بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية في 2020، جو بايدن.

ترامب

الى ذلك، قال الرئيس الأميركي إنه يريد مقابلة المُبلّغ المجهول الذي كشف عن مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكراني.

وكتب ترامب على "تويتر" أمس الأول، "على غرار أيّ أميركي، من حقّي أن ألتقي بمَن يتّهمني، لاسيما عندما يقدم محادثة مثالية مع زعيم أجنبي بطريقة غير دقيقة ومزيفة تماما، وبأيّ شخص زوّده بالمعلومات". وأضاف محذرا: "هل كان هذا الشخص يتجسّس على رئيس الولايات المتّحدة؟ عواقب وخيمة".

شيف

الى ذلك، أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديمقراطي آدم شيف، إن لجنته توصّلت إلى اتفاق مع المبلّغ السرّي للمثول أمامها.

ويعكف النواب على إعداد المواد اللوجستية اللازمة لحماية هوية هذا الشخص والحصول على تصاريح أمنية لمحامين سيمثلونه. وقال شيف إنه يأمل في أن يتمكن الشخص الذي سرّب المعلومات من الظهور في وقت قريب جدا، وأشاد بشجاعة المبلّغ الذي كشف الملف.

وأضاف شيف أن "الكونغرس" مصمّم على الاستماع إلى مكالمات ترامب السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من زعماء العالم الآخرين، مشيراً إلى مخاوف من احتمال أن يكون ترامب قد عرّض الأمن القومي للخطر.

وفي محادثته الهاتفيّة نهاية يوليو مع نظيره الأوكراني، "مارس ترامب ضغوطاً على كييف"، على حَدّ قول الديمقراطيّين، رابطاً ضمناً التحقيق حول بايدن بصرف مساعدات أميركيّة.

وفتح الديمقراطيّون الأسبوع الماضي، تحقيقًا بحقّه بهدف عزله، وهو أمر مستبعد حتّى الآن.

وفي حال صوّت مجلس النوّاب، حيث الغالبيّة الديمقراطيّة، على العزل، وهو ما قد يحصل الشهر المقبل، يتعيّن على مجلس الشيوخ ذي الغالبيّة الجمهوريّة التصويت على هذه الإجراءات بالثلثين.

هجوم مضاد

وفي محاول لقلب المعادلة لمصلحة ترامب، قرر المقربون من الرئيس رفع التحدي في العديد من البرامج الإخبارية الأميركية وشنّ هجوم مضاد، ينطلق من اعتبار ترامب بريئا، في حين أن بايدن مذنب لاستغلاله السلطة لمصالح شخصية.

واتهم كبير مستشاري البيت الأبيض، ستيفن ميلر، مقدم الشكوى بأنه "جزء من مؤامرة حكومية في الدولة العميقة" بهدف تأجيج المعارضة ضد ترامب.

وقال لشبكة FOX "أعلم الفرق بين مسرّب معلومات وعميل الدولة العميقة. إنه عميل دولة عميقة بكل وضوح وبساطة، وأعتقد أنه من المؤسف أن تواصل وسائل الإعلام وصف هذا الشخص بأنه كاشف عن المخالفات، فهو شرف لا يستحقه هذا الشخص بكل تأكيد".

أما السيناتور لينزي غراهام، فأعلن في مقابلة مع شبكة CBS "ليس لدي أدنى مشكلة مع هذه المحادثة الهاتفية". وأضاف: "كان على أحد التحقق مما إذا ساهم جو بايدن في إقالة المدعي الأوكراني بصورة غير مشروعة"، واصفا هذه القضية بـ "المدبرة".

بدوره، أوضح رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة ABC، "لن أتعاون مع آدم شيف. أعتقد أنه تنبغي إقالته".

أوكرانيا

وفي كييف، قال أندريه يرماك، مساعد للرئيس زيلنسكي، إن أوكرانيا لا تريد التورط في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. وأضاف: "نعتبر الولايات المتحدة صديقتنا وشريكتنا الاستراتيجية. ما يحدث هناك هو ألاعيب السياسة الداخلية الخاصة بهم. ولن نشترك في هذا بأي حال".

جولياني: «رحلات إدانة بايدن» ليست ممولة

أعلن رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، أنه التقى مسؤولين أوكرانيين في مدريد وباريس ووارسو هذا العام، في إطار مساعيه لفتح تحقيق في أمر جو بايدن، إلا أنه نفى أن يكون ترامب قد دفع مصاريف رحلاته أو أن يكون تلقى أي أموال من حملة ترامب الانتخابية، أو من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، الهيئة التي تشرف على الحزب.

وقال جولياني الذي ترأس سابقاً بلدية نيويورك: "لا يهم إن كنت تقاضيت أموالاً، المهم فعلا هو هل باع بايدن منصب نائب رئيس الولايات المتحدة؟"

وبرز اسم جولياني كشخصية محورية في فضيحة ألقت بظلالها على ترامب ووضعته في مواجهة تحقيق مساءلة بشأن إن كان أساء استخدام منصبه لتحقيق مكاسب سياسية.

ومن أهم الأسئلة المطروحة هو من قام بتمويل رحلات جولياني، بينما كان يسعى لنشر مزاعم بأن بايدن حاول إقالة كبير المدعين الأوكرانيين آنذاك، فيكتور شوكين، لمنعه من التحقيق في أمر شركة طاقة كان ابنه هانتر يعمل فيها مديراً.

back to top